عاجل: #ترامب يعيد اقتصاد #باكستان إلى الساحة العالمية ويقلب #آسيا..

عاجل: #ترامب يعيد اقتصاد #باكستان إلى الساحة العالمية ويقلب #آسيا..

بعد أكثر من عقدين من السياسة الأمريكية التي ركزت على التودد إلى الهند كقوة موازنة للصين، شهدت العلاقات الأمريكية في جنوب آسيا تحوّلًا مفاجئًا تحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد عادت باكستان لتظهر كقوة جيوسياسية محورية، مستفيدة من التوتر المتزايد بين ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب التعريفات الجمركية المرتفعة.

 

ورسخ هذا التحول مكانة قائد الجيش الباكستاني عاصم منير، الذي أشاد به ترامب باعتباره رجلًا عظيمًا وزعم أنه ساعده في التوسط لوقف إطلاق النار بين القوتين النوويتين في مايو الماضي، في خطوة أسعدت إسلام آباد وأثارت غضب نيودلهي، وفق وكالة بلومبرج ، الجمعة 21 نوفمبر 2025.

 

منير بطل قومي ودبلوماسية العهد الجديد

 

لم يكن الجنرال عاصم منير قائدًا مغمورًا فحسب، بل رُقي إلى بطل قومي في باكستان بعد الاشتباك المسلح مع الهند، الذي استمر 4 أيام في مايو، وخلال زيارته لواشنطن في يونيو الماضي، أشاد منير بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلًا إنه أنقذ جنوب آسيا من كارثة عبر وساطته المزعومة لوقف إطلاق النار، وهو ادعاء نفاه المسؤولون الهنود بشكل قاطع.

 

وتعكس قوة منير الجديدة موافقة المشرعين الباكستانيين هذا الشهر على تعديل دستوري يمنحه حصانة مدى الحياة وسيطرة كاملة على جميع القوات المسلحة للبلاد، مما رسّخ مكانته كأقوى قائد عسكري منذ حقبة محمد أيوب خان في الستينيات، وقد استغلت باكستان هذا التحول لتقترح على ترامب عهدًا جديدًا من التعاون في مجالات مثل المعادن المهمة والعملات المشفرة، بعد أن وصلت العلاقات إلى أدنى مستوياتها في عهد الرئيس السابق جو بايدن.

 

تداعيات استراتيجية وزعزعة للإجماع الثنائي

 

أدى تحوّل ترامب المفاجئ إلى زعزعة ما كان يُعتبر إجماعًا ثنائيًا في واشنطن على التودد إلى الهند كقوة موازنة للصين، وقد صرّح نائب وزير الخارجية الأمريكي السابق، كيرت كامبل، بأن جميع مصالحنا الاستراتيجية تقريبًا تكمن في الهند ، محذرًا من أن الانهيار الشامل للعلاقات بين ترامب ومودي من المرجح أن يؤدي إلى أضرار دائمة.

 

في المقابل، يرى مسؤولون باكستانيون أن هذا التحول منح إسلام آباد مكانة عالمية مرموقة وفتح لها أبوابًا جديدة في عواصم العالم، مشيرين إلى أن هذا التحول منح الولايات المتحدة نفوذًا أكبر على الهند، وقد عززت باكستان من مكانتها الجيوسياسية، بصفتها شريكًا وثيقًا للصين، بتوقيع اتفاقية دفاع مشترك مع المملكة العربية السعودية في سبتمبر، ودراسة إرسال قوات للمشاركة في جهود حفظ السلام في غزة.

 

اتفاق اقتصادي أمريكي باكستاني

 

في 30 يوليو 2025، أعلن ترامب، توصل الولايات المتحدة إلى اتفاق مع باكستان من أجل تطوير احتياطياتهما النفطية، وقال ترامب أبرمنا للتو اتفاقية مع دولة باكستان، حيث ستعمل باكستان والولايات المتحدة معًا على تطوير احتياطياتها النفطية الضخمة (باكستان)، نحن بصدد اختيار شركة النفط التي ستقود هذه الشراكة، من يدري، ربما يبيعون النفط للهند يومًا ما! .

 

وأضاف الرئيس ترامب: نحن مشغولون جدًا في البيت الأبيض بالعمل على اتفاقيات التجارة، لقد تحدثتُ مع قادة العديد من الدول، وجميعهم يرغبون في إرضاء الولايات المتحدة .

 

إيقاف حرب باكستان والهند

 

في منتصف أكتوبر قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أن إدارته استخدمت سلاح التعريفات التجارية لفرض وقف إطلاق النار بين كل من باكستان والهند بعد اندلاع الحرب بينهما فى شهر مايو الماضى.

 

وأضاف ترامب أن تهديده بزيادة التعريفات التجارية على كل من البضائع الباكستانية والهندية بنسبة 200% أدى إلى التوقف الفورى للنزاع العسكرى بينهما فى مايو الماضى، وفق وكالة رويترز .

 

العملات المشفرة والأولوية الاقتصادية الجديدة

 

تركز باكستان في تعاونها الجديد مع إدارة ترامب على مجالات تثير اهتمام الرئيس الأمريكي، مثل العملات المشفرة وقطاع المعادن المهمة. فخلال زيارته لواشنطن، صرّح منير بأنه سيتعاون مع البيت الأبيض بشأن العملات المشفرة، كما تم التوقيع على اتفاقية تعاون أولية مع شركة أمريكية متخصصة في العملات المشفرة مرتبطة بعائلة ترامب، وفق بلومبرج .

 

ويُعد قطاع المعادن الأرضية النادرة واعدًا للاستثمار الأمريكي، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين شركة يو إس ستراتيجيك ميتالز وشركة مملوكة للجيش الباكستاني لتطوير الموارد، وفي هذا السياق، أكد وزير المالية الباكستاني محمد أورنجزيب، أن الصين شريكٌ قديم، وكذلك الولايات المتحدة ، مشددًا على أن بلاده تتعاون بشكل وثيق مع كلا الطرفين، وأن التحدي يكمن في قدرة باكستان على تحقيق التوازن في هذه العلاقات.