الدكرورى يكتب عن حياة الخضر عليه السلام ” جزء 14″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
حياة الخضر عليه السلام ” جزء 14″
ونكمل الجزء الرابع عشر مع حياة الخضر عليه السلام، فأقامت تعبد الله في بعض نواحي تلك المدينة، فمر بها رجل يوما فسمعته يقول بسم الله، فقالت له أنى لك هذا الاسم؟ فقال إني من أصحاب الخضر، فتزوجته فولدت له أولادا، ثم صار من أمرها أن صارت ماشطة بنت فرعون، فبينما هي يوما تمشطها، إذ وقع المشط من يدها، فقالت بسم الله، فقالت ابنة فرعون أبي؟ فقالت الماشطه لا، ربي وربك ورب أبيك، الله، فأعلمت أباها، فأمر بنقرة من نحاس فأحميت، ثم أمر بها فألقيت فيه، فلما عاينت ذلك تقاعست أن تقع فيها، فقال لها ابن معها صغير يا أمه اصبري فإنك على الحق فألقت نفسها في النار، فماتت رحمها الله، وقد روى ابن عساكر، عن أبي داود الأعمى، نفيع وقيل هو كذاب، وضاع عن أنس بن مالك.
ومن طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، وقيل هو كذاب أيضا، عن أبيه، عن جده أن الخضر جاء ليلة فسمع النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهو يدعو ويقول” اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني، وارزقني شوق الصالحين إلى ما شوقتهم إليه” فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك فسلم عليه، فرد عليه السلام وقال قل له” إن الله فضلك على الأنبياء كما فضل شهر رمضان على سائر الشهور، وفضل أمتك على الأمم كما فضل يوم الجمعة على غيره” وقيل أن هذا الحديث هو مكذوب ولا يصح سندا ولا متنا، وكيف لا يتمثل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجيء بنفسه مسلما ومتعلما وهم يذكرون في حكاياتهم وما يسندونه عن بعض مشايخهم، أن الخضر يأتي إليهم ويسلم عليهم.
ويعرف أسماءهم ومنازلهم ومحالهم، وهو مع هذا لا يعرف نبى الله موسى بن عمران كليم الله، الذي اصطفاه الله في ذلك الزمان على من سواه، حتى يتعرف إليه بأنه موسى بني إسرائيل، وقد قال الحافظ أبو الحسين بن المنادى بعد إيراده حديث أنس هذا، وأهل الحديث متفقون على أنه حديث منكر الإسناد، سقيم المتن، يتبين فيه أثر الصنعة، فأما الحديث الذي رواه الحافظ أبو بكر البيهقي قائلا أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر بن بالويه، قال حدثنا محمد بن بشر بن مطر، قال حدثنا كامل بن طلحة، قال حدثنا عباد بن عبدالصمد، عن أنس بن مالك قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحدق به أصحابه، فبكوا حوله، واجتمعوا فدخل رجل أشهب اللحية، جسيم صبيح، فتخطى رقابهم، فبكى، ثم التفت إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال”إن في الله عزاء من كل مصيبة وعوضا من كل فائت، وخلفا من كل هالك، فإلى الله فأنيبوا وإليه فارغبوا، ونظر إليكم في البلاء، فانظروا فإن المصاب من لم يجبر وانصرف، فقال بعضهم لبعض تعرفون الرجل؟ فقال أبو بكر وعلي، نعم هو أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضر عليه السلام، وقد رواه أبو بكر بن أبي الدنيا، عن كامل بن طلح به وفي متنه مخالفة لسياق البيهقي، ثم قال البيهقي، عباد بن عبد الصمد ضعيف، وهذا منكر بمرة قلت عباد بن عبد الصمد هذا هو ابن معمر البصري روى عن أنس نسخة، وقال ابن حبان والعقيلي أكثرها موضوع، وقال البخارى أنه منكر الحديث، وقال أبو حاتم، ضعيف الحديث جدا منكره، وقال ابن عدي أنه عامة ما يرويه في فضائل علي بن أبى طالب وهو ضعيف غالى في التشيع.
وقال الشافعي في مسنده أنه أخبرنا القاسم بن عبد الله بن عمر، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية سمعوا قائلا يقول إن في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كل فائت، فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب، فقال علي بن الحسين أتدرون من هذا، هذا الخضر، وقال الشيخ الشافعي القاسم العمري هو متروك، قال أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين يكذب، وقد زاد الإمام أحمد ويضع الحديث، ثم هو مرسل ومثله لا يعتمد عليه ههنا والله أعلم، وقد روى من وجه آخر ضعيف عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن علي بن أبى طالب ولا يصح.