عاجل.. الإرهاب يطل برأسه.. «الإخوان» تعيد «حسم» للحياة من جديد لتهديد الدولة المصرية

عاجل.. الإرهاب يطل برأسه.. «الإخوان» تعيد «حسم» للحياة من جديد لتهديد الدولة المصرية

قد  أعلنت حركة حسم الإرهابية عن نفسها2016

17 عملية إرهابية نفذتها حركة حسم

5 أغسطس 2016 حاولت «حسم» اغتيال الدكتور على جمعة

 

٢٩ سبتمبر ٢٠١٦ حاولت «حسم» اغتيال المستشار زكريا عبدالعزيز النائب العام المساعد

 

٢٠١٧ تبنت الحركة انفجارًا بعبوة ناسفة فى المعادى

 

٢٠١٨ صنفت الولايات المتحدة «حسم» جماعة إرهابية

 

٢٠١٩ نفذت «حسم» عملية إرهابية أمام المعهد القومى للأورام

 

بثت ما تسمى بحركة «حسم» الإرهابية، الذراع العسكرية لجماعة الإخوان الإرهابية، مقطع فيديو جديدًا، تهدد وتتوعد خلاله بتجديد الهجمات المسلحة واستهداف الدولة المصرية.

 

ويُظهر الفيديو مجموعة من العناصر الملثمة، تجرى تدريبات عسكرية باستخدام الذخيرة الحية، فى موقع لم يتم تحديده، مصحوبًا ببيان مكتوب يتحدث عن «عودة الحركة»، ومواصلة ما وصفته بـ«المقاومة».

وأكد خبراء وباحثون فى شئون الحركات الإسلامية، أن الفيديو المنسوب إلى «حسم» يُعد استعراضًا قديمًا يعاد بثه لأغراض دعائية، ولا يشير إلى تهديد أمنى مباشر على أرض الواقع.

 

ماهر فرغلى: التصوير فى «دولة إقليمية».. ومشاهد الفيديو جديدة

 

قال الباحث فى شئون الجماعات المتطرفة، ماهر فرغلى، إن الفيديو يحمل رسائل تهديد واضحة للدولة المصرية، ويهدف للضغط على الدولة من أجل إخراج المساجين وتخفيف أحكام الإعدام، وكذلك الترويج لفكرة المصالحة.

 

وأضاف «فرغلى»: «أعتقد بشكل شخصى أنه تم تصويره فى دولة إقليمية، كما أن المحتوى لا يبدو قديمًا بل حديثًا، ويأتى فى توقيت حساس للغاية»، متابعًا: «الفيديو يأتى ضمن محاولات استغلال الظروف السياسية الراهنة فى المنطقة، وكذلك التغيرات الداخلية التى تمر بها الدولة المصرية، خاصة بعد نجاح تجربة أحمد الشرع فى سوريا، وهو ما تحاول الجماعة استخدامه كذريعة للعودة للمشهد». وتابع: «حتى لو لم تكن هناك مجموعات كبيرة فى الداخل، فإن مجرد إصدار هذا الفيديو يشير إلى وجود عناصر نشطة ما زالت تتحرك، وقد تكون لديها نوايا لتنفيذ عمليات إرهابية». واختتم بالقول: «إنه من الممكن أن تحدث عمليات إرهابية خلال الفترة المقبلة، خاصة أن الجماعة تسعى لتوصيل رسالة مفادها أنها لا تزال قادرة على التأثير والتهديد».

 

مختار نوح: «رسالة رمزية» تقف وراءها قوى معادية

 

رأى مختار نوح، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، إلى أن الفيديو هو رسالة رمزية تقف خلفها جهات خارجية، على رأسها بريطانيا، التى قال إنها تواصل دعم ما تبقى من جماعة الإخوان خارج البلاد. وقال: «إن الإخوان اليوم لم تعد تنظيمًا فاعلًا، بل مجرد أداة لنقل الرسائل السياسية، سواء عبر فيديوهات أو منصات إعلامية، أو حتى عبر أشخاص محسوبين على الحركة فى برامج تليفزيونية». وشدد على أن من يقف وراء إنتاج وبث هذا النوع من المواد الإعلامية، لا يهدف إلى تحريك الشارع أو إشعال مواجهة أمنية، بل يسعى لاستخدام الإخوان وواجهاتها الإعلامية لتحقيق أهداف استخباراتية. وأوضح أن كثيرًا من الوجوه التى تظهر ضمن هذه الكيانات المتطرفة، اليوم، هى وجوه مأجورة، تُستخدم من قبل أجهزة استخبارات دولية لخدمة أجندات سياسية واقتصادية، مضيفًا: «التمويل يتم عبر شبكات متعددة، بعضها مرتبط ببريطانيا، وبعضها الآخر يعمل من خلال منظمات تحت لافتة حقوق الإنسان أو الإعلام المستقل». واختتم «نوح» بالتأكيد على أن الدولة المصرية واعية تمامًا لأبعاد هذه الرسائل، وأنها لن تنخدع بأى نوع من الاستعراض الإعلامى، مشددًا على أن تنظيم الإخوان انتهى فعليًا ولم يتبقَ منه سوى ظلال تتحرك بأوامر مموليها فى الخارج.

