فاجعة بنغازي.. أب يقتل أبناءه السبعة بدم بارد ثم ينتحر وسط لغز نفسي مأساوي.. فيديو

فاجعة بنغازي.. أب يقتل أبناءه السبعة بدم بارد ثم ينتحر وسط لغز نفسي مأساوي.. فيديو

في جريمة تقشعر لها الأبدان وتفطر القلوب، استيقظت مدينة بنغازي الليبية صباح الثلاثاء على مأساة عائلية مروعة، بعدما أقدم أب ليبي على قتل أطفاله السبعة الواحد تلو الآخر، قبل أن ينهي حياته في مشهد تجاوز حدود الصدمة وأعاد فتح ملف الاضطرابات النفسية والضغوط المعيشية التي يعانيها بعض المواطنين في ليبيا.

وقعت الجريمة في منطقة الهواري، حيث تلقت مديرية أمن بنغازي بلاغًا من مواطنين عن سيارة مركونة تنبعث منها رائحة غريبة. وبمجرد وصول الأجهزة الأمنية إلى المكان، اكتُشف المشهد الكارثي: جثث سبعة أطفال يرتدون ملابسهم المدرسية، تتراوح أعمارهم بين 5 و13 عامًا، إلى جانب جثة والدهم داخل السيارة.

 

التحقيقات الأولية كشفت أن الجاني هو حسن خيرالله شويرف (أو الزوي)، رجل في الأربعين من عمره يعمل بالتجارة ويقيم في المنطقة نفسها. استخدم الأب مسدسًا عيار 9 ملم مسجلًا باسمه لإطلاق النار على أطفاله الستة، بينما أظهرت المعاينات أن الابن الأكبر، ميّار (13 عامًا)، تعرض للتعذيب والخنق قبل قتله، إذ عُثر عليه داخل حقيبة أمتعة خلفية للسيارة، مما يوحي بأن الجريمة تمت على مرحلتين وبتخطيط مسبق.

 

وأكد اللواء صلاح هويدي، مدير أمن بنغازي، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس جهاز البحث الجنائي اللواء أحمد الشامخ، أن الأدلة الجنائية حسمت هوية الجاني بالكامل، مشيرًا إلى أن البصمات على السلاح والسيارة تطابق بصمات الأب، وأن كاميرات المراقبة أظهرت تحركاته قبل الحادث بساعات.

 

وفي شهادة مؤثرة، قالت إحدى زوجتي القاتل — اللتان كانتا قد انفصلتا عنه قبل أشهر — إن الزوج كان يعاني من اضطرابات نفسية حادة ونوبات غضب متكررة، وكان يعامل أبناءه بقسوة، خاصة الابن الأكبر الذي كان يتعرض للعنف المستمر. وأشارت إلى أنه عاش مؤخرًا وحيدًا مع الأطفال بعد طلاقه، وكان يعاني من ضغوط مالية وحالة اكتئاب حادة رفض بسببها تلقي علاج نفسي.

 

وكشف رئيس المجلس الأعلى لقبائل الزوية، الشيخ السنوسي الحليق الزوي، أن العائلة كانت على علم بتدهور حالته النفسية، خاصة بعد أن فقد أحد أقاربه في اشتباكات عام 2014، وهو ما ترك أثرًا عميقًا في نفسه. وأضاف أن القبيلة ستتعاون مع السلطات لكشف كل الملابسات، مؤكدًا أن الجريمة “تتناقض مع قيم وأعراف المجتمع الليبي المحافظ”.

 

من جانبه، أعرب رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد عن تعازيه لأسرة الضحايا عبر منصة “إكس”، ووجه بإجراء تحقيق شامل وسريع، مشددًا على ضرورة تعزيز برامج الدعم النفسي والاجتماعي داخل المجتمع الليبي لمنع تكرار مثل هذه الكوارث الإنسانية.

 

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، تفاعل الآلاف مع الحادثة بحزن وغضب، وسط دعوات لزيادة الوعي حول الصحة النفسية، وضرورة مراقبة الأوضاع الأسرية الهشة، فيما رفضت الأجهزة الأمنية وجود أي “شبهة خارجية” مؤكدة أن الجريمة “أسرية مأساوية بحتة”.