الدكرورى يكتب عن حياة الخضر عليه السلام ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
حياة الخضر عليه السلام ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثانى مع حياة الخضر عليه السلام، وعن الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، أنه قال بينما أنا أطوف بالبيت إذا رجل متعلق بأستار الكعبه وهو يقول يا من لا يشغله سمع عن سمع، يا من تغلطه المسائل، يا من لا يتبرم بإلحاح الملحين، أذقنى برد عفوك، وحلاوة رحمتك، قلت يا عبد الله أعد الكلام قال أو سمعته؟ قلت نعم، قال والذى نفس الخضر بيده، وكان الخضر هو، ولا يقولهن عبد دبر الصلوات المكتوبه إلا غفرت ذنوبه، وإن كانت مثل رمل عاجل وعدد المطر، وورق الشجر” ولكن قيل إن كون هذا الأثر موجود في موضوعات ابن الجوزي دليل على ضعفه ووضعه، وهناك أدلة أخرى على ضعف هذا الدعاء المنسوب لسيدنا الخضر عليه السلام، منها أنه ذكر المحدّث ابن حجر العسقلاني رحمه الله هذا الحديث في كتابه.
فتح الباري شرح صحيح البخاري وقال عنه “أخرجه ابن عساكر من وجهين في كل منهما ضعف” عدم وجود دعاء سيدنا الخضر عليه السلام في كتب السنة المشهورة، وما يترتب عليه من هذا الثواب الجزيل لا يُناسب أن تخلو منه كتب الحديث وموسوعاته، فقد كان علماء السنة حريصين على نفع الأمة، ولم يغفلوا أيا من الآثار والأحاديث التي فيها خير وثواب ولم يذكروها في كتبهم، ومن الأدلة التي يستدل بها علماء مصطلح الحديث على كون الحديث موضوعا كونه مشتمل على الثواب الكثير مقابل العمل القليل، وهذا مما ذكره وأِشار إليه الإمام السيوطي رحمه الله في ألفيته في مصطلح الحديث، أدعية أدبار الصلوات تم الحديث عن دعاء سيدنا الخضر عليه السلام والإشارة إلى ضعف هذا الدعاء وبيان الأدلة على ذلك.
ومن المُلاحظ أن هذا الدعاء قد ورد في إطار أدعية أدبار الصلوات، إلا أن الأذكار والأدعية الصحيحة المأثورة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، في هذا المجال تغني عن اللجوء إلى الأدعية الضعيفة والموضوعة، وقيل إنه حين توفي النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وبينما اجتمع الناس في بيته قبيل دفنه، إذا بصوت ينادي ولا يشاهد الحاضرون صاحبه، معزيا الحاضرين ويعظهم، فارتبك الناس، فطمأنهم علي بن أبي طالب وقال إن الصوت الذي يسمعونه هو صوت الخضر، وما سبق هو رواية متداولة في كتب التراث الإسلامي، منها البداية والنهاية لابن كثير، ويؤمن المتصوفة بمغزاها، وهو أن العبد الصالح الذي ذكر القرآن الكريم أن الله تعالى أرسله لنبيه موسى عليه السلام ليعلمه ويعطيه درسا في التواضع، ظل باقيا.
حتى بعثة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بل حيّا إلى يومنا ولن يموت حتى يوم القيامة، في استثناء لقوانين الموت والحياة، ليظهر للصالحين فيعظهم وينقذهم من المهالك، ويباركهم، بل ويبشر البعض منهم بالمُلك، كعمر بن عبد العزيز، ثم يختفي، وإن المصادر تنقل عن المؤمنين بخلود الخضر قصصا وحكايات لا حصر لها، عن لقاءاته بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والصحابة وحشود من المتصوفة، ومن لقاءات النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة بالخضر، قد ذكر ابن حجر العسقلاني في كتابه “الزهر النضر في حال الخضر” أن النبي صلى الله عليه وسلم، خرج في ليلة ومعه الصحابي أنس ابن مالك، وبينما يمشيان سمعا صوت رجل يقول “اللهم ارزقني شوق الصالحين إلى ما شوّقتهم إليه” فرد النبي صلى الله عليه وسلم.
على صاحب الصوت “لو أضاف أختها إليه؟” فرد الرجل “اللهم تعينني بما ينجيني مما خوّفتني منه” فقال النبي صلى الله عليه وسلم “وجبت ورب الكعبة” وطلب من أنس بن مالك الذهاب للرجل ويطلب منه أن يدعو له أى النبي صلى الله عليه وسلم، بالعون على تبليغ رسالته وأن تصدّقه أمته، فذهب أنس بن مالك لمكان الصوت فوجد رجلا، وأبلغه بما طلب النبي صلى الله عليه وسلم، فسأل الرجل أنس بن مالك عن اسمه، فرفض الرد عليه، فرفض الرجل أن يدعوا للنبي صلى الله عليه وسلم، فعاد أنس بن مالك رضى الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبره، فأمره أن يخبر الرجل عن هويته، ففعل ذلك أنس، وحينها قال له الرجل مرحبا برسول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ودعا له، وقال اقرأه مني السلام، وقل له أنا أخوك الخضر، وأنا كنت أحق أن آتيك.