عروس من الصعيد… صبر في الظل وحياة لا يعرفها أحد

عروس من الصعيد… صبر في الظل وحياة لا يعرفها أحد

بقلم صفاء الليثي.

عروس من الصعيد… صبر في الظل وحياة لا يعرفها أحد

حين بلغت العشرين، تزوجت من ابن عمها الذي يعيش في القاهرة. بعد زفاف هادئ في قريتها، انتقلت معه على الفور لتبدأ حياتها الجديدة كعروس في مدينة كبيرة لا تعرف فيها أحدًا.

استقرت في بيتها مع زوجها، روحها معلقة بالأمل، والأيام تمضي في روتين بسيط، حتى تبدلت الدنيا فجأة: أصيب زوجها في حادث سير ، وتغيرت حياته للأبد. أشهر في المستشفى انتهت بعودة رجل مصاب بشلل رباعي، عاجز عن الحركة، لا حول له ولا قوة إلا بعزيمة زوجته الصغيرة.

لم تتردد، لم تتذمر، بل تعلمت بسرعة مهنته الزوج في تصليح الأجهزة الكهربائية، لتوفر قوت يومهم، وتحمل بيتها وأبناءها فوق أكتافها وحدها.

أنجبت ولدًا وبنتًا، وللأسف طفلتها من أطفال ذو الهمم، فكبرت الضغوط وازدادت المتاعب، لكنها لم تتوقف يومًا عن الكفاح، حتى فقدت الزوج ودُفِنت كل أحلامها معه.

عادت إلى بيت أهلها في الصعيد، تحمل ذكرياتها وحزنها وأطفالها، وبعد عامين عادت للقاهرة للاطمئنان على بيتها، فوقعت في حادث سير جديد أصابها بكسر في العمود الفقري وأدخلها المستشفى.

الآن، ترقد هناك بين الألم والوحدة، لا أحد يعرف عنها شيئًا، ولا يتحدث الناس عن مأساة عادية تمر في صمت ضمن آلاف الحكايات الصامتة في مجتمعنا.

لكنها تظل رمزًا خفيًا لإرادة لا ترى الشمس، وصبر لم ينصفه أحد.

إلا تستحق هذه الفتاة أن ندعوا لها أن يتم الله شفائها من أجل نفسها ثم أبناءها 😭😭