أين الله..؟

أين الله..؟

بقلم / محموددرويش

أين الله..؟

لماذا كُل هذا العذاب لطفل لم يُذنب في شيء…؟

ما الحكمة مِن معاناته…؟

لماذا لم يتدخل الإله وينقذه….؟

والكثير والكثير من الأسئلة التي تثور في قلب مَن لم يتمكن الإيمان في قلبه.

لذلك إليك يا صديقي هذا المِثال البسيط :

أثناء مرور المُعلم بين تلاميذه وهم يؤدون الإختبار ، وقف المُعلم بجوار أحد التلاميذ ورأى أنه أجاب عن السؤال الأول إجابة نموذجية رائعة ، وبقي لهذا الطالب ستة أسئلة يُجيب عنها ، ولأن المُعلم علمه واسع بطُلابه وأحوالهم ويعرف هذا الطالب جيدًا ، فقد أعفاه من إكمال هذا الإختبار القاسي وقال له؛ قُم يا ريان فقد نجحت في الإختبار مُنذ الآن ، ولا داعي لأن تُكمل بقية الإختبار .. إنطلق وأنتَ من الناجحين.

هل ظلم المُعلم هذا الطالب بإعفاءه من حل باقي الأسئلة وإكمال الإختبار؟….

والآن نقول ، إن المؤمن على يقين تام بأنه في دار إختبار لا دار مقام . قد تطول فترة إختبارنا وقد تقصر ، لكن الشيء المؤكد أننا راحلون عنها لا مَحالة ، ولا يكون الرحيل إلا بعد إختبارنا . وليست الحياة إلا سلسلة من عذابات لا تنتهي ما دام الإنسان حيًا

ولله المثل الأعلى ، فإن الله قد اصطفى بعض من عباده بأن قصّر عليهم فترة الإختبار وأعفاهم من إكمال الإجابة عن باقي الأسئلة.

هذا بخصوص الموت ، أما العذاب فإن كُل الرُسُل قد عُذبوا دون إستثناء ، ولاقوا من البلاء ما لم يُلاقيه غيرهم مِن البشر. فهل ننظر لكُل بلاء على أنه عقوبة؟…

المؤمن لا يرى أنها عقوبة لهُم ولا لهَوانهم على ربهم ، ولكن لأن الله يُحبهم فقد إدخر لهُم كامل الأجر ليستوفوه في الجنة و كَتب عليهم هذه المصائب ليُزيدهم رفعة ودرجة و مَكانة .

وما نَزل بلاء بأحد إلا وكان لُطف الله حاضرًا بعبده المؤمن يُعينه ويُثبته ويُخفف عنه.