مسلمة بن عبد الملك القرشي “جزء 2”

الدكرورى يكتب عن مسلمة بن عبد الملك القرشي “جزء 2”

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

مسلمة بن عبد الملك القرشي “جزء 2”

ونكمل الجزء الثاني مع مسلمة بن عبد الملك القرشي، وكان ذلك عندما التقى جيش يزيد بن المهلب بجيش مسلمة بن عبد الملك، وانتهت المعركة بالقضاء على ثورة يزيد بن المهلب ومقتله، ومقتل آل المهلب جميعا، وأما عن معركة العقر وقعت سنة مائه واثنين من الهجره، بين جيوش يزيد بن المهلب وجيوش الامويين بقيادة مسلمة بن عبد الملك وانتهت بمقتل يزيد وحبيب أبناء المهلب بن أبي صفرة وفرار بقيتهم إلى خراسان قبل ان يلحق بهم القائد الاموي مدرك بن ضب الكلبي، ويقتل من بقي من الأسرة المهلبية بعد أن أمروا عليهم المفضل بن المهلب، وكان من أسبابها هو أنه كان يزيد بن المهلب واليا على العراق ثم خراسان ثم البصرة في خلافة سليمان بن عبد الملك وكان يزيد مقربا من سليمان، ولما تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة عزل يزيد بن المهلب وسجنه، فلما مات عمر ذهب غلمان يزيد بن المهلب .

وأخرجوه من السجن خوفا من الخليفة الجديد يزيد بن عبد الملك، الذي توعد وأقسم بقتل ال المهلب بسبب تعذيب يزيد بن المهلب أهل الحجاج بن يوسف الثقفي وجماعتة أهل ابي عقيل الثقفيين عندما كان يزيد واليا للعراق زمن سليمان بن عبد الملك، فقام بالقبض على اسرة الحجاج وجماعتة أهل ابي عقيل وقام بتعذيبهم، وكان أهل ابي عقيل اصهارا ليزيد بن عبد الملك لان زوجتة هي أم الحجاج بنت محمد بن يوسف الثقفي وهو شقيق الحجاج بن يوسف وهي أم الوليد بن يزيد بن عبد الملك وهو أكبر أبناء يزيد، وأما عن مسلمه بن عبد الملك وفي عهد أخيه هشام بن عبد الملك عاد للجهاد فظل يحارب الروم والخزر حتى عام مائه وأربعة عشر من الهجره، ثم توقف لمدة ست سنين حتى عام مائه وواحد وعشرين من الهجره، وقد عاد لمحاربة الروم مره أخرى وهي السنة التي مات فيها.

وقد بدأ مسلمة حياته الحربية والعسكرية وهو فتى صغير كجندي في جيش عمه محمد بن مروان الذي فتح أرمينيا ومنطقة جنوب القوقاز، وأعطى مسلمة الفرصة الأولى ليبدأ عمله قائدا عسكريا إذ ولاه خلال فتوحاته في القوقاز على جيش وأمره بالذهاب لغزو الخزر في روسيا فهزمهم بعد حصار دام طويلا، وقد استولى على أقوى مدنهم، وكانت أولى غزواته على الروم بعدها مباشرة حيث استدعاه والده عبد الملك بن مروان مع عمه من القوقاز بسبب محاولة الروم غزو الشام فجهز جيشا ضخما واستعمل عليه مسلمة ووجه إلى الأناضول لغزو الروم، ومن حينها استمر يغزو بشكل سنوي حتى استطاع الوصول إلى عاصمة الدولة البيزنطية القسطنطينية وهى إسطنبول اليوم، وكان ذلك فى عام ثمانيه وتسعين من الهجره، وكاد أن يفتحها لولا الظروف المناخية والثلوج.

وكذلك الأمطار ومساعدة البلغار للروم واستخدام الروم لسلاح النار الإغريقية ووفاة الخليفة سليمان بن عبد الملك حيث أجبره الخليفة الجديد عمر بن عبد العزيز على العودة والانسحاب من الحصار، وأما عن النار الإغريقية التى استخدمتها جيوش الروم ضد مسلمه بن عبد الملك، فهو سائل حارق استعمله البيزنطيون كسلاح في حروبهم البحرية، حيث كانت تستخدم لإشعال النار على سفن العدو، وتتكون النار الإغريقية من مركّب قابل للاحتراق ينبعث من سلاح يرمي باللهب، وقد استخدم اليونانيون النار الاغريقية لأول مرة في معركة سيلايوم البحرية عندما حاصر الأمويون المسلمون القسطنطينية في حملة أرسلها معاوية بن أبي سفيان في عام ثلاثه وخمسين من الهجره، بقيادة ابنه يزيد بن معاويه، لمحاولة فتح القسطنطينية.

ويعتقد بعض المؤرخين أن النار الاغريقية كانت تشتعل عند ملامستها الماء، وربما كان أساسها مادة النافتا والجير الحي، وقد استخدمه البيزنطيون في المعارك البحرية بشكل كبير، حيث أن النار الاغريقية تستمر في الاحتراق أثناء طفوها على الماء، وقد كانت الميزة التكنولوجية التي قدمتها مسؤولة عن العديد من الانتصارات العسكرية البيزنطية الرئيسية، وعلى الأخص فك حصار القسطنطينية من حصار المسلمين مرتين، وبالتالي تأمين بقاء الإمبراطورية حتي أتم السلطان محمد الفاتح فتح القسطنطينية، وقد استخدم المسلمون النار الإغريقية في تدمير مراكب الإمدادات الصليبية المتجهة من مدينة دمياط إلى قوات لويس التاسع ملك فرنسا في معركة المنصورة، ضمن معارك الحملة الصليبية التاسعة، على مصر.