#عاجل:جامعة كولومبيا تعاقب طلابها المؤيدين لفلسطين.
لقد أعلنت جامعة كولومبيا الأميركية فرض عقوبات تأديبية على عشرات الطلاب الذين شاركوا في مظاهرة مؤيدة لفلسطين داخل حرم الجامعة.
وأوضحت الجامعة، في بيان رسمي صدر أمس الثلاثاء، أنها فتحت تحقيقًا بعد الاحتجاج، وقررت منع الطلاب المشاركين من دخول الحرم الجامعي، ووضعتهم تحت الإيقاف المؤقت، قبل أن تصدر قراراتها التأديبية النهائية بحقهم.
وشملت العقوبات، وفق بيان الجامعة، مجموعة من الإجراءات بينها “الإيقاف تحت المراقبة، الإيقاف لفترات تتراوح بين عام وثلاثة أعوام، إلغاء الشهادات العلمية، وصولًا إلى الطرد النهائي من الجامعة”. ولم توضح الجامعة الآليات التي استندت إليها في اتخاذ تلك الإجراءات، كما لم تكشف عن أسماء الطلاب المعنيين.
واعتبرت الجامعة أن تعطيل الأنشطة الأكاديمية يُعد “انتهاكًا صريحًا لسياسات المؤسسة”، مؤكدة أن مثل هذه الانتهاكات “ستقابل بعواقب وخيمة”.
من جهتها، قالت مجموعة “جامعة كولومبيا من أجل فلسطين” إن الجامعة أبلغت نحو 80 طالبًا بالإجراءات التأديبية يوم الاثنين الماضي، ووصفت ما حدث بأنه “أكبر عدد من حالات الإيقاف المرتبطة باحتجاج سياسي واحد في تاريخ الجامعة”، متجاوزًا في حجمه الإجراءات التي اتخذت سابقًا في احتجاجات مماثلة.
وأشارت المجموعة إلى أن الطلاب الموقوفين قد يُطلب منهم تقديم اعتذارات كشرط للعودة إلى الجامعة، مضيفة أن “بعض الطلاب سيرفضون ذلك”.
بدورها، أكدت “حملة جامعة كولومبيا ضد الفصل العنصري” في بيان أنها لن تتراجع، وقالت: “نحن ملتزمون بالنضال من أجل تحرير فلسطين”.
وتُعد جامعة كولومبيا من أبرز الساحات التي شهدت احتجاجات واسعة ضد العدوان الإسرائيلي على غزة خلال العام الماضي، حيث أقام الطلاب المؤيدون لفلسطين مخيمًا داخل الحرم الجامعي، ما أدى إلى اعتقال العشرات منهم واندلاع موجة تضامن طلابية في جامعات أخرى عبر الولايات المتحدة.
وتعرضت الجامعة لانتقادات شديدة من الإدارة الأميركية، التي أعلنت في آذار/مارس الماضي عن فرض عقوبات تمثلت في إلغاء منح بحثية بمئات الملايين من الدولارات، متهمة الجامعة بعدم الاستجابة بشكل كافٍ لما وصفتها بـ”ممارسات معادية للسامية ومضايقات ضد يهود وإسرائيليين داخل الحرم”.
ورداً على ذلك، أطلقت إدارة الجامعة سلسلة من الالتزامات، وأعلنت لاحقًا أنها ستسرح قرابة 180 موظفًا وتقلل من حجم أبحاثها، مشيرة إلى أن نحو 20% من الموظفين المتأثرين كانوا ممولين من منح فدرالية.
وتبنّت الجامعة الأسبوع الماضي تعريفًا موسعًا لـ”معاداة السامية” يساوي بينها وبين معارضة “الصهيونية”، وأعلنت وقف تعاملها مع “حملة كولومبيا ضد الفصل العنصري”، وهي إحدى أبرز المجموعات الطلابية المناصرة لفلسطين داخل الحرم الجامعي.
وتأتي هذه التطورات في ظل توجهات متشددة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض مطلع العام الجاري، وبدأ منذ توليه تقليص تمويل عدد من الجامعات الكبرى التي اتهمها بـ”التسامح مع معاداة السامية”.
وترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 201 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.