الدكروري يكتب مواصفات الزوجة الصالحة التقية ” جزء 6″بقلم / محمـــد الدكـــرورى
مواصفات الزوجة الصالحة التقية ” جزء 6″
ونكمل الجزء السادس مع مواصفات الزوجة الصالحة التقية، وهذا يدل أيضا علي ثبوت حرمة الرضاع بين الرضيع والمرضعة، فإنها تصير بمنزلة أمه من الولادة، ويحرم عليه نكاحها أبدا، ويحل له النظر إليها والخلوة بها، والمسافرة معها، ولا يترتب عليه أحكام الأمومة من كل وجه، فلا توارث ولا نفقةَ ولا عتق بذلك بالملك، ولا ترد شهادته لها، ولا يعقل عنها، ولا يسقط عنهما القصاص بقتلهما، ومن ذلك انتشار الحرمة بين المرضعة وأولاد الرضيع، وبين الرضيع وأولاد المرضعة، وحرمة الرضاع بين الرضيع وزوج المرضعة، ويصير الرضيع ولدا له، وأولاد الرجل إخوة الرضيع، وإخوة الرجل أعمام الرضيع، وأخواته عماته، ويكون أولاد الرضيع أولاد الرجل، وقد يعيش الكثير من الأزواج داخل بيت واحد حياة تعيسة وخالية من المشاعر والسعادة.
ومن أسباب ذلك اختلاف وجهات النظر بين الزوجين الذي قد يقود إلى حدوث المشكلات بينهما، وعندما يفتقد أحدهما أو كلاهما فن الحديث، فتصبح لكل منهما حياة خاصة بعيدة كل البعد عن الآخر، ولا يجتمعان إلا عند الحديث عن الأبناء، بعد أن كانت أحلامهما في فترة الخطوبة التشارك في كل شيء واحترام رغبات بعضهما البعض والوقوف معا في كافة أمور الحياة والحوار بين الأزواج والحوار من أهم مقومات التواصل بين الناس وخاصة بين الأزواج، حيث يستطيع كل واحد منهما أن يعبر للآخرعن مشاعره وأحاسيسه من خلاله، وما يحب ويكره، فالله تعالى جعل الزواج استقرارا وسكينة ومودة، ولكن توعد الشيطان بالتفرقة بين الزوجين، حيث يعد هذا العمل من أفضل الأعمال لدى الشيطان بشكل عام، نظرا لما تتسبب به التفرقة بين الزوجين من تدمير للأسرة وبالتالي تدمير المجتمع وانتشار المفاسد.
وللحوار أهمية كبيرة في نشر السعادة والتفاهم بين الأزواج، فعندما يكون الزوج غليظا وغير مستعد لسماع حديث زوجته وغير لبق فإن الزوجة تلجأ للصمت والابتعاد عن الدائرة التي يوجد فيها، وفي المقابل عندما يجد الرجل من زوجته عصبية زائدة وعنادا وعدم تفهّم الأمور فإنه يحجم عن إجراء أي حديث معها، بل إنه قد لا يشاركها أي قرارات حتى وإن كانت تخص البيت فيتصرف لوحده وبحسب ما يراه مناسبا وقد يظن بعض الرجال أن الحوار لا يتوافق مع الرجولة، بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم أروع مثال على الرجل الذي يحاور زوجاته ويتحملهن وهن كذلك، وكان يخصص لهن وقتا مستقلا لتبادل أطراف الحديث معهن، ومعرفة احتياجاتهن ومشاعرهن على الرغم من حجم المسؤولية التي تقع على عاتقه.
ونصائح لحوار ناجح بين الزوجين فلا بد من أن يتصف الحوار بعدة صفات من أجل أن يكون إيجابيا وذا نتائج طيبة، ومنها انه يجب على الزوجين التمتع بسعة الصدر وتقبل الرأي الآخر ومحاولة استيعابه وعدم التعصب للرأي الفردي، ويجب أن يكون الاحترام هو أساس الحوار وعدم التعنت ومحاولة النيل من الآخر، فاختلاف وجهات النظر لا يسبب العداوة والبغضاء والابتعاد عن المقاطعة أثناء الحديث، وترك المجال أمام المتحدث ليخرج كل ما في قلبه ليرتاح ولتتوضح الأمور، فكم من المشاكل التي حدثت بين الأزواج نتيجة التسرع في الحكم وعدم فهم الزوجين لبعضهما واستخدام الأسلوب الهادئ في الحوار بعيدا عن التعالي أو التكبر في الحديث، واختيار الكلمات المناسبة بعيدا عن استخدام الكلمات النابية التي تترك آثارا سلبية عند الشخص ويجب على الزوجين تحمل كل منهما للآخرين
فإذا كان أحدهما غاضبا فمن الأفضل على الآخر أن يستوعبه ويستمع إليه لنهاية حديثه وعدم استفزازه أبدا، وإن الزوج المثالي هو الزوج المخلص لشريكته، الذي يبذل مجهودا كبيرا في جعل حياتهم الزوحية سعيدة ومستقرة، بحبه وإخلاصه لها، وبإظهار اهتمامه بها دائما وبصور مختلفة وبتقديم الدعم فيقف الزوج إلى جانب زوجته في مواقف النجاح والفشل، ويقدم دعمه لها في طموحها وتحقيق أهدافها، ويؤمن بقدراتها، ويؤكد لها دائما أنه في صفها وأنها قادرة على العمل والنجاح والمساعدة في الواجبات التى تعبر أغلب الزوجات عن استيئاهن من عدم مشاركة الأزواج لهن في أعمال المنزل وتربية الأطفال، لذلك فالزوج المثالي هو الزوج الذي يشارك في إدارة حياة أطفاله وتعليمهم مساندا بذلك زوجته، لما لذلك من أثر في تكوين علاقة متينة بين الزوجين واحترام الزوجة.