الحسن بن علي بن أبي طالب ” جزء 2″ 

الدكرورى يتكلم عن الحسن بن علي بن أبي طالب ” جزء 2″ 

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

الحسن بن علي بن أبي طالب ” جزء 2″

ونكمل الجزء الثاني مع الحسن بن علي بن أبي طالب، وقد روي الترمذي عن عبدالرحمن بن أبي نعم أن رجلا من أهل العراق سأل ابن عمر رضي الله عنهما عن دم البعوض يصيب الثوب، فقال ابن عمر انظروا إلى هذا، يسأل عن دم البعوض، وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا ” وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران، يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر، فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال ” صدق الله ” إنما أموالكم وأولادكم فتنة” فنظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما” وروى الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ” وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كخ كخ، ارمي بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة؟ ” وقد رأى الحسن بن علي غلاما أسود يأكل من رغيف لقمة ويطعم كلبا هناك لقمة، فقال له ما حملك على هذا؟ فقال إني أستحي منه أن آكل ولا أطعمه، فقال له الحسن لا تبرح من مكانك حتى آتيك، فذهب إلى سيده، فاشتراه واشترى الحائط أى البستان الذي هو فيه، فأعتقه وملكه الحائط، فقال الغلام يا مولاي، قد وهبت الحائط أي البستان للذي وهبتني له أي تركته صدقة لله تعالى” وقد حفظ الحسن بن علي عن جده المصطفي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وعن أبيه وأمه.

وكان الحسن إذا صلى الغداة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس في مصلاه يذكر الله تعالي حتى ترتفع الشمس، وقد سمع الحسن بن علي رجلا إلى جنبه يسأل الله تعالى أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف، فبعث بها إليه، وقد خطب علي بن أبي طالب، فقال إن الحسن بن علي قد جمع مالا، وهو يريد أن يقسمه بينكم، فحضر الناس، فقام الحسن، فقال إنما جمعته للفقراء، فقام نصف الناس، و كان الإمام علي بن أبي طالب يكرم إبنه الحسن إكراما زائدا، ويعظمه ويبجله، وقد قال له يوما يا بني، ألا تخطب حتى أسمعك؟ فقال إني أستحيي أن أخطب وأنا أراك، فذهب الإمام علي فجلس حيث لا يراه الحسن، ثم قام الحسن في الناس خطيبا، والإمام علي رضي الله عنه يسمع، فأدى خطبة بليغة فصيحة، فلما انصرف جعل الإمام علي يقول.

 

 

 

” ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم” وقيل لما حضرت الوفاة الحسن بن علي رضي الله عنهما، أرسل إلى السيدة عائشة رضي الله عنها يطلب منها أن يدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأجابته إلى ذلك، فقال لأخيه إذا أنا مت فاطلب إلى عائشة أن أدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلقد كنت طلبت منها فأجابت إلى ذلك، فلعلها تستحيي مني، فإن أذنت فادفني في بيتها، وما أظن القوم يعني بني أمية، إلا سيمنعونك، فإن فعلوا، فلا تراجعهم في ذلك، وادفني في بقيع الغرقد، وقد مرض الحسن بن علي أربعين يوما، وتوفي في الخامس من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين من الهجرة، ودُفن بجوار أمه السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم بالبقيع، رضي الله عنها، وكان عمره ستة وأربعين عاما.

فلما توفي جاء الحسين إلى السيدة عائشة رضي الله عنها في ذلك، فقالت نعم وكرامة، فبلغ ذلك إلى مروان بن الحكم وبني أمية، فقالوا والله لا يُدفن هناك أبدا، فبلغ ذلك الحسين، فلبس هو ومن معه السلاح، ولبسه مروان، فسمع ذلك أبو هريرة رضي الله عنه، فأتى الحسين فكلمه وناشده الله، فقال أليس قد قال أخوك إن خفت فرُدني إلى مقبرة المسلمين، ففعل، فحمله الحسين إلى البقيع.