عاجل| مصادر محلية: شهداء وعدد كبير من الإصابات جراء قصف الاحتلال على غرب دير البلح وسط القطاع

عاجل| مصادر محلية: شهداء وعدد كبير من الإصابات جراء قصف الاحتلال على غرب دير البلح وسط القطاع

لقد شهد منطقة رفح جنوبيّ قطاع غزة صباح اليوم توتّرًا ميدانيًا متصاعدًا، عقب مزاعم إسرائيلية بأنّ حركة حماس خرقت الاتفاق عبر استهداف آليات هندسية تابعة للجيش شرق المدينة. وتزامن ذلك مع غارات جوية مكثّفة شنّها سلاح الجو الإسرائيلي على مواقع في محيط رفح، بالتوازي مع مداولات أمنية يجريها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس مع قيادة الجيش لبحث «طبيعة الرد».

 

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ «الخرق» تمثّل في إطلاق صاروخ موجّه باتجاه آلية هندسية قرب الحدود الشرقية لرفح، تلاه «حادث آخر مشتبه به» مرتبط بعملية قنص ضد آلية ثانية في المنطقة نفسها. وأفادت التقديرات الأولية بإصابة أربعة جنود إسرائيليين، بينهم اثنان بحالة خطيرة، نُقلوا بمروحيات لتلقّي العلاج. كما تحدّثت مصادر إسرائيلية عن تبادل لإطلاق النار جنوبي القطاع، وقالت إنّ مجموعة من عناصر حماس أطلقت وابلًا من القذائف باتجاه قوات الجيش، وزعمت مقتل عنصرين من الحركة خلال الاشتباكات.

 

في المقابل، أفادت مصادر محلية في رفح بأنّ سلاح الجو الإسرائيلي نفّذ ثلاث غارات على الأقل استهدفت أطراف المدينة الشرقية، ما أثار حالة من الهلع بين السكان، وأعقبته حركة كثيفة لسيارات الإسعاف والدفاع المدني. وأشارت المصادر إلى أنّ الضربات جاءت بعد ساعات من هدوء نسبي عاشته مناطق جنوب القطاع ضمن الترتيبات الميدانية المتصلة بالتحضير للمرحلة الثانية من «خطة ترامب». ولم تُسجَّل على الفور حصيلة دقيقة للأضرار أو الإصابات في صفوف المدنيين نتيجة الغارات.

 

أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يجري تقييمًا أمنيًا مع وزير الدفاع ومسؤولين لبحث الرد على ما تصفه تل أبيب بخرقٍ لوقف إطلاق النار في غزة. وبعد دقائق (12:40)، نقلت القناة عن مصادر مطّلعة تنفيذ غارات على رفح جنوبيّ القطاع، قائلة إنها جاءت «في محاولة لحماية مليشيات ياسر أبو شباب».

 

حتى ساعة تحرير هذا الخبر، لم تصدر تصريحات رسمية من حركة حماس تتبنّى أو تنفي استهداف الآليات الإسرائيلية شرق رفح، فيما تؤكّد تل أبيب أنّها تحمّل الحركة مسؤولية أي «خرق» على الأرض، رغم استمرار عمليات الجيش في مناطق متفرّقة من القطاع. وتقول أوساط أمنية إسرائيلية إنّ الجيش «يستعدّ لردٍّ موسّع» إذا تأكّد وقوع الهجمات، على أن تُحدَّد قواعد الاشتباك خلال المداولات الجارية بين المستويين السياسي والعسكري.

 

وتأتي هذه التطورات في توقيت حسّاس بالنسبة لمسار وقف إطلاق النار؛ إذ شهد الجنوب خلال الأيام الماضية انخفاضًا ملحوظًا في وتيرة المواجهات، بينما ظلّت الأوضاع الإنسانية الهشّة عامل ضغطٍ إضافيًّا على ترتيبات الميدان والمعابر. ويخشى مراقبون من أن يفضي أيّ سوء تقدير أو سلسلة ردود متبادلة إلى تعميق مسار التصعيد وإرباك الجهود السياسية الموازية.

 

وتعيد حادثة رفح تسليط الضوء على هشاشة تفاهمات الهدوء الميداني، واحتمال انقلابها سريعًا بفعل حدثٍ موضعيّ على التخوم الشرقية أو محور فيلات، حيث الاحتكاك المباشر بين وحدات الجيش الإسرائيلي ومجموعات المقاومة لا يزال قائمًا، ولو بدرجات متفاوتة. كما يضع التقييم الأمني الذي يقوده نتنياهو وكاتس مؤشّرًا إضافيًا على أنّ طابع الرد سواء كان جويًا محدودًا أو توسّعًا في العمليات البرية/النارية سيعتمد على نتائج التحقيق الميداني وصورة الموقف على الحدود.