عاجل:مقاتلون أجانب يطالبون الدولة السورية بمنحهم الجنسية

عاجل:مقاتلون أجانب يطالبون الدولة السورية بمنحهم الجنسية

تقدم مقاتلون أجانب، وآخرون التحقوا بالحرب الأهلية في سوريا من خارج البلاد، بطلب إلى الحكومة الجديدة لمنحهم الجنسية السورية، مؤكدين أنهم يستحقونها بعد دعمهم للمعارضة في الوصول إلى السلطة عقب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.

 

مصير هؤلاء المقاتلين ظل من الملفات الشائكة منذ وصول هيئة تحرير الشام للحكم، وسط رفض معظم الدول استعادة من تصفهم بـ المتطرفين ، ومخاوف بعض السوريين من وجودهم. كثير منهم، إضافة إلى عاملين في الإغاثة وصحفيين، لا يحملون وثائق قانونية سارية، وبعضهم جُرّد من جنسيته الأصلية ويخشى السجن أو الإعدام في بلاده، وفق ما أوردته وكالة أنباء رويترز، الجمعة 15 أغسطس 2025.

 

مخاوف من نفور شعبي ودولي

 

منح الجنسية قد يثير نفورًا داخليًا وخارجيًا، خاصة مع سعي الحكومة الجديدة لكسب دعم المجتمع الدولي أثناء جهود إعادة توحيد البلاد التي دمرتها الحرب وأعمال القتل الطائفية.

 

في رسالة قُدمت لوزارة الداخلية السورية، الخميس، قال المقاتلون: تقاسمنا الخبز والأحزان والأمل في مستقبل حر وعادل لسوريا ومع ذلك بالنسبة لنا نحن المهاجرين، لا يزال وضعنا غامضًا ، مطالبين بـ الجنسية السورية الكاملة وحق حمل جواز سفر سوري .

 

قيادة الحملة وأسماء بارزة

 

المبادرة يقودها بلال عبدالكريم، الكوميدي الأمريكي السابق والمراسل العسكري المقيم في سوريا منذ 2012، والذي يُعد من أبرز الأصوات بين المقاتلين الأجانب. عبدالكريم أوضح أن الرسالة ستفيد آلاف الأجانب من أكثر من عشر دول، منها مصر، السعودية، لبنان، باكستان، إندونيسيا، المالديف، إلى جانب بريطانيين، ألمان، فرنسيين، أمريكيين، كنديين، وأشخاص من أصل شيشاني ومن قومية الويغور.

 

لم يُكشف عن العدد الدقيق للمؤيدين، لكن ثلاثة أجانب في سوريا بريطاني، فرنسي، وشخص من الويغور أكدوا دعمهم للعريضة.

 

الموقف الرسمي والتصريحات السابقة

 

متحدث باسم وزارة الداخلية السورية أوضح أن قرار منح الجنسية للأجانب بيد الرئاسة فقط.

 

وكان الرئيس أحمد الشرع، الزعيم السابق لهيئة تحرير الشام، قد صرح بعد توليه الحكم بأن المقاتلين الأجانب وعائلاتهم قد يحصلون على الجنسية، لكن لم يتم الإعلان عن أي خطوة عملية.

 

هواجس السوريين وتحقيقات العنف

 

بعض السوريين يخشون أن ولاء هؤلاء المقاتلين لمشروع إسلامي شامل يتجاوز الحدود، وهو ما يثير القلق من تشددهم المحتمل. وبعد سقوط الأسد، وُجهت اتهامات لبعضهم بالمشاركة في أعمال عنف ضد الأقليات الدينية العلوية والدرزية.

 

تحقيق أجرته رويترز عن أحداث الساحل السوري في مارس الماضي، التي أودت بحياة أكثر من ألف علوي، أشار إلى مشاركة مقاتلين من الويغور والأوزبك والشيشان وبعض العرب، لكن أغلب العمليات نُفذت على يد فصائل سورية.

 

من الجهاد إلى الحياة المدنية

 

منذ اندلاع الاحتجاجات في 2011 وتحولها إلى حرب طائفية، تدفق آلاف المقاتلين السنة إلى سوريا، وانضموا إلى فصائل متنوعة، بعضها قاتل هيئة تحرير الشام، والبعض الآخر اكتسب سمعة كمقاتلين أشداء يعتمد عليهم القادة حتى في حمايتهم الشخصية. كثير منهم تزوج وأنشأ أسرة.

 

مقاتل من الويغور رفض كشف هويته قال إنه يسعى الآن لتأسيس حياة جديدة، مضيفًا: لدي طفل في الرابعة من عمره يجب أن يبدأ المدرسة قريبًا، وعليّ التفكير في مستقبله بعيدًا عن ساحات الجهاد .

 

أصوات داعمة ومواقف شخصية

 

توقير شريف، موظف الإغاثة البريطاني السابق المقيم في سوريا منذ 2012، قال في تصريحات سابقة إنه يؤيد منح الجنسية لمن ساهموا في خدمة المجتمع. شريف جُرّد من جنسيته البريطانية في 2017 بزعم ارتباطه بجماعة على صلة بالقاعدة، وهو ما ينفيه، موضحًا: المهاجرون الذين جاءوا ليسوا قتلة، بل منقذون للأرواح .

 

وبعد الإطاحة بالأسد في ديسمبر، عُيّن بعض المقاتلين الأجانب في مناصب عسكرية قيادية، وحصلت السلطات السورية الجديدة على موافقة أمريكية لدمج آلاف منهم في الجيش وإسناد أدوار أخرى لهم.

 

دعوة للمساءلة وحوار مجتمعي

 

المؤيدون للخطوة يرون أن منح الجنسية سيجعل هؤلاء المقاتلين خاضعين للمساءلة القانونية، بينما يرى عبدالكريم أنها النتيجة العادلة لتضحيات المقاتلين الأجانب.

 

المحلل السوري عروة عجوب شدد على ضرورة معالجة الملف عبر حوار شامل مع مختلف أطياف المجتمع، في ظل التباين الواضح في المواقف تجاهه