تفاصيل #استعدادات أميركية لبناء الرصيف قبالة #غزة #والإمارات تمول #رحلة_تجريبية
من قبل أن يعلن الرئيس جو بايدن في خطابه عن “حال الاتحاد” خطط تقديم المساعدات لغزة عن طريق البحر، كان لواء النقل السابع في الجيش الأميركي ووحدات أخرى قد بدأت جمع المعدات معًا.
وافادت وكالة “أسوشيتد برس” في تقرير لها إن الجيش الأميركي تلقى قبل الخطاب أوامر ببناء رصيف عائم قبالة ساحل غزة لتوفير الغذاء وغيره من المساعدات التي يحتاج إليها بشدة سكان غزة. والمساعدات ضرورية لأن إسرائيل فرضت قيودا صارمة على الطرق البرية المؤدية إلى غزة، مما أدى إلى تباطؤ تدفق المساعدات إلى حد كبير.
إنها عملية معقدة، يشارك فيها ما يصل إلى 1000 جندي أميركي، ولن تحدث بين عشية وضحاها.
وصرح الناطق باسم البنتاغون بات رايدر بأن الأمر يستغرق أسابيع حتى يمكن إنجاز هذا الامر، بينما يتوقع بعض المسؤولين أن يستغرق حوالي شهرين. وبعيداً عن التحديات اللوجستية، فإن العملية ستعتمد على تعاون إسرائيل، وهو أمر غير مضمون.
في الأشهر الخمسة التي تلت هجوم مسلحي حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر)،والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 250 آخرين كرهائن، قام الجيش الإسرائيلي بقصف المنطقة، مما أوقع أكثر من 30 ألف قتيل فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. ونتيجة الحرب بين إسرائيل وحماس هي كارثة إنسانية مدمرة.
وتقول الأمم المتحدة إن جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يكافحون من أجل العثور على الغذاء، ويواجه أكثر من نصف مليون شخص حالياً المجاعة. واضطر كثيرون إلى تناول العلف الحيواني من أجل البقاء.
وكان الحصول على الغذاء والإمدادات الطبية وغيرها من المساعدات أمراً صعباً، إن لم يكن مستحيلاً في بعض الأحيان، بسبب الأعمال العدائية المستمرة والصراعات من أجل التنسيق مع الجيش الإسرائيلي، الذي أغلق الطرق وأبطأ عمليات التسليم بسبب عمليات التفتيش.
ويتعين على الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية أن تنطلق من معبر رفح مع مصر أو معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل، وكلاهما على الطرف الجنوبي من غزة، عبر منطقة النزاع للوصول إلى المناطق المعزولة إلى حد كبير في الشمال.
وأثار هذا الأمر احباط إدارة بايدن، حيث تعرقلت جهودها لزيادة المساعدات لغزة بسبب العقبات التي تفرضها إسرائيل، حليفتها الوثيقة.
والأسبوع الماضي، بدأت الولايات المتحدة عمليات إسقاط جوي للمساعدات لغزة. لكن هذا لا يمكن أن يوفر سوى قدر محدود من المساعدات وقد لا يصل إلى من يحتاجون إليها.
وفي خطابه يوم الخميس، وجه بايدن الجيش ببناء رصيف م,قت على ساحل غزة “يمكنه استقبال السفن الكبيرة التي تحمل الغذاء والماء والدواء والملاجئ الموقتة”.
وقال بايدن إن الرصيف “سيمكن من زيادة هائلة في كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة كل يوم”.
تم تجميعها مثل الليغو
ووفقًا لمسؤولي الدفاع، بدأ لواء النقل السابع المتمركز في قاعدة لانغلي-يوستيس المشتركة في فرجينيا بالفعل في تجميع ما يسمى بمعدات اللوجستيات المشتركة على الشاطئ والمراكب المائية.
وتقول الوكالة الاميركية إن العملية تشبه نظام ليغو ضخم – مجموعة من قطع الفولاذ بطول 40 قدمًا (12 مترًا) يمكن ربطها معًا لتشكل رصيفًا وجسرًا. وسيصل طول الجسر إلى 1800 قدم (حوالي 550 مترًا) وعرض مسارين.
وفي الأيام المقبلة، ستبدأ القوات الأميركية في تحميل المعدات على سفينة عسكرية كبيرة تابعة لقيادة الجسر البحري. وستشمل المعدات القطع الفولاذية وسفن القطر الصغيرة التي يمكن أن تساعد في نقل الأشياء.
ومن غير المرجح أن يبدأ هذا التحميل إلا في وقت ما من الأسبوع المقبل، وبمجرد الانتهاء من ذلك، ستنطلق السفينة عبر المحيط الأطلسي وعلى متنها أعضاء من لواء النقل السابع. كما سيشارك في المهمة عدد من الوحدات العسكرية الأخرى من الولايات المتحدة وخارجها.
وقال رايدر إن القوات ستقوم ببناء رصيف بحري حيث يمكن للسفن الكبيرة تفريغ المواد الغذائية والإمدادات. وبعد ذلك ستقوم سفن عسكرية أصغر بنقل تلك المساعدات من الرصيف العائم إلى الجسر المؤقت الذي سيتم دفعه إلى الأرض عند الشاطئ.
وقال بايدن يوم الخميس إنه لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض في غزة للمشاركة في المهمة، والتي من المرجح أن تشمل حلفاء آخرين ومقاولين ووكالات إغاثة.
ما هي التحديات؟
وسيكون السؤال الرئيسي عن استعداد إسرائيل لدعم جهود إيصال المساعدات.
وكانت عمليات الإنزال الجوي الأميركية بمثابة حل غير معتاد من إدارة بايدن، التي ناشدت إسرائيل منذ أشهر زيادة توصيل المساعدات إلى غزة وتوفير الوصول والحماية للشاحنات التي تحمل البضائع.
وبحسب بايدن، فإن الحكومة الإسرائيلية ستحافظ على الأمن على الرصيف وتحميه من أي هجمات من حماس. وقد تكون هناك حاجة أيضًا للسيطرة على الحشود، في حال محاولة السكان اقتحام الرصيف للحصول على الطعام الذي هم في أمس الحاجة إليه.
ومع أن المسؤولين قالوا إنهم لا يحتاجون على الأرجح إلى الأمن على الطريق البحري إلى إسرائيل، سيكون هناك حاجة إلى الحلفاء والسفن الخاصة لتوصيل المساعدات على طول الممر البحري.
ومن غير الواضح أيضاً من سيقوم بتفريغ المساعدات في الرصيف ونقلها إلى الشاطئ.
مجموعات المعونة تابعة لدول أخرى
عرض الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس استخدام ميناء بلاده في لارنكا قبل أشهر لطريق بحري محتمل لإيصال المساعدات إلى غزة، وهي رحلة بطول 230 ميلاً (370 كيلومتراً). ودعت قبرص السلطات من إسرائيل والولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى للانضمام إلى العملاء القبارصة في فحص جميع الشحنات حتى لا تستخدم حماس أي شيء ضد إسرائيل. وقد حظي العرض باهتمام كبير من الأميركيين والأوروبيين وغيرهم، وتلا ذلك تخطيط موسع.
وأعلنت المفوضية الأوروبية اليوم الجمعة أن سفينة تحمل مساعدات إنسانية تستعد لمغادرة قبرص والتوجه إلى غزة.
الإمارات موقت العملية التجريبية
وستقوم السفينة التابعة لمجموعة المساعدة Open Arms الإسبانية برحلة تجريبية لاختبار الممر البحري في الأيام المقبلة. وكانت السفينة تنتظر في لارنكا للحصول على إذن لتوصيل المساعدات الغذائية من World Central Kitchen، وهي مؤسسة خيرية أميركية أسسها الشيف الشهير خوسيه أندريس.
وقال سفير الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة لوكالة “أسوشييتد برس” إن التوقيت الدقيق للشحنة التجريبية عن طريق البحر يعتمد على الظروف، لكنه قال إن يوم الأحد يبدو مناسبا. وقال إن الإمارات مولت العملية وعملت مباشرة مع الإسرائيليين لتجهيز الشحنة دون مشاكل.
وأوضحت المتحدثة باسم WORLD CENTRAL KITCHEN كلوي ماتا كرين في بيان إن المطبخ المركزي العالمي جهز قارباً في قبرص بـ 200 طن من الأرز والدقيق والبروتينات التي ستكون جاهزة قريباً للمغادرة إلى غزة، كما أن هناك 500 طن إضافية من المساعدات في قبرص وجاهزة للمتابعة.