الدكرورى يكتب عن نبي الله العزير عليه السلام ” جزء 6″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله العزير عليه السلام ” جزء 6″
ونكمل الجزء السادس مع نبي الله العزير عليه السلام، ويطلق اسم التوراة على الأجزاء الثلاثة الأخيرة تجوزا، ويرجع أصل هذه التسمية إلى بولس، حين سمى التوراة بالعهد القديم، لتصبح الأناجيل والرسائل الملحقة هي العهد الجديد، وقال أيضا في كتابه “هل العهد الجديد كلمة الله؟ بأن العهد الجديد هو مجموعة الأناجيل الأربعة, والرسائل الملحقة بها، وينسب إلى ثمانية من المحررين ينتمون إلى الجيل الأول والثاني من النصرانية، وهم متى, ومرقس, ولوقا, ويوحنا أصحاب الأناجيل، ثم بولس صاحب الأربع عشرة رسالة، ثم بطرس, ويعقوب, ويهوذا، تلاميذ المسيح الذين تنسب إليهم القليل من الرسائل، وسمى ترتليان عام مائتان وخمسة وعشرون ميلادى هذا الجزء من الكتاب المقدس “العهد الجديد”
في مقابل تسمية التوراة وأسفار الأنبياء “العهد القديم” وإن العزير عليه السلام هو من نسل نبى الله هارون بن عمران، وقيل إنه نبي وقيل لم يكن، وكان ممن سباه الملك بختنصر، وهو غلام حدث، فلما بلغ أربعين سنة أعطاه الله الحكمة، ولم يكن أحد أحفظ ولا أعلم بالتوراة منه، وهو العبد الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه، وهو الذي ادعت بنو إسرائيل كذبا أنه ابن الله، وقد ركب نبى الله العزير عليه السلام حماره وخرج إلى ضيعة له يتعاهدها، فلما انصرف في وقت الظهيرة وكان الجو حارا، نزل عن حماره ليستريح في ظل مكان خرب، وأخرج طعاما ليأكله، وكان معه سلة فيها تين وسلة فيها عنب، فاعتصر العنب في القصعة ثم وضع فيها خبزا يابسا ليبتل قبل أن يأكله، ثم استلقى على قفاه.
وأسند رجليه إلى الحائط فنظر سقف تلك البيوت ورأى ما فيها وهي قائمة على عروشها وقد باد أهلها ورأى عظاما بالية فقال كيف يحيي الله هذه بعد موتها؟ فبعث الله ملك الموت فقبض روحه، فأماته الله مائة عام، وبعد مائة عام، أرسل الله تعالى له ملكا فبعثه الله وأحياه مرة أخرى، فقال له الملك كم لبثت؟ قال لبثت يوما أو بعض يوم، قال بل لبثت مائة عام، فانظر إلى طعامك وشرابك، لم يتغير منه شيء، فنظر فإذا الخبز ما زال يابسا وكذلك التين والعنب ما زالت ناضجة، فكأنه أنكر في قلبه فقال له الملك أنكرت ما قلت لك؟ فانظر إلى حمارك، فنظر إلى حماره قد بليت عظامه وصارت نخرة، فنادى الملك عظام الحمار فأجابت وأقبلت من كل ناحية ثم ألبسها العروق والعصب ثم كساها اللحم.
ثم أنبت عليها الجلد والشعر، ثم نفخ فيه الملك فقام الحمار رافعا رأسه وأذنيه إلى السماء ناهقا، فلما تبين لعزير قال ” أعلم أن الله على كل شيء قدير” فركب نبى الله العزير عليه السلام، حماره ليعود إلى منزله، فأنكر الناس وأنكره الناس كما أنكر منزله، فقد تغير كل شيء، فراح يخمن مكان منزله حتى وصل إليه، فإذا هو بعجوز عمياء مقعدة عمرها نحو مائة وعشرون سنة، هذه المرأة كانت أمة لهم، وكانت شابة في العشرين من عمرها وقت أن اختفى عزير عنهم، فسأل العزير هذه العجوز وقال لها يا هذه أهذا منزل عزير؟ فبكت وقالت عزير؟ نعم، هذا منزل عزير، وما أدراك به؟ لقد نسيه الناس، وما رأيت أحدا يذكره منذ زمن بعيد، فعرف عزير المرأة وقال إني أنا عزير، ألا تذكريني؟
إن الله قد أماتني مائة سنة ثم بعثني، قالت سبحان الله، إن عزيرا قد فقدناه بالفعل منذ مائة سنة فلم نسمع له بذكر، قال إني أنا هو، قالت فإن عزيرا رجل مستجاب الدعوة يدعو للمريض ولصاحب البلاء بالعافية والشفاء، فادعوا الله أن يرد عليّ بصري حتى أراك فإن كنت عزيرا عرفتك، فدعا عزير ربه ومسح بيده على عينيها فصحتا، وأخذ بيدها فأطلق الله رجليها فقامت صحيحة، فلما نظرت إليه قالت أشهد أنك عزير، وانطلق عزير مع أمته إلى أندية ومجالس بني إسرائيل، وكان في مجلسهم شيخ كبير وهو ابن عزير، وحوله بنيه شيوخ وهم أحفاد عزير، فنادت المرأة فيهم يا سيدي، هذا عزير قد جاءكم، فكذبوها، فقالت أنا فلانة مولاتكم، جاء عزير فدعا لي ربه فرد علي بصري وأطلق رجلي.