#عاجل:سلطات الاحتلال تمنع أصحاب العقارات شمال الضفة الغربية من تأجير “النازحين” شققاً سكنية
#عاجل:سلطات الاحتلال تمنع أصحاب العقارات شمال الضفة الغربية من تأجير “النازحين” شققاً سكنية
بعد 200 يوم من النزوح، تواصل حكومة الاحتلال وجيشها تنفيذ العملية العسكرية في مخيمي “طولكرم” و”نور شمس” بمدينة طولكرم، بالإضافة إلى مخيم جنين شمال الضفة الغربية، وسط تفاقم معاناة النازحين الذين يواجهون ضغوطاً ممنهجة من قبل الاحتلال تهدف إلى خلق بيئة طاردة تشجّع على الهجرة الطوعية.
وقد لجأت قوات الاحتلال إلى اعتقال عدد من مالكي الشقق والعمارات السكنية، وأخضعتهم للتحقيقات المقرونة بالتهديدات، في حال أقدموا على تأجير أي نازح أو استضافته.
وقال أحد التجار لمراسلة “قدس برس”، مفضلاً عدم ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، إن ضابطاً في جيش الاحتلال هدّده بشكل مباشر قائلاً إنه “في حال تأجير أي من الشقق لنازحين من مخيمي ‘طولكرم’ و’نور شمس’، فإن ذلك سيعرّض العمارة السكنية للتخريب والدمار”.
وفي محاولة للتهرب من تأجير الشقق للنازحين، يوضح النازح فريد شومان أن بعض أصحاب العقارات استجابوا لتهديدات الاحتلال، وطالبوا بدفع مبالغ مالية باهظة يستحيل على أي نازح سدادها.
وانتقد شومان ما وصفه بتجاهل السلطة الفلسطينية لقضية النازحين وإيوائهم، مؤكداً أن ما يُروَّج له إعلامياً من اهتمام السلطة بهذا الملف، لا يعدو كونه محاولة لتهدئة الغضب الشعبي وامتصاص حالة السخط المتزايدة.
أما النازح محمد، كما فضّل أن يُعرّف بنفسه، وهو من مخيم “نور شمس”، فأكد أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من ضابط في جيش الاحتلال هدّده فيه من مغبة الحديث لوسائل الإعلام عن معاناتهم كنازحين، محذّراً من أن “النتيجة ستكون أنني سأُهجَّر من جديد”.
وأضاف: “حذّرني الضابط من أنه سيقتحم المنزل الذي استأجرته على أطراف المخيم وسيقوم بتخريبه، لأعود مرة أخرى إلى الشارع”.
من جهته، قال الناشط علاء الطويل إن الاحتلال صعّد مؤخراً من تنفيذ سياسات التهجير، سواء في غزة أو الضفة الغربية، مشيراً إلى أن “رغم أن غزة تتحمل الجزء الأكبر من المعاناة من حيث القتل والدمار، فإن التهجير فعلياً بدأ في الضفة، من خلال النزوح من القرى إلى المدن، أو هجرة كثير من الشبان إلى الخارج بحثاً عن الأمان والعمل”.
ويشير النازح عثمان منصور، الذي يعيش مع عائلته في خيمة على أطراف مخيم طولكرم، إلى رفضه استئجار أي منزل، حتى لا يتحوّل النزوح إلى واقع دائم. وقال: “القبول بالحلول الترقيعية والسكن في شقق أو كرفانات (بيوت متنقلة) يعني ترسيخ واقع التهجير، ونحن نرفض ذلك تماماً. لا نريد مكاناً آخر سوى المخيم، الذي نعتبره محطة للعودة إلى بلادنا، إن شاء الله”.
ويشكو الحاج الستيني منجد مرشود من الإهمال الرسمي الذي تعاني منه العائلات النازحة، قائلاً: “للأسف، تحول النازحون، الذين يقيمون حالياً في بعض المساجد والمدارس، إلى متسولين بسبب غياب أي خطط حقيقية لدعمهم. بل تُركوا يواجهون النزوح والجوع والفقر بمفردهم”.
ولفت مرشود إلى أن بعض الشخصيات الرسمية في المحافظة تعقد لقاءات وتُجري زيارات وتُطلق تصريحات توحي بأن النازحين يعيشون حياة جيدة، بينما الواقع يؤكد أنهم يعانون الأمرّين بسبب استمرار النزوح، بالإضافة إلى تدخلات الاحتلال المتكررة، واقتحام المناطق التي يتواجدون فيها، واعتقال وتهديد عدد منهم.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيميها منذ مطلع عام 2025، في ظل تصعيد ميداني متواصل، يُقابله صمود شعبي رغم القمع والبطش.
وقد أدى هذا التصعيد إلى تهجير قسري لأكثر من 5 آلاف عائلة من مخيمي “طولكرم” و”نور شمس”، أي ما يزيد على 25 ألف فلسطيني، وتدمير أكثر من 600 منزل تدميراً كاملاً، وتضرر 2573 منزلاً جزئياً، في وقت لا تزال مداخل المخيمين مغلقة بالسواتر، ما حوّلهما إلى مناطق شبه خالية من الحياة.
وأسفر العدوان حتى الآن عن استشهاد 14 مواطناً، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت في الشهر الثامن من الحمل، إضافة إلى عشرات الجرحى والمعتقلين، فضلاً عن دمار واسع طال البنية التحتية، والمنازل، والمحلات التجارية، والمركبات.
وسائل إعلام فلسطينية