الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك “جزء 1”

الدكرورى يكتب عن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك “جزء 1”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك “جزء 1”

الخليفه الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي القرشي، أبو العباس، وقد ولد بالمدينة المنورة سنة خمسين من الهجره، والمدينة المنورة وهي طيبة الطيبة، وكانت هى أول عاصمة في تاريخ الإسلام، وهى ثاني أقدس الأماكن لدى المسلمين بعد مكة المكرمه، وهي عاصمة منطقة المدينة المنورة الواقعة على أرض الحجاز التاريخية، وتقع غرب المملكة العربية السعودية، وتبعد المدينة المنورة بحوالي ربعمائة كيلو متر عن مكة المكرمة في الاتجاه الشمالي الشرقي، وعلى بعد حوالي مائه وخمسين كيلو متر شرق البحر الأحمر، وأقرب الموانئ لها هو ميناء ينبع والذي يقع في الجهة الغربية الجنوبية منها، والخليفه الوليد بن عبد الملك هو أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي، الدمشقي.

وأبوه هو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي، وهو الخليفة الخامس من خلفاء بني أمية والمؤسس الثاني للدولة الأموية، وقد ولد في المدينة المنوره، وتفقه فيها علوم الدين، وكان قبل توليه الخلافة ممن اشتهر بالعلم والفقه والعبادة، وكان أحد فقهاء المدينة الأربعة، وقد قال الأعمش عن أبي الزناد كان فقهاء المدينة أربعة وهم سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد الملك بن مروان، وقد استلم الحكم بعد أبيه مروان بن الحكم سنة خمسة وستين من الهجره، وحكم دولة الخلافة الإسلامية واحدا وعشرين عاما، وكان الخليفه الوليد إبن عبد الملك هو الذي أنشأ جامع بني أمية، وجامع بني أمية الكبير، ويعرف اختصارا بالجامع الأموي.

وهو المسجد الذي أمر الوليد بن عبد الملك بتشييده في دمشق، ويُعد رابع أشهر المساجد الإسلامية بعد حرمي مكة والمدينة والمسجد الأقصى، وكما يُعد واحدا من أفخم المساجد الإسلامية، وهو أحد عجائب الإسلام السبعة في العالم، وقد بدأ بناء الجامع الأموي، على يد الوليد بن عبد الملك، وقد حشد له صناعا من الفرس والهنود، وأوفد إمبراطور بيزنطة مائة فنان يوناني للمشاركة في التزيين، ونال قسطا وافرا من المدح والوصف، وخصوصا من الرحالة والمؤرخين والأدباء الذين مروا بدمشق عبر العصور وأطروا بشكل خاص على زينة سقف المسجد وجدرانه الفسيفسائية الملونة، والرخام المستعمل في البناء، إلا أن أغلبها تم طمسه بناء على فتاوى بعدم جوزاها حتى أعيد اكتشافها وترميمها مره أخرى.

وقد بويع بعهد من أبيه، وكان مترفا، وقيل أنه كان دميما، وسائل الأنف، وكان طويلا أسمر، وقيل أنه كان بوجهه أثر جدري، وكان في عنفقته شيب، وكان يتبختر في مشيه، ونهمته في البناء، وقد قام أيضا بتجديد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزخرفه، وقد رزق في دولته بسعادة كبيره، ففتح بوابة الأندلس وبلاد الترك، وغزا الروم مرات في دولة أبيه، وحج بيت الله الحرام، وقيل كان يختم في كل ثلاث، وختم في رمضان سبع عشرة ختمة، وكان يقول لولا أن الله ذكر قوم لوط ما شعرت أن أحدا يفعل ذلك، وقد قال ابن أبي عبلة رحم الله الوليد، وأين مثل الوليد، افتتح الهند والأندلس، وكان يعطيني قصاع الفضة أقسمها على القراء، وقيل إنه قرأ على المنبر، يا ليتها، بالضم، وكان فيه عسف وجبروت.

وقيام بأمر الخلافة، وقد فرض للفقهاء والأيتام والزمنى والضعفاء، وضبط الأمور، وقد مات في شهر جمادى الآخرة سنة ست وتسعين، وله إحدى وخمسون سنة، وكان في الخلافة عشر سنين سوى أربعة أشهر، وقبره بباب الصغير، وقام بعده أخوه سليمان بعهد له من أبيهما عبد الملك، وسليمان هذا هو سليمان بن عبد الملك وهو الخليفة الأموي السابع، وكانت مدة خلافته سنتين وثمانية أشهر، وكان واليا على فلسطين في عهد والده الخليفة عبد الملك بن مروان، ثم في عهد أخيه الخليفة الوليد بن عبد الملك، وقد تعلم على يد التابعي رجاء بن حيوة، وأقام علاقات وثيقة مع يزيد بن المهلب أحد المعارضين الرئيسيين للحجاج بن يوسف، حيث كان سليمان يستاء من الحجاج، وقد أسس سليمان مدينة الرملة وفيها قصره، وفيها أيضا المسجد الأبيض.