عــاجــل :البرهان يناشد ترامب التدخل لوقف الحرب في السودان: «السودانيون يُجمعون على أنه قائد صريح وحازم»
عــاجــل :البرهان يناشد ترامب التدخل لوقف الحرب في السودان: «السودانيون يُجمعون على أنه قائد صريح وحازم»
في تطوّر سياسي لافت يعكس حجم التعقيد الذي وصلت إليه الحرب الدائرة في السودان، وجّه رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، نداءً مباشرًا إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للتدخل من أجل إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من عامين بين الجيش وقوات الدعم السريع.
دعوة غير مسبوقة
جاءت مناشدة البرهان بعد تصريحات جديدة لترامب عبّر فيها عن استعداده للتحرّك لإنهاء النزاع، وذلك بناءً على طلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهو ما اعتبره مراقبون “نافذة أمل” جديدة في ظل فشل معظم مبادرات الوساطة السابقة.
البرهان صرّح بأن “السودانيين يُجمعون على أنّ ترامب قائدٌ يتحدث بصراحة ويتصرف بحزم”، في إشارة واضحة إلى رغبة قيادة الجيش في أن يكون لترامب دور مباشر في الضغط على الأطراف المتحاربة وداعميها الإقليميين.
خلفية الأزمة
تشهد السودان حربًا دامية منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، تسببت في:
انهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة
نزوح ملايين المواطنين داخل وخارج البلاد
تدهور إنساني غير مسبوق
اتساع رقعة القتال لتشمل ولايات جديدة
ورغم تعدد المبادرات—من جدة إلى القاهرة مرورًا بمحاولات أميركية وأفريقية—لم تنجح أي منها في فرض هدنة دائمة أو اتفاق سياسي شامل.
موقف الأطراف الدولية
تصريحات ترامب الأخيرة، وطلب البرهان المباشر، حرّكا المشهد الدبلوماسي من جديد.
فقد أعلنت قوات الدعم السريع أنها “ترحّب بأي وساطة دولية جادة”، مؤكدة استعدادها للانخراط في اتفاق يضمن وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية.
من جهة أخرى، لا تزال القوى الدولية، وعلى رأسها الرباعية (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، مصر)، تبحث عن صيغة يمكن تطبيقها على الأرض دون أن يُنظر إليها كمنحازة لطرف دون آخر.
لماذا ترامب تحديداً؟
يرى محللون أن اختيار البرهان توجيه النداء لترامب يحمل عدة رسائل:
1. الرهان على نفوذ ترامب السياسي داخليًا وخارجيًا، خاصة مع عودته إلى الواجهة الأميركية.
2. الضغط على الإدارة الأميركية الحالية للتحرّك بسرعة قبل تدهور الوضع أكثر.
3. استغلال العلاقات القوية بين ترامب والقيادات الخليجية القادرة على التأثير في أطراف الصراع.
4. البحث عن وسيط “قوي” قادر على فرض اتفاق ملزم بعيدًا عن مبادرات أدت إلى جمود طويل.
سيناريوهات محتملة
1. تدخل أميركي مباشر يقود إلى هدنة شاملة
قد يعمل ترامب مع السعودية لإجبار الطرفين على وقف إطلاق النار، ما يعدّ انفراجة تاريخية.
2. مفاوضات جديدة دون نتائج حاسمة
إذا رفض أحد الطرفين الشروط الأميركية، قد يستمر النزاع مع تغيّر محدود في مسار المعارك.
3. تصعيد ميداني
أي تدخل سياسي قد يدفع طرفًا إلى محاولة تحسين موقفه عسكريًا قبل الجلوس إلى الطاولة، ما يزيد معاناة المدنيين.
عــاجــل :البرهان يناشد ترامب التدخل لوقف الحرب في السودان: «السودانيون يُجمعون على أنه قائد صريح وحازم»
في ظل الانهيار الإنساني والاقتصادي، يترقب السودانيون ما إذا كان التدخل الأميركي عبر دونالد ترامب سيشكل منعطفًا حقيقيًا في مسار الحرب، أم أنه سيكون مجرد حلقة جديدة في سلسلة مبادرات لم تغيّر الواقع على الأرض.