 

أحمد بان: لا يُعد مؤشرًا على عودة تنظيمية حقيقية للحركة الإرهابية

 

أكد الباحث فى شئون الإسلام السياسى، أحمد بان، أن الفيديو الذى بثته حركة «حسم» قديم، ولا يُعد مؤشرًا على عودة تنظيمية حقيقية للحركة، مشيرًا إلى أن المشاهد تظهر تدريبات على تنفيذ عمليات اغتيال، كانت تُجرى سابقًا فى دولة مجاورة.

 

وأكد أن هذه التدريبات جرت فى سياق زمنى يعود إلى ما قبل أعوام، وأنه لا توجد حاليًا معطيات تشير إلى وجود نشاط ميدانى فعّال للحركة داخل الأراضى المصرية.

 

وأضاف: «عناصر هذا التنظيم تم رصدهم وكشف هويتهم منذ وقت مبكر، لأنهم فى الأصل أعضاء سابقون فى جماعة الإخوان الإرهابية، وكانوا يعملون تحت مظلة الجماعة قبل أن يُعاد توجيههم إلى العمل المسلح عبر أذرع مثل (حسم)».

 

وتابع: «التنظيم كان مكشوفًا تمامًا لأجهزة الأمن المصرية، وقامت الدولة بتوجيه ضربات استباقية ناجحة أفقدته القدرة على التحرك الحر، سواء داخل مصر أو حتى على مستوى الدعم الخارجى».

 

واستعرض «بان» سجل العمليات الإرهابية التى نفذتها «حسم» فى فترات سابقة، مثل محاولة اغتيال النائب العام المساعد، بالإضافة إلى محاولة استهداف الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق.

 

وأشار إلى أن التنظيم «رغم ارتكابه بعض العمليات النوعية، فإنه لم ينجح فى إحداث أى اختراق فعلى فى الساحة الأمنية أو المجتمعية داخل مصر، بل انحسر نشاطه تدريجيًا بعد تفكيك شبكاته التنظيمية والخلايا الداعمة له».

 

وحول توقيت بث «الفيديو»، رجّح بان بأن الأمر قد يرتبط بمحاولة جسّ نبض الدولة المصرية فيما يتعلق بإمكانية إعادة فتح الحوار مع جماعة الإخوان، فى ظل فشل الجماعة السياسى وعجزها عن تقديم بدائل حقيقية.

 

أحمد سلطان: محاولة لإثبات الوجود وإرسال رسائل متعددة الاتجاهات

 

ذكر الباحث المتخصص فى شئون الإسلام السياسى، أحمد سلطان، أن الفيديو ما هو إلا محاولة يائسة لإثبات الوجود وإرسال رسائل متعددة الاتجاهات فى ظل تغيرات إقليمية متسارعة.

 

وقال إن الحركة التى أعلنت عن نفسها عام ٢٠١٦، تراجعت بشدة نتيجة الضربات الأمنية التى وجهتها لها الأجهزة المصرية، مشيرًا إلى أن معظم كوادرها تم القضاء عليهم أو ضبطهم، فيما لجأت بعض الخلايا إلى «الكمون» داخل مصر أو تحركت خارجها.

 

وذكر أن توقيت بث الفيديو مرتبط بتغيرات إقليمية أعقبت أحداث السابع من أكتوبر، إذ يحاول بعض الأطراف استغلالها لإعادة إحياء تنظيمات إرهابية نائمة، لافتًا إلى أن الرسالة موجهة أيضًا لداعمى التنظيم فى الخارج، للتذكير بوجود الحركة، وربما لحثهم على إعادة التمويل أو التنسيق.

 

وكشف «سلطان» عن أن الفيديو يعود تصويره إلى عام ٢٠١٦، فى أحد المعسكرات التدريبية التابعة للحركة فى ليبيا، مؤكدًا أن المشاهد ليست حديثة، وتمت أرشفتها سابقًا ضمن ما يعرف بـ«أرشيف جهاز الإعلام العسكرى» التابع للحركة، الذى تحدث عنه تفصيلًا فى كتابه «عودة التنظيم الخاص.. القصة الكاملة لحسم وأخواتها».

 

وأضاف أن الحركة فى الوقت الراهن تمارس أنشطة استخباراتية محدودة كالرصد والمتابعة، لكنها لا تشكل خطرًا أمنيًا ملموسًا، مؤكدًا أن نشاطها لم ينجح يومًا فى إحداث تهديد استراتيجى حقيقى، حتى فى أوج قوتها.

 

واختتم بالإشارة إلى أن ما تبثه الحركة الآن يدخل فى إطار «المناورة النفسية والإعلامية»، فى ظل فشل جماعة الإخوان بجبهاتها المختلفة فى تقديم مشروع أو مبادرة، ما دفع الأطراف المتطرفة للعودة إلى الخطاب العنيف كبديل عن الانهيار السياسى.