الدكرورى يكتب عن خطيب الأنبياء شعيب عليه السلام “جزء 6”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
خطيب الأنبياء شعيب عليه السلام “جزء 6″
ونكمل الجزء السادس مع خطيب الأنبياء شعيب عليه السلام، وصح عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال ” والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ” فحدد بذلك مكانها، فإذا احتاجت للخروج فعليها أن تأخذ حواف الطريق، وتغض بصرها، وترتدى زيها الشرعي بحيث يضرب من الرأس حتى القدم، ويكون فضفاضا غير ضيق لا يصف حجم العظام ولا يشف ما تحته من البدن ولا يكون ثوب شهرة ولا زينة ولا يشابه مثل الرجال ولا مثل الكافرات، والمرأة لا تختلط بالرجال حتى في أماكن العبادة ، فهي تطوف بالكعبة من خلف صفوف الرجال، وخير صفوف الرجال أولها وشرها أخرها، وخير صفوف النساء أخرها وشرها أولها وذلك في الصلاة، فالمباعدة بين الرجال والنساء من جملة المطالب الشرعية.
التي ينبغي أن نحافظ عليها في دور العلم ووسائل المواصلات، وهي لمصلحة الرجال والنساء، وإن من مظاهر الإبداع الجميل والأخاذ للقصة في القرآن الكريم أنها تأخذ القلب والعقل معا في لحظة تكثيف شعوري مهيمنة ومسيطرة على كل ملكات الإدراك والوعي والوجدان في آن واحد، وهذا إلى جانب الامتزاج العجيب والتداخل والخلطة السحرية في تدافع الأحداث بأنواعها، وتناغمها بشكل رائع جميل بحيث لا تكاد تفرق بسهولة بين العام والخاص، الشخصي الفردي وما ينطبق على الأمة بأسرها، وهو ما يجعل لحظات العبرة ودروس الاعتبار غنية وثرية ومتشعبة في مناحي الحياة المختلفة، سياسية اقتصادية دعوية اجتماعية فلسفية وغيرها، ومن خلال كل ذلك يستطيع كل فرد أن يقتبس ويستلهم منها ما يشاء، بما يفيده في دنياه وأخراه على السواء، وفوق كل ذلك.
فإن القضية هي الأهم، تدعيم أركان الإيمان بالله وحده وبقدرته وقيوميته على كل شيء، ووقفة بسيطة أمام قصة موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام وابنتي نبي الله شعيب عليه السلام تكشف عن المزيد من المعاني والدروس والحكم التي نحتاجها وبشدة في عصرنا الحديث، وأن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ما ترك فتنة أضر على الرجال من النساء، وثبت الخبر أن أول فتنة بنى إسرائيل كانت في النساء ولا شك أن بليه هذه الأمة بالمرأة المتهتكة المتبرجة غاية في الخطر، لذا يحرص أعداء الإسلام على استدراجها إلى حتفها لتكون فتنة لنفسها وفتنة لغيرها، وما كان ربك نسيا، فهو سبحانه البر الرحيم بالمرأة وبخلقه وبعباده، وليس الذكر كالأنثى، فالمرأة تحمل وترضع وتحيض وتنفس، وهي نصف المجتمع وتلد النصف الأخر، فلها دورها ومكانها.
ومكانتها المناسبة في الحياة، والحرية الحقيقية للرجل والمرأة في إقامة واجب العبودية والاستقامة على كتاب الله وعلي سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم، فلا حاجه لنا في استيراد الحريات العفنة المدمرة من الشرق أو الغرب، وكانت مروءة وشهامة ورجولة من نبي الله موسي، وما ضاع العبد ولا خاب بطاعة الله، فقد تمت المصلحة، وقضي الأمر، دون مخالفة، سقي لهما نبي الله موسي، ثم أرجع حاجته لله واستشعر فقره، واشتكي حاله لخالقه ومولاه وهو الغني الحميد، الذي يجبر الكسير ويرحم الكبير ويقيل العثرات ويكشف الكربات ويقضي الحاجات، والإنسان لا يحتاج فقط لمطعم وملبس ومشرب ومسكن، فقد ابتلي بشهوة وغريزة يحتاج إلى تصريفها في الحلال، فإن الرجل بحاجة لزوجه يسكن إليها لتعينه على نوائب الحق، والمرأة بحاجة لزوج تأنس به.
وليكون عونا لها على طاعة الله، وحوائجنا جميعا عنده سبحانه ففي الحديث القدسي يقول “يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك من ملكي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر” ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة القصص “ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير، فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لمآ أنزلت إلي من خير فقير” وقد جاء في تفسير ابن كثير، أن نبي الله موسي عليه السلام لما وصل إلى مدين وورد ماءها، وكان لها بئر يردها رعاء الشاء وجد عليه أمة من الناس يسقون أي جماعة يسقون، ووجد من دونهم امرأتين تذودان أي تكفكفان غنمهما أن ترد مع غنم أولئك الرعاء لئلا يؤذيا.