تفاصيل محاكمة قاتلة زوجها وأبنائه الستة.. صرخات الرضيعة «أشرقت» تزيد قاعة المحكمة

تفاصيل محاكمة قاتلة زوجها وأبنائه الستة.. صرخات الرضيعة «أشرقت» تزيد قاعة المحكمة توترا وسط مصيرها المجهول

بدأت بدخول المتهمة بقتل زوجها وأبنائه الـ 6 قاعة محكمة جنايات المنيا، اليوم الاثنين، في أول أيام محاكمتها وبصحبتها رضيعة عمرها 15 يومًا، ولدت بعد وفاة أبيها وأشقائها من أم أخرى.

تفاصيل محاكمة قاتلة زوجها وأبنائه الستة.. صرخات الرضيعة «أشرقت» تزيد قاعة المحكمة

وأخذت الطفلة «أشرقت» تبكي وتصرخ داخل قاعة المحكمة، خلال جلسة المحكمة، الأمر الذي زاد القاعة صخبًا وتوترًا، ويبقى مصير هذه الرضيعة غامضًا حال الحكم على أمها المتهمة بقتل زوجها وأبنائه الـ 6.

 

في محاكمة عاجلة، بدأت محكمة جنايات المنيا، اليوم الاثنين، أولى جلسات محاكمة المتهمة بقتل زوجها وأبنائه الستة، بالدائرة الأولى، برئاسة المستشار علاء الدين محمد عباس، وعضوية المستشارين حسين نجيدة وأحمد محمد نصر، وأمانة سر أحمد سمير وعادل إمام، لنظر الجناية رقم 13282 لسنة 2025 جنايات دير مواس، والمقيدة برقم 2579 لسنة 2025 كلي جنوب المنيا.

وجاء في قرار الإحالة أن المتهمة هي «هاجر أ. ع. م.»، وشهرتها «نعمة»، البالغة من العمر 26 عامًا، والمحبوسة حاليًا على ذمة القضية، بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار باستخدام مادة الكلوروفينابير السامة، خلال الفترة من 6 إلى 25 يوليو 2025، بدائرة مركز دير مواس بمحافظة المنيا، وكذلك تهمة الشروع في قتل «أم هاشم أحمد عبدالفتاح»، زوجة المجني عليه الأولى، عمدًا مع سبق الإصرار، باستخدام المادة السامة ذاتها، بأن دسّت لها الخبز المسموم لتناوله برفقة أبنائها.

وكان المستشار محمد أبوكريشة، المحامي العام لنيابات جنوب المنيا، أصدر قرارًا بتشكيل فريق من أعضاء النيابة العامة لإجراء التحقيقات، وضم فريق التحقيق كلا من المستشارين: أحمد قورة، سعيد عبدالجواد، ومحمود بكري، رؤساء نيابة جنوب المنيا الكلية، إلى جانب أحمد جمال، مدير نيابة ديرمواس، وعبدالرحمن عرفان، وكيل نيابة ديرمواس.

 

وخلال اعترافاتها، انهارت المتهمة هاجر، باكية، بعدما تركت طفلتين خلفها؛ الكبرى «رؤية» تبلغ عامًا وثلاثة أشهر، وتعاني ضمورا عقليا بسيطا، والصغرى «أشرقت» لم يتجاوز عمرها أسبوعين، حيث كانت المتهمة حاملا في شهرها التاسع، وقت حدوث الواقعة بالموت المتسلسل لزوجها وجميع أبنائه من زوجته الأولى.

تفاصيل محاكمة قاتلة زوجها وأبنائه الستة.. صرخات الرضيعة «أشرقت» تزيد قاعة المحكمة

وكشفت المتهمة أن بداية الخلافات كانت حين طلبت والدة زوجها أن تعيش الزوجة الأولى معها في نفس المنزل، وهو ما رفضته بشدة، الأمر الذي فجّر توترًا متصاعدًا مع عائلة الزوج، خاصة بعد تدخل والدة الزوج بشكل مباشر، بينما أصر الزوج على تجهيز منزل منفصل لزوجته الأولى.

 

وأضافت أنها كانت في البداية حريصة على زيارة أسرة زوجها بانتظام، لكنها توقفت عن ذلك مع تفاقم الخلافات بعد عودة الزوجة الأولى، مؤكدة أنها لم تكن على خلاف شخصي معها، غير أن رفضها القاطع لفكرة مشاركتهما منزلًا واحدًا كان الشرارة الأولى للأزمات العائلية التي تصاعدت تدريجيًا حتى انتهت بالجريمة.

 

وفي اعترافاتها فسرت المتهمة للنيابة العامة كيفية حصولها على المبيد الحشري، وهو من نوع حديث خطير وقوي وغير منتشر الاستخدام. وأوضحت المتهمة أن زوجها الذي كان يعمل مزارعا وتاجر خضروات، كان يعي خطورة عبوات المبيدات، وقالت: «كان بيشيلهم عند باب البيت أول ما يدخل على طول من الباب الحديد».

 

وأقرّت المتهمة أنها أجرت تجربة على أصغر أطفال ضرتها قبل اتخاذ القرار بوضع السم لباقي الضحايا السبع.

 

وقالت في أقوالها: «اللي حصل إن جوزي رجَّع أم هاشم في البيت اللي اشتراه جديد بعد رمضان اللي فات، وكان بيقعد عندي أسبوع واحد وأم هاشم أسبوع، وفي يوم الأحد 6 / 7 / 2025 جالي ناصر (زوجها المتوفي) وكان معاه محمد ابنه ودخل البيت وطلب مني إني أأكل محمد، فعملت بامية وكان فيه ربع رغيف شمسي أنا كنت خبزاه قبل كده، وكان فيه علبة فاضية لونها أبيض أد كف الإيد بتاعت مبيد مرمية على السطح، كان ناصر جابها ورماها على السطح بعد ما استخدمها، وأنا حطيت فيها ميه ورجيتها وحطيت منها كام نقطة على العيش من ناحية قلب العيش (اللب من الداخل) وأديتهم لـ محمد».

 

وأفادت في أقوالها أمام النيابة بأنها علمت بعد وضع المبيد للطفل الصغير محمد في الخبز بيومين أنه مصاب بإعياء وعنده سخونة، وأن زوجها محمد اصطحب الطفل لطبيب، ولما سألت زوجها ناصر عليه فأجابها عنده سخونة ودور برد عادي.

 

وبدأت مأساة قرية دلجا في يوليو الماضي بأعراض غامضة أصابت أطفال الأسرة واحدًا تلو الآخر، فتحولت من إعياء غير مفهوم إلى وفيات متلاحقة، انتهت برحيل ستة أطفال ثم والدهم خلال أسبوعين فقط، وسط جدل واسع حول الأسباب بين الشائعات الطبية والتكهنات الجنائية، قبل أن تكشف التحقيقات لاحقًا أن وراء الكارثة جريمة دُبرت داخل البيت نفسه.

 

كانت قرية دلجا بديرمواس خلال شهر يوليو الماضي ودعت خلال أسبوعين فقط أسرة كاملة عدا الأم وزوجة الأب، بسبب غير معروف وأعراض متشابهة متسارعة، والراحلون هم: ريم ناصر (10 سنوات)، وعمر ناصر (7 سنوات)، ومحمد ناصر (11 سنة)، ثم لحقهم شقيقهم أحمد ناصر (5 سنوات)، ومن بعده رحمة ناصر (12 عاما)، بينما توفيت الشقيقة الأخيرة فرحة ناصر، 14 سنة، بعد أشقائها بنحو 10 أيام، وأخيرا توفي الأب نصر محمد، 48 سنة.