الدكرورى يكتب عن مسيلمة بن ثمامة ” جزء 8″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
مسيلمة بن ثمامة ” جزء 8″
ونكمل الجزء الثامن مع مسيلمة بن ثمامة، فقالت لا تعجلوا على الرباب، فإنهم يحثون نحوكم الصعاب، ثم قالت عليكم باليمامة، فإنها دار إقامة، نلقى أبا ثمامة، فإن كان نبيا ففي النبي علامة، وإن كان كذوبا فله ولقومه الندامة، ولا يلحقكم بعد ملامة، فخرجوا نحوها ومعها عطارد بن حاجب بن زرارة والأقرع بن حابس وشبث بن ربع وهو مؤذنها فساروا حتى نزلوا الصمان، فلما بلغ ذلك مسيلمة الكذاب وكان قد تنبأ فتجسس أهل اليمامة لها فقال مسيلمة دعوني ورأيي، فأهدى لها، وكتب إليها، إن موعدنا يوم كذا نلتقى فيه، ونتدارس، فإن كان الحق بيدك بايعناك، وان كان في أيدينا بايعتنا، فخرجت في أربعين، فلما جلسوا أحصاهم، ثم قال ليقم من هاهنا عشرة، ومن هاهنا عشرة.
ومن هاهنا عشرة، ومن هاهنا عشرة، حتى ننظر من صاحب الأمر، فقاموا، وبعد حوار طويل طلب منها مسيلمة الزواج، فقال هل لك أن تزوجيني نفسك، فيكون الملك بيننا، ونخفف عن عشيرتنا؟ قالت نعم، فتزوجها وانطلق الى اليمامة، وتركت الجمع الذى كان معها، ورفع مسيلمة عن بنى تميم صلاة الغداة والظهر والعشاء، وقال إن بنى تميم، لقاح لا أتاوة عليهم يعنى الخراج، فلم تزل عند مسيلمة إلى أن قتل، فهربت فلم توجد، ثم أسلمت فتزوجها رجل من قومها، فولدت له ثلاثة وماتت بالبصرة، قالوا ولما وقع عليها مسيلمة، خرجت هي قومها وهي تتصبب عرقا، قالوا ما عندك؟ قالت وجدته أحق بالأمر منى، فبايعته، وزوجته نفسي، قالوا ومثلك لا يتزوج بغير مهر؟
فقال مسيلمة جعلت مهرها أن رفعت عنكم صلاة الغداة والعتمة، فقد أوحى إلى بذلك، قالوا وما هو؟ قال ضفدع بنت ضفدعين رأسك في الماء ورجلك في الطين، لا ماء تكدرين، ولا شارب تنفضين، سجاح بنت الأكرمين، قومى أادخلى التيطين، فقد وضعنا عن قومك صلاة المعتمدين، فرضوا، فلما عرف قومها حالها قال عطارد بنحاجب بن زرارة أضحت نبيتنا أنثى يطاف بها، وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا، فلعنة الله رب الناس كلهم على سجاح ومن بالإفك أعوانا، وهكذا بعد وفاة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ظهرت سجاح التميمية في شرق نجد، وأرادت غزو اليمامة مع جيشها من بني تميم، وإن الراجح أن مسيلمة كان يتوق إلى استعادة مركز قبيلته بني حنيفة.
التي كانت تضارع قريشا في الجاهلية، ويطمع في أن يكون لها السيطرة على جزء من بلاد العرب، وأنكر أهل اليمامة أن يكون محمد رسول الله إليهم، وكانوا يرون لأنفسهم ما لقريش من حق فلهم نبى ورسول، ولقريش نبى ورسول، فلجأ إلى ادعاء النبوة كذبا ليتمكن من تحقيق أغراضه وتطلعات قبيلته، فحركته سياسية عصبية اتخذت من الدين قناعا زائفا، هذا ولا تشير الأخبار التي تتحدث عنه عندما قَدم مع وفد قومه إلى المدينة، ولا التى تتحدث عنه وهو في اليمامة إلى قبوله الإسلام، بل نجد فيها كلها أنه ظل يرى نفسه نبيا مرسلا من الرحمن وصاحب رسالة، لذلك ليس من الصواب أن نقول ردة مسيلمة أو ارتداد مسيلمة، أو نحو ذلك لأنه لم يعتنق الإسلام ثم ارتد عنه.
حتى ننعته بالمرتد وقد تعاون مسيلمة في إحدى مراحل ادعائه النبوة مع سجاح بنت الحارث بن سويد التميمية التي ادعت هي الأخرى النبوة، والتف حولها قومها، بنو تميم وأخوالها من تغلب وغيرهم من قبائل ربيعة، وتزوجها مسيلمة، وانضم أتباعها إليه فتقوى بهم، وتحدى حكومة الخليفة الراشد أبي بكر الصديق في المدينة، وبعد وفاة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ظهرت سجاح التميمية في شرق نجد، وأرادت غزو اليمامة مع جيشها من بنى تميم، فقالت لهم فيما تقوله عليكم باليمامة، دفوا دفيف الحمامة، فإنها غزوة صرامة، لا تلحقكم بعدها ملامة، وحين علم مسيلمة بذلك عرض عليها أن تنضم إليه في مواجهة المسلمين، وتزوج مسيلمة بن حبيب من سجاح بنت الحارث.