الرسالة المحمدية وفقهاء الصحابة “جزء 5”

الدكرورى يكتب عن الرسالة المحمدية وفقهاء الصحابة “جزء 5”

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

الرسالة المحمدية وفقهاء الصحابة “جزء 5″

ونكمل الجزء الخامس مع الرسالة المحمدية وفقهاء الصحابة، وان المتأمل فيما سطره العلماء في كتب تاريخ الفقه الاسلامي يجد ان مدرسة الصحابة التي نشأت في العهد الاول من عمر الامة المسلمة قد انقسمت الى ثلاث مدارس جمعت فقه الصحابة بميزاته المتقدمة، فمدرسة ابن مسعود رضي الله عنه في الكوفة ، ومدرسة ابن عباس في مكة, ومدرسة زيد بن ثابت في المدينة، حيث تمثل هذه المدارس النواة الاولى للمذاهب الفقهية، فقد اخذ اهل الكوفة عن ابن مسعود, ومنهم علقمة, والاسود وبعدهم منصور بن المعتمر, وابراهيم النخعي وعنهم الثوري وابو حنيفة رحم الله الجميع, واما مدرسة زيد بن ثابت في المدينة، فقد ظهر فيها نخبة من الفقهاء الافذاذ.

منهم الفقهاء السبعة كخارجة بن زيد، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، وسالم بن عبد الله بن عمر، وغيرهم من الفقهاء, وقد جمع علم هؤلاء الامام الزهري محمد بن مسلم رحمه الله، وعنه اخذ الامام مالك, واما مدرسة مكة فقد اشتهر فيها تلاميذ ابن عباس مثل عكرمة وعطاء وطاووس وسعيد بن جبير وعنهم اخذ عمرو بن دينار وابن جريج وعبد الله بن دينار وهؤلاء من اشياخ الامام مالك, وعن مالك اخذ الشافعي امام العربية في وقته ومقعد علم الاصول, كما أَخذ عن محمد بن الحسن تلميذ الامام ابي حنيفة, وعن الشافعي اخذ الامام احمد وبه تأثر, وان كانت نزعة الثوري، وأما عن فقهاء الصحابة فهم أئمة الصحابة المجتهدون في الدراسة الفقهية.

الذين كانت اجتهادات ومذاهب فقهية، وتميزوا بكونهم أعلم الصحابة وأفقههم في الدين، بما اجتمعت فيهم من الصفات والخصائص، وقد وردت فيهم أحاديث نبوية شريفه، تدل على مكانتهم العلمية، ومن أشهر فقهاء الصحابة هم الخلفاء الراشدين الأربعة وهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، رضى الله عنهم أجمعين، ومنهم أيضا ابن مسعود وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وأبو الدرداء وأم المؤمنين السيده عائشة بنت أبي بكر الصديق، وابن عباس وابن عمر وعبد الله بن الزبير بن العوام وعبد الله بن عمرو بن العاص، رضى الله عنهم جميعا، ويقسم التاريخ الإسلامي الصحابة الكرام.

الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم، إلى نوعين، وهما المهاجرون، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، الذين أمنوا بدعوته منذ البداية وهاجروا معه من مكة إلى يثرب التي سميت بالمدينة المنورة، والأنصار، وهم من نصروا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، من أهل المدينة المنورة بعد الهجرة، وإن هناك من يضيف فئتين من الأنصار وهما، البدريون، وهم من ساند النبي صلى الله عليه وسلم، في معركة بدر، وعلماء الصحابة، وهم الصحابة الذين تفرغوا للعلم، ولا يمكن القطع بعدد الصحابة بين كتاب السيرة النبوية، وذلك لتفرقهم في البلدان والقرى والبوادي، وقد تم ذكر اسماء الصحابة في العديد من المدونات الإسلامية.

ومنها كتاب الطبقات الكبير، لمحمد بن سعد، وفي كتاب الإستيعاب في معرفة الأصحاب، لحافظ القرطبي، وبحسب ما ذكر في كتاب المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، لشهاب الدين القسطلاني، وكان هناك حوالي عشرة ألاف صحابي حين فتحت مكة، وسبعين الفا في معركة تبوك، وكان هناك مائه وأربعه وعشرون ألف صحابي حضروا حجة الوداع مع النبى صلى الله عليه وسلم، ومما جاء في السنة النبوية من فضل الصحابة الكرام، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، عن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه “