يحيى الغزال بن الحكم ” جزء 2″

الدكرورى يكتب عن يحيى الغزال بن الحكم ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

يحيى الغزال بن الحكم ” جزء 2″

ونكمل الجزء الثاني مع يحيى الغزال بن الحكم، وقد أدان يحيى بن الحكم، علانية قتل الحسين على يد جيش يزيد بن معاويه في معركة كربلاء، وقد عينه ابن أخيه الخليفة عبد الملك بن مروان على جند فلسطين، وقد نسب إليه نقش لبناء جزء من طريق يربط دمشق بالقدس بالقرب من السماخ، ويُنسب إليه الفضل في الإشراف على بناء طريق عبر ممر فيق في مرتفعات الجولان نيابة عن عبد الملك، يعود تاريخ النقش إلى عام ثلاثه وسبعين من الهجره، وهذا مما يجعله أقدم نقش إسلامي معروف حول تأسيس الطريق، وفي عام خمسه وسبعين من الهجره، قد أصبح يحيى بن الحكم واليا على المدينة المنورة، ولكن استدعاه الخليفه عبد الملك بن مروان إلى دمشق في العام التالي، ويقول ابن عساكر في قصة عزله.

أنه كان يحيى بن الحكم عاملا على المدينة لعبد الملك بن مروان، وكان فيه حمق، فوفد على عبد الملك بن مروان بغير إذن، فقال له عبد الملك ما أقدمك علي بغير إذني؟ من استعملت على المدينة؟ قال أبان بن عثمان بن عفان، قال لا جرم لا ترجع إليها، فأقر عبد الملك بن مروان، أبان بن عثمان بن عفان، على المدينة، وكتب إليه بعهده عليها، وكان يحيى بن الحكم قد قاد خلاله حملة صيفية ضد البيزنطيين في محيط ملطية والمصيصة، وقاد حملة ضد الحصن البيزنطي في مرج الشهم، وقد مات يحيى بن الحكم، قبل سنة ثمانين من الهجره، وقد عُثر على شاهد قبره كُتب عليه بالخط الكوفي “اللهم ارحم يحيى بن الحكم واغفر له” في قصرين في مرتفعات الجولان، وأما عن بنو مرة فهى قبيلة من بطون قبيلة غطفان وقد كانت لها مشاركات عسكرية خلال عهد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

وقد شاركوا بنى مره في معركة الخندق، إذ كانوا من الأحزاب المهاجمة للمدينة، وكانوا فرعا في قبيلة غطفان، والجولان هي هضبة تقع في بلاد الشام بين نهر اليرموك من الجنوب، وأما عن أبان بن عثمان بن عفان، فهو أبو سعيد أبان بن عثمان بن عفان الأموي وهو تابعي مدني، وهو أحد رواة الحديث النبوي الشريف، وهو والي المدينة المنورة، في خلافة عبد الملك بن مروان، وهو أول من روى أحاديث في السيرة النبوية، وحدّث بها، وأما عن مليطه فهى مدينة ملطية وهي عاصمة محافظة ملطية وتقع قرب نهر الفرات في تركيا وتقع في منطقة شرق الأناضول وسكانها هم خليط من الكرد والترك، وكانت معروفة لدى الأكديين وأصبحت مركزا هاما للمسيحية منذ القرن السادس وخاصة بعد تحول مركز الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في القرن العاشر.

وكانت زمن الخلافة العباسية من مدن الثغور على حدود الإمبراطورية البيزنطية، وقد دمرها السلاجقة، فقل شأنها حتى عمرها العثمانيون بعد ذلك، وقد ذكر السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء ان المسلمين سيطروا عليها سنة في عهد الخليفه هشام بن عبد الملك، وأما عن المصيصه فكانت مدينة تاريخية في قيليقيا وتقع أطلالها بالقرب من مدينة أضنة بتركيا حاليا، وترجئ أسطورة يونانية بنائها إلى مفسوس الذي عاش قبل فترة حرب طروادة، وقد اشتهرت المدينة في أوائل العهد المسيحي كمركز لاهوتي بوجود أساقفة مثل ثيودور، وقد ضمها العرب لخلافتهم في زمن الخليفه عبد الملك بن مروان واستعادها البيزنطيون ومن ثم وقعت بيد الصليبيين والأرمن واندثرت بعد أن سيطر عليها الأتراك، وأما عن قصرين فهي إحدى القرى المحتلة حاليا، والمدمرة التابعة لمحافظة القنيطرة في هضبة الجولان بجنوب غرب سوريا الآن .

وأما عن يحيى بن الحكم، فكانت إحدى زوجات يحيى بن الحكم خلال حكمه للمدينة، هى أم القاسم بنت عبد الرحمن بن عوف، وكان له من الأبناء، ولده مروان، وهو كان يكنى به، وولده يوسف الذي تولى ولاية الموصل قرب نهاية عهد الخليفه عبد الملك بن مروان، ومن أولاده هو الحر بن يحيى، وابنه يحيى بن الحر وكل منهما كان واليا، ومن بناته هى السيده أمينة، والتى تزوجت من هشام بن عبد الملك، ومن بناته هى السيده أم حكيم، والتى اشتهرت بجمالها وحبها للخمر، وقد تزوجت هشام بن عبد الملك بعد وفاة أختها أمينة، وأنجبت خمسة أبناء، منهم سليمان، مسلمة، ويزيد، ومعاوية، وسعيد، وإبنها معاوية هو والد عبد الرحمن الداخل، وهو مؤسس الدولة الأموية في الأندلس، وكان يحيى بن الحكم هذا، يختلف عن يحيى بن الحكم البكري الجياني، الشهير بلقب يحيى الغزال، الذى شاعر أندلسي عاصر خمس أمراء للدولة الأموية في الأندلس، وقد وبرع في شعر الغزل والحكمة، وقد سمي بالغزال لجماله وظرفه وتأنقه.