صفاء الليثي تكتب.كيس دقيق… فرحة من رحم المعاناة.. فيديو 

صفاء الليثي تكتب.كيس دقيق… فرحة من رحم المعاناة.. فيديو 

في خضم الأزمات المتلاحقة التي تعصف بقطاع غزة، وتحديدًا في ظل شح الموارد ونقص الإمدادات الأساسية، انتشر مقطع فيديو مؤثر لشاب فلسطيني يملأه الفرح والبهجة بعد أن تمكن من تأمين كيس واحد من الدقيق لعائلته. هذا المشهد، الذي قد يبدو بسيطًا للوهلة الأولى، يحمل في طياته الكثير من الدلالات حول حجم المعاناة وصمود الإنسان الفلسطيني في وجه الظروف القاسية.

دقيق… وليس مجرد دقيق!

لم يكن كيس الدقيق هذا مجرد سلعة عادية، بل كان يمثل بصيص أمل لعائلة أنهكها الجوع والحرمان. في قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني نسمة تحت حصار خانق، ويواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والماء والدواء، يصبح الحصول على أساسيات الحياة إنجازًا يستحق الاحتفال. فالدقيق هو المكون الأساسي للخبز، الذي يعتبر الغذاء الرئيسي في البيوت الفلسطينية. تأمين هذا الكيس يعني أن هذه العائلة ستتمكن من خبز أرغفة تسد رمق أطفالها وتخفف من وطأة الجوع ليوم أو أكثر.

الفرحة الحقيقية في زمن الشدة

ما يلفت الانتباه في هذا المقطع هو الفرحة العارمة التي ارتسمت على وجه الشاب. لم تكن فرحة عادية، بل كانت فرحة منبعثة من عمق الحاجة، ومن إحساس بالانتصار على المستحيل. إنها فرحة من يرى النور في نهاية نفق مظلم، ومن يستطيع أن يوفر لعائلته الأمان الغذائي ولو ليوم واحد. تعكس هذه الفرحة قوة الأمل والصمود لدى الشعب الفلسطيني، الذي يرفض الاستسلام لليأس رغم كل التحديات.

رسالة إلى العالم

يتجاوز هذا الفيديو كونه مجرد لقطة عابرة؛ إنه رسالة قوية إلى العالم أجمع. إنه يصرخ بمعاناة شعب يعيش تحت وطأة الحصار والاحتلال، ويطالب بحقه في حياة كريمة. إن رؤية شاب يفرح هكذا لكيس دقيق يجب أن تدفع الضمائر الحية للتساؤل: كيف وصل الحال بالبشر إلى هذا الحد؟ وما هو دور المجتمع الدولي في رفع الظلم عن هؤلاء الناس؟

في النهاية، يبقى مشهد هذا الشاب الفلسطيني محفورًا في الأذهان، ليذكرنا بأن أبسط الأشياء قد تكون أغلى ما يملك الإنسان في زمن الشدة، وأن الأمل يصنع المعجزات حتى من كيس دقيق واحد.