الدكرورى يكتب عن نبي الله داود عليه السلام ” جزء 15″
بقلم / محمـــد الدكـــــرورى
نبي الله داود عليه السلام ” جزء 15″
ونكمل الجزء الخامس عشر مع نبي الله داود عليه السلام، ويقول لهم مواسيا “وإن كثيرا من الخلطاء ليبغى بعضهم على بعض ” ليتأسى، ويتسلى لأن الذي أصيب بمصيبة وعلم أن غيره قد أصيب بنفس المصيبة تهون عليه مصيبته، وينتهي نسب نسب نبى الله داود عليه السلام للنبي الخليل إبراهيم عليه السلام، وقد جمع داود عليه السلام في نسله الملك والنبوة ولم تجتمع لغيره، لقد ذكر في الكتب أن داود هو أصغر إخوته ويملك اثنا عشر أخا، وكان بارعا جدا بالقذف بالمقلاع، وسمع مرة نداء طالوت أن من يقتل جالوت سيزوجه ابنته وينصبه ملكا، وإذ بحصيات تتحدث للنبي داود بأن يقتنيها ففيها قتل جالوت، فالتقطها وأدارها بمقلاعه وقتل جالوت بها وتزوج ابنة طالوت وتنصب ملكا على بني اسرائيل اللذين أحبوه لعدله وحكمته، فقد أوتي بالإضافة للنبوة.
والملك الحكمة في فصل الخصام بين المدعين، وقد آتاه الله سلسة معلقة من السماء لتساعده في القضاء بين الناس، وما كان يميزه هو جمال صوته وترنمه أثناء القراءة، حتى قيل أن من يسمع صوته لا يستطيع الابتعاد عنه، وقد اتسم بالقراءة السريعة لكتابه مع التأمل والترنم، فقد كان يقرأ الزبور بينما يسرج له خيله، والزبور هو كتاب داود عليه السلام، وقيل أن عمره كان ستين سنة ولكن أبو البشر آدم عليه السلام طلب من الله تعالى أن يزيد في عمره أربعين سنة ويأخذها من عمره، وبهذا عاش النبي داود مائة سنة، ومما ورد عن مدة ملكه أنها أربعين سنة ولم يرد في نصوص الأحاديث ما يكذب هذا أو يصدقه، وتوفي يوم السبت وأظلته الطيور بأمر من نبي الله سليمان بن داود عليه السلام، وقال البيهقي عن ابن شهاب قال، قال نبى الله داود عليه السلام الحمد لله.
كما ينبغي لكرم وجهه، وعز جلاله، فأوحى الله إليه إنك أتعبت الحفظة يا داود، وعن عمر مولى عفرة قال، قالت يهود لما رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوج النساء، انظروا إلى هذا الذي لا يشبع من الطعام، ولا والله ما له همة إلا إلى النساء، حسدوه لكثرة نسائه وعابوه بذلك، فقالوا لو كان نبيا ما رغب في النساء، وكان أشدهم في ذلك حيي بن أخطب، فأكذبهم الله وأخبرهم بفضل الله تعالى وسعته على نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال ” أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ” يعني بالناس هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل أنه أتى الله تعالى سليمان بن داود فكانت له ألف امرأة، وسبعمائة مهرية، وثلاثمائة سرية، وكانت لداود مائة امرأة منهن، امرأة أوريا أم سليمان بن داود، التي تزوجها بعد الفتنة.
وهذا أكثر مما لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر الكلبي نحو هذا، وإنه كان لداود مائة امرأة، ولسليمان ألف امرأة منهن ثلاثمائة سرية،ثم مكث حتى قبضت روحه فلما غسل وكفن وفرغ من شأنه طلعت عليه الشمس، فقال نبى الله سليمان عليه السلام للطير أظلي على داود فأظلته الطير حتى أظلمت عليه الأرض، فقال نبى الله سليمان عليه السلام للطير أقبضي جناحا، وقال أبو هريرة رضى الله عنه فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم، يرينا كيف فعلت الطير، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، بيده وغلبت عليه يومئذ المضرحية، ومعنى قوله “وغلبت عليه يومئذ المضرحية” أي وغلبت على التظليل عليه المضرحية وهي الصقور الطوال الأجنحة واحدها مضرحي، وقال الجوهري وهو الصقر الطويل الجناح.
وقال السدي عن أبي مالك، عن ابن مالك، عن ابن عباس قال مات نبى الله داود عليه السلام فجأة وكان بسبت، وكانت الطير تظله، وقال السدي أيضا، عن مالك وعن سعيد بن جبير قال مات داود يوم السبت فجأة، وعن قتادة، عن الحسن، قال مات نبى الله داود عليه السلام وهو ابن مائة سنة ومات يوم الأربعاء فجأة وقال أبو السكن الهجري مات إبراهيم الخليل فجأة وداود فجأة وابنه سليمان فجأة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين” رواه ابن عساكر، وروي عن بعضهم أن ملك الموت جاءه وهو نازل من محرابه، فقال له دعني أنزل أو أصعد، فقال ملك الموت يا نبي الله قد نفدت السنون والشهور والآثار والأرزاق، قال فخر ساجدا على مرقاة من تلك المراقي فقبضه وهو ساجد، وعن وهب بن منبه قال إن الناس حضروا جنازة نبى الله داود عليه السلام فجلسوا في الشمس في يوم صائف.