الحـــق نـــور ” جزء 6″

الدكرورى يكتب عن الحـــق نـــور ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الحـــق نـــور ” جزء 6″

ونكمل الجزء السادس مع الحق نور، كل هذا لا مانع منه، لكن الشيء الذي أقصده ألا يتحول هذا الأمر إلى سبب يوجد عدم التعاون بين المؤمنين، في أمور يتفق الجميع على أنها يجب أن تقاوم وتحارب، وبعض الدعاة يقولون يجب أن يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ونتعاون فيما اتفقنا عليه، وأقول هذه الكلمة تحتاج إلى إيضاح، فلا يجب قبولها أو ردها دون أن تحدد، ففى الأشياء التي يختلف فيها المسلمون إن كانت من قضايا العقيدة أو من قضايا الأحكام التي الأدلة فيها واضحة، وقال فيها إنسان رأيا بدون اجتهاد فلا يعذر في ذلك، فإذا أخطأ شخص في قضية عقدية لا نعذره في هذا الخطأ، أو إنسان أخطأ في قضية ولو من غير قضايا العقيدة.

لكنه أخطأ بناء على أنه تكلم في أمور بدون اجتهاد في أمور هو ليس أهلا لها هذا الإنسان أيضا لا يعذر في هذا الخطأ، لكن إذا اجتهد وهو أهل للاجتهاد في هذه المسالة فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد، وكذلك التعاون فيما اتفق عليه، هذه القاعدة صحيحة داخل إطار أهل السنة والجماعة، أما مع الطوائف الضالة والطوائف المنحرفة التي غيّرت وبدلت، فإن المسلم يعرف أنه لا بد من وضوح الراية وتميز المنهج، وليس من المعقول أن نقول يجب أن نتفق أو نتعاون مثلا مع الرافضة فيما اتفقنا معهم فيه، كحرب الشيوعية، هذا غير صحيح لأنه يمكن أن يأتي إنسان ويقول لماذا لا تتعاون مع النصارى في حرب الشيوعية أيضا؟

وهذا غير صحيح، فلا بد من وضوح الراية، ومن المهم جدا أن يكون الناس عندهم تمييز بين الحق والباطل بحيث أنه لا يوجد التباس عندهم بين راية الحق وراية الباطل، فداخل إطار أهل السنة والجماعة يمكن أن يتعاون الجميع فيما اتفقوا عليه، فالقضية الأولى هي قضية الولاية التي يتناصر بها أعداء الرسل وهي توجب للمؤمنين أن يتناصروا فيما بينهم بحبل الله ودين الله الذى يربط بعضهم ببعض، وأن الملاحظة الثانية وهى قضية التلبيس التي يحدثها أعداء الرسل، لاحظ قول الله عز وجل كما جاء فى سورة الأنعام ” شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا” إذن هناك مؤامرة عالمية ليست جديدة كما نتصور.

صحيح أنها قد تطورت الآن وأخذت شكلا جديدا، وأسلوبا جديدا، وبعد جديداً، لكنها قديمة، وهي الحرب الإعلامية ضد الإسلام، وحملة الإسلام، وحملة السنة، والتي تشوه الحق وتلبسه لبوس الباطل، وتلبس الباطل لبوس الحق بتزين الألفاظ وزخرفة العبار وزخرفة القول، ولذلك يقول القائل في زخرف القول تزيين لباطله والحق قد يعتريه سوء تعبير، تقول هذا مجاج النحل تمدحه وإن تشأ قلت ذاقيء الزنابير، مدحا وذما وما جاوزت وصفهما والحق قد يعتريه سوء تعبير، فالمعنى الواحد قد يعبر عنه الإنسان بلفظ واحد، أو لفظين، أو عبارتين بينهما بون شاسع، وقيل أن أحد الخلفاء رأى في منامه أن أسنانه سقطت، فقال عليّ بمن يعبرون الرؤيا.

حتى يعبروها لي، فجيء بمعبر، فقال له إني رأيت في المنام أن أسناني سقطت، فقال له يموت أولادك كلهم وأنت حي، فغضب عليه الخليفة وأمر بجلده مائة جلدة، وقال عليّ بمعبر آخر، فجيء له بمعبر آخر حكيم فقص عليه رؤياه، فقال له هذا المعبر، يا أمير المؤمنين أنت أطول أهلك عمرا، فأمر له بجائزة ضخمة والنتيجة واحدة، فما دام أنه أطول أهله عمرا فمعنى ذلك أنهم سيموتون قبله لكن الأسلوب الذي قدم له به في الحقيقة يختلف، فالحق أحيانا قد يعتريه سوء تعبير، قد يُعبر الإنسان عن الحق بعبارة لا تخدم الحق، بل ربما يصور بعض المغرضين الحق بصورة الباطل، من ذلك أنك قد تجد مثلا أن إنسانا يعمل بسنة من السنن.