نبى الله هارون علية السلام ” جزء 9″

الدكرورى يكتب عن نبى الله هارون علية السلام ” جزء 9″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبى الله هارون علية السلام ” جزء 9″

ونكمل الجزء التاسع مع نبى الله هارون علية السلام، ولذلك قال موسى في سبب الطلب وهو أشدد به أزرى، أى قوتي وظهري، وأشركه فى أمرى ويعنى في النبوة، فتجعله معي رسولا أيضا فأستشير به واستأنس ويكون له وحي أيضا يسدده فيعاونني بذلك، وإنه مع قوة نبى الله موسى إلا أنه احتاج إلى مساعد، وهكذا فيجب أنه لا يغتر الإنسان بقوته ولا يكون معجبا بنفسه، وهذا العمل في الفهم والعلم والدعوة والصبر على الأذى فيها يحتاج إلى شخصيات عظيمة، وهكذا فلا يغتر الإنسان بقوته ولا يكون معجباً بنفسه، وهذا العمل في الفهم والعلم والدعوة والصبر على الأذى فيها يحتاج إلى شخصيات عظيمة، ولذلك كان نبى الله هارون هو الساعد الأيمن لموسى عليهما السلام ولما استخلف النبي صلى الله عليه وسلم.

الإمام علي بن أبى طالب على المدينة لما خرج بالجيش إلى تبوك، وقال الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه، للنبي صلى الله عليه وسلم، متألما أتخلفني في الصبيان والنساء يعني أنت تذهب مع أصحابك في هذه المهمة الشريفة، في الجهاد لمواجهة هذا العدو الخطير وهو الروم، وأنا أبقى مع النساء والصبيان؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم، مبينا المهمة العظيمة التي سيقوم بها الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه في غياب النبي صلى الله عليه وسلم، عن المدينة ” ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي” فيالها من منقبة عظيمة للإمام على رضى الله عنه ويا لها من منزلة شريفة لابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يكون من نبينا بمنزلة هارون من موسى.

وقد كان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضى الله عنهما هما الوزيران الملازمان للنبي صلى الله عليه وسلم، وإن نبى الله موسى لم يستأثر بأعلى مقامات الدنيا النبوة بل إن نفسه سمحت وطلبت وأرادت وأحبت المشاركة وقليل من الناس من يحب أن يشاركه غيره في الخير فإن النفس تريد الاستئثار والتفرد، وتكره المشاركة والمنافسة، فأي نفس عظيمة هذه التي كانت بين جنبي نبى الله موسى ليطلب المشاركة في هذا الأمر العظيم وهو أشرف منصب على الإطلاق وهو منصب النبوة والرسالة كما قال الله تعالى فى سورة القصص “وربك يخلق ما يشاء ويختار” والله سبحانه وتعالى هو الذي بيده أمر النبوة وليس ذلك خاضعا لرغبة بشر أو طلبه، ولكن وافقت رغبة نبى الله موسى مشيئة الله واختياره، وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها.

“سمعت أعرابيا يقول أي أخ كان أنفع في الدنيا لأخيه؟ قالوا لا ندري، قال ” أنا والله أدري” موسى حين سأل النبوة لأخيه، فقال الجماعة صدق والله” وقال بعض السلف “ما شفع أحد في أحد شفاعة في الدنيا أعظم من شفاعة موسى في هارون أن يكون نبيا” وبعد أن أقام بنو إسرائيل في سيناء بعد الرحلة الطويلة من الدعوة الشاقة في المواجهة، أراد الله تعالى إنزال كتابه على موسى فواعده جبل الطور، فذهب موسى وترك أخاه هارون خليفة له في قومه، وأوصاه قائلا أخلفنى فى أهلى وقد اختصر الوصية بقوله ولا تتبع سبيل المفسدين، وهكذا المستخلف ينوب والوكيل يقوم بالمهام على فعل الأصلح وهