الله لوط عليه السلام ” جزء 15″

الدكرورى يكتب عن نبي الله لوط عليه السلام ” جزء 15″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الله لوط عليه السلام ” جزء 15″

ونكمل الجزء الخامس عشر مع نبي الله لوط عليه السلام، وأنبأوه أن موعد العذاب هو الصبح ” فأسر بأهلك بقطع من الليل ولايلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب، ولما جاء أمر الله قيل إن جبريل عليه السلام اقتلع بطرف جناحه مدنها السبع بمن فيهن من الأمم وما معهم من الحيوانات فرفعها حتى بلغت عنان السماء حتى سمعت الملائكة أصوات ديكتهم ونباح كلابهم ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها، وأثناء السقوط كانت السماء تمطرهم بحجارة من الجحيم، فحين يقص القرآن الكريم شأن قوم لوط، فإنه يريد أن يحذر هؤلاء الذين يؤمنوا من عمل قوم لوط وعاقبة فعلهم، وذلك ليتدبروا ويعتبروا ولا يعتدوا إلى ما لا يحل لهم، وليعلموا أن عقوبة من عمل عمل قوم لوط هو اللعنة من الله.

ومن رسوله، مع شدة العقوبة في الدنيا والفضيحة كذلك، وما أُعد لهم في الآخرة من العذاب أعظم إن لم يتوبوا، يقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط ” وقد اختلف العلماء أيضا في كون الملك جبريل عليه السلام قد قلب قرية قوم لوط بجناحه، وأنها تذكر عدة أحاديث هذا الأمر، ولكن المفسرون المسلمون يقولون أنهم لم يجدوا في النسة النبوية من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ما يثبِت كون الملك جبريل عليه السلام قد قلب مدائنهم بطرف جناحه حتى صار عاليها سافلها، ولكن تعذيب الله تعالى قوم لوط عن طريق جبريل وُجد بالفعل في كلام بعض التابعين، ولا يعلم إن كان مستندهم الإسرائيليات أو غيرها، ويحاول المفكرون المسلمون.

دائما في استخلاص الدروس والعبر من القصص الواردة في القرآن الكريم بالطبع، فإن قصص الأنبياء تظل أهم نوع من هذا القصص لأنها تناقش قصص الأنبياء، والذين هم أفضل البشر وأكثرهم كمالا ولذلك، فهم موضع القدوة والأسوة كما ذكر القرآن الكريم، وبالطبع، فقد أخذت قصة لوط عليه السلام حظها في هذا الشأن، ويعتقد المفكرون المسلمون أن قصة قوم لوط عليه السلام كما ذكرت في القرآن الكريم تكشف عن هدف خاص، وهو معالجة لون خاص من ألوان الانحراف عن الفطرة، وعن قضية ليس محورها الأصيل هو قضية الألوهية والتوحيد والذي كان مدار قصص الأنبياء الأخرى، ويذكر المفكرون كذلك أنه شاء الله أن يخلق البشر ذكرا وأنثى، ومن ثم ركبهما وفق هذا الطبع وجعلهما صالحين مجهزين عضويا ونفسيا للالتقاء والتناسل.

وبعد هذا يكون الالتقاء فيه لذة حقيقية ورغبة أصيلة، يعطي ذلك دافعا في مقابل المتاعب التي يلقيانها بعد ذلك في الذرية من حمل ووضع ورضاعة، ونفقة وتربية وكفالة، وكذلك تكون ضمانا لبقاءهما ملتصقين في أسرة تكفل الأطفال الناشئين الذين تطول فترة حضانتهم أكثر من أطفال الحيوان هذه هي سنة الله، والانحراف عنها إلى الشذوذ الجنسي عقوبته شديدة، بالضبط كما كان عقاب قوم لوط أشد من أي عقاب لحق بالأمم السابقة، ويعتقد المفكرون المسلمون أن في قصة لوط عليه السلام إشارة إلى فكرة إيجاد البدائل، فلابد من إيجاد بديل مشروع ليحل محل المنكر الممنوع، فكما اقترح النبي لوط عليه السلام على قومه الزواج بدلا عما يفعلون، وإن من الأساسي في الدين الإسلامي وأخلاق الإسلام خلق إكرام الضيف.

ويعتقد المفكرون المسلمون أن من إكرام المضيف الاهتمام بالضيف وحمايته من كل شيء يضايقه أو يؤذيه حتى لا ينال بسوء أو مكروه طالما وهو في ضيافته وحماه، وهذه الفائدة يمكن أخذها مما ذكره القرآن الكريم من استياء لوط بوصول الضيف، لا لأنه لا يكرم الضيوف، بل فقط لشعوره بعدم القدرة على حمايتهم من شر قومه، لقد ضاق بهم ذرعا لهذا الشعور بالعجز وعدم إتمام واجب الضيافة على أتم وجه، وهذه سنة النبيين والمرسلين، فنبي الله إبراهيم قد أكرم هؤلاء الأضياف ذاتهم وسارعهم بعجل سمين كما وضحت ذلك الآية القرآنية، فإكرام الضيف في الإسلام هو خلق على قدر عظيم جدا من الأهمية بل هو علامة من علامات الإيمان بالله واليوم الآخر كما في حديث صحيح للنبي صلى الله عليه وسلم.