آللى إختشـوآ.. 

آللى إختشـوآ..

بقلم ايمان الشيخ

آللى إختشـوآ.. 

الحياء خلق جميل حثنا عليه ديننا الحنيف والمرء حيي ما دام خلقه الحياء وأقصد بحيي اى أنه به روح حية وعيون مكسورة أدبا وحياءا والمرء الحيي هو ذلك الذى يؤتمن على المال والولد والمرأة والعهد والعرض وإذا ضاع الحياء حل البلاء وكثرت الفتن وصعبت المعيشة وضاق الحال وأصبح المجتمع كالغابة لذلك أُقْتُرِن الحياء بالإيمان ووُصِفَ بأنه شعبة من شعبه وشرطا إذا تحقق تحقق وجود الإيمان.

 

سمعنا ورأينا فى الأيام القليلة الماضية ضجة واسعة شملت كل طوائف المجتمع حتى المنابر الدينية بل وخرج الأزهر مدليا برأيه عن عمل سينيمائى يحمل إسم (أصحاب ولا أعز) هذا العمل هو النسخة العربية من الفيلم الإيطالي “Perfect Strangers” (بالإيطالية “Perfetti sconosciuti”)..

حقيقة أننى قرأت وسمعت وللأمانة وكما عودت نفسي بحثت حتى لا اظلم أحدا وبطريقة ما إستطعت أن أصل لمحتوى الفيلم لأنها أمانة والكلمة أمانة يحاسبنا عليها الله وكلُ فى لوح محفوظ، وشهادة يحاسبنى عليها الله يوم أن ألقاه أن هذا العمل خرج عن كل نصوص الإلتزام الأخلاقى الخاص بنا كعرب مسلمين وحتى الغير مسلمين منا فهم عرب طبعهم الحياء وخصالهم الشرف، فهذا العمل يحتوى على كم من الإسفاف والإنحطاط لم يرد على مسمعى أو أذنى مثله قط هذه شهادتى والله الوكيل.

القضية ليست قضية عمل سيئ يأخذ فترته ويندثر وحتما سيندثر لأن مثل هذه الأعمال لا عمر لها لأنها لا تحتوى على محتوى هادف يخلدها، القضية فى أمة تباد ومعالم تندثر وقيم تهدم فصانعى هذه الأعمال هم مروجى الفتن هؤلاء من يمزجون السم فى العسل وما أكثر الجهلاء الذين يتجرعون، وما العجب حقا هناك جهلاء يتجرعون ويتكرعون هنيئا مريئا، ألم يخرج علينا رجال يبدوا أنهم مسلمين يشكرون فى العمل وصانعيه؟!

الأمر ليس بالهين فالخطب جم فصناعة السينما هى أسرع وسيلة تدخل البيوت والعقول وتلتصق بالأذهان فعلى المسؤلين أن يتقوا الله فيما يقدمون، عليهم أن يُحَكموا عقولهم وضمائرهم وأن يسترجعوا عظمة الله فى قلوبهم ومخيلاتهم وأن يعلموا جيدا أنه سبحانه عزيز ذو إنتقام ويستحضروا قوله تعالى فى أذهانهم، بسم الله الرحمن الرحيم.. (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) صدق الله العلى العظيم..

أحبتى فى الله إن الله سبحانه وتعالى مطلع على السر والعلن وقد حدث وأن أباد قوما بأكملهم بسبب الفاحشة وهم قوم لوط، فلماذا إذا نسترجع الماضى فلا نتعظ منه ونرى الخطأ أمام أعيننا عيانا بيانا فنشيد به، لماذا نتقلد مقاعد الغرب بلا أدنى تفكير، لماذا نقايض على أخلاقنا بمبادئ واهية تهوى بنا وبمجتمعنا فى أسفل سافلين، فكيف لمجتمع أن ينهض بأمة فاسدة؟! ورحم الله أمير الشعراء عندنا قال:(وإذا أُصـيـب القـــوم في أخـلاقـهــــم * فـأقـــمْ عـلـيـهـــم مـأتـمـــاً وعــويــلا)..

ولنعلم جميعا أنه لا شئ يقوم ولا يستقيم بلا أخلاق، الدين نفسه والكتب السماوية جمعاء نادت بالأخلاق والدين الإسلامى خاصة جاء ليتمم مكارم الأخلاق، فكيف نأتى وبعد أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان لنجد أشخاص يخرجون علينا بمثل هذا الإسفاف ويخرج أخرون يشيدون به وبمن قام به؟! شئ مخجل مخزى تنكس له الرأس أسفا وحسرةً.

عباد الله إتقوا الله وتذكروا عظمته وضعوا نصب أعينكم يوم الحساب الذى بات وأصبح على مقربة من الجميع وذكروا أنفسهم بالساعة التى أوشكت، فوالله الذى لا إله إلا هو النهاية إقتربت والدنيا بكل ما فيها من ذات وملذات لا تسوى لحظه واحدة من يوم الحساب، فتحلوا أمة الإسلام بأخلاق سيد الأنام ورسول الإسلام الذى كان خلقه الحياء فكان صلى الله عليه وسلم أشدّ حياءا من العذراء فى خدرها وتذكروا قوله صلى الله عليه وسلم،   عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ, وَلَكِنَّ الاسْتِحْيَاءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ: أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْتَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ) رواه التِّرمذي  مِن حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.