الدكرورى يكتب عن يحيى بن أسعد بن زرارة الأنصاري “جزء 2”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
يحيى بن أسعد بن زرارة الأنصاري “جزء 2″
ونكمل الجزء الثاني مع يحيى بن أسعد بن زرارة الأنصاري، فقلنا يا رسول الله نبايعك، قال ” تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافون في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة” قال فقمنا إليه فبايعناه، وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو من أصغرهم، فقال رويدا يا أهل يثرب فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك وأجركم على الله، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خبيئة فبينوا ذلك فهو عذر لكم عند الله، قالوا أمط عنا يا أسعد، فوالله لا ندع هذه البيعة أبدا ولا نسلبها أبدا.
قال فقمنا إليه فبايعناه، فأخذ علينا وشرط، ويعطينا على ذلك الجنة، وهذا هو سرعة استجابته للحق، ويتضح ذلك عندما عرض الرسول صلى الله عليه وسلم، على النفر الذين جاءوا إلى عتبة، فلقيهم النبي صلى الله عليه وسلم، وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن الكريم، فأسلموا، وقيل إن أول من قدم بالإسلام إلى المدينة كان أسعد بن زرارة، وسبق القول بأنه ربما يكون أول من بايع بيعة العقبة الثانية، فقد كان يسعى مع مصعب بن عمير بالمدينة ويتضح ذلك في قصة إسلام أسيد بن حضير وسعد بن معاذ، ويظهر ذلك من موقفه في بيعة العقبة الثانية، حيث يقول جابر بن عبد الله، فقمنا نبايعه أي رسول الله صلى الله عليه وسلم, فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين رجلا.
فقال رويدا يا أهل يثرب إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله، وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على السيوف إذا مستكم وعلى قتل خياركم وعلى مفارقة العرب كافة، فخذوه وأجركم على الله، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر عند الله، قالوا يا أسعد بن زرارة أمط عنا يدك، فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها، فقمنا إليه رجلا رجلا يأخذ علينا بشرطة العباس ويعطينا على ذلك الجنة، وقد قال محمد بن إسحاق، وتوفي في تلك الأشهر أي بعد الهجرة مباشرة، أبو أمامة أسعد بن زرارة والمسجد يبنى، أي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أخذته الذبحة أو الشهقة.
وقد ذكر الواقدي أنه مات على رأس أشهر من الهجرة، رواة الحاكم في المستدرك من طريق الواقدي عن أبي الرجال، وفيه جاء بنو النجار فقالوا يا رسول الله مات نقيبنا فنقب علينا، فقال “أنا نقيبكم” وقد قال البغوي أنه أول من مات من الصحابة بعد الهجرة، وأنه أول ميت صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وروى الواقدي من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال أول من دفن بالبقيع أسعد بن زرارة، وهذا قول الأنصار، وأما المهاجرون فقالوا أول من دفن به عثمان بن مظعون، وعن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، عن عمه يحيى، وما أدركت رجلا منا يشبهه، يحدث الناس وأن أسعد بن زرارة، جد محمد من قبل أمه، أخذه وجع في حلقه يقال له الذبحة.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” لأبلغن من أبي أمامة عذرا، فكواه بيده فمات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الميتة ” اليهود يقولون أفلا دفع عن صاحبه، وما أملك له ولا لنفسي شيئا ” وأما عن الصحابي يحيى بن أسعد بن زرارة، فهو يحيى بن أسعد بن زرارة الأنصاري، وقيل هو يحيى بن أزهر بن زرارة، وهو مختلف في صحبته، وقد روى أيضا قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من سمع النداء يوم الجمعة ولم يأت، ثم سمع ولم يأت، طبع على قلبه” وقد أَخرجه ابن منده، وأبو نعيم، وقد نسباه إِلى أسعد بن زرارة، وقد ذكر البخاري ” يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زُرارة” وقال وبعضهم يقول أسعد بن زرارة، وهو، وهم.