حياة الخضر عليه السلام ” جزء 15″

الدكرورى يكتب عن حياة الخضر عليه السلام ” جزء 15″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

حياة الخضر عليه السلام ” جزء 15″

ونكمل الجزء الخامس عشر مع حياة الخضر عليه السلام، وقد روى عبد الله بن وهب عمن حدثه عن محمد بن عجلان، عن محمد بن المنكدر، أن عمر بن الخطاب بينما هو يصلي على جنازة إذ سمع هاتفا وهو يقول لا تسبقنا يرحمك الله، فانتظره حتى لحق بالصف، فذكر دعاءه للميت إن تعذبه فكثيرا عصاك، وإن تغفر له ففقير إلى رحمتك، ولما دفن قال طوبى لك يا صاحب القبر، إن لم تكن عريفا أو جابيا أو خازنا أو كاتبا أو شرطيا، فقال عمر بن الخطاب خذوا الرجل نسأله عن صلاته وكلامه عمن هو، قال فتوارى عنهم فنظروا فإذا أثر قدمه ذراع، فقال عمر بن الخطاب هذا والله الخضر الذي حدثنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الأثر فيه مبهم وفيه انقطاع ولا يصح مثله، وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر، أنبأنا أبو القاسم بن الحصين.

أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد، أنبأنا أبو إسحق المزكي، حدثنا محمد بن إسحق بن خزيمة، حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد أملاه علينا بعبادان، أنبأنا عمرو بن عاصم، حدثنا الحسن بن زريق، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: ولا أعلمه إلا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال” يلتقي الخضر وإلياس كل عام في الموسم، فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه، ويتفرقان عن هؤلاء الكلمات، بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله، ما شاء الله لا يصرف الشر إلا الله، ما شاء الله ما كان من نعمة فمن الله، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله ” وقال ابن عباس، من قالهن حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات، آمنه الله من الغرق والحق والسرق، قال وأحسبه قال ومن الشيطان، والسلطان، والحية، والعقرب، وقال الدارقطني في الأفراد.

هذا حديث غريب من حديث ابن جريج لم يحدث به غير هذا الشيخ عنه، يعني الحسن بن زريق هذا، وروى ابن عساكر أن الوليد بن عبد الملك بن مروان، باني جامع دمشق، أحب أن يتعبد ليلة في المسجد، فأمر القوم أن يخلوه له ففعلوا، فلما كان من الليل جاء من باب الساعات فدخل الجامع، فإذا رجل قائم يصلي فيما بينه وبين باب الخضراء، فقال للقوم ألم آمركم أن تخلوه؟ فقالوا يا أمير المؤمنين، هذا الخضر يجيء كل ليلة يصلي ههنا، ولكن هذه الروايات والحكايات هي عمدة من ذهب إلى حياته إلى اليوم، وكل من الأحاديث المرفوعة ضعيفة جدا لا يقوم بمثلها حجة في الدين، والحكايات لا يخلو أكثرها عن ضعف في الإسناد، وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر، عن الزهري، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا سعيد قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يوما حديثا طويلا عن الدجال، وقال فيما يحدثنا” يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة، فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس، أو من خيرهم، فيقول له أشهد أنك أنت الدجال الذي حدثنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه، فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر؟ فيقولون لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول حين يحيى، والله ما كنت أشد بصيرة فيك مني الآن، قال فيريد قتله الثانية فلا يسلط عليه” وقال معمر بلغني أنه يجعل على حلقه صحيفة من نحاس، وبلغني أنه الخضر الذي يقتله الدجال ثم يحييه، وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من حديث الزهري به، وقال أبو اسحق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه الراوي، عن مسلم الصحيح أن يقال إن هذا الرجل الخضر.

وقول معمر، وغيره بلغني ليس فيه حجة، وقد ورد في بعض ألفاظ الحديث، فيأتي بشاب ممتلىء شباب فيقتله، وقوله الذي حدثنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقتضي المشافهة بل يكفي التواتر، وقد تصدى الشيخ أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله، في كتابه “عجالة المنتظر في شرح حالة الخضر” للأحاديث الواردة في ذلك من المرفوعات، فبين أنها موضوعات، ومن الآثار عن الصحابة والتابعين فمن بعدهم، فبين ضعف أسانيدها ببيان أحوالها، وجهالة رجالها، وقد أجاد في ذلك وأحسن الانتقاد، وأما الذين ذهبوا إلى أنه قد مات، ومنهم البخاري، وإبراهيم الحربي، وأبو الحسين بن المنادي، والشيخ أبو الفرج بن الجوزي، وقد انتصر لذلك، وألف فيه كتابا سماه “عجالة المنتظر في شرح حالة الخضر” فيحتج لهم بأشياء كثيرة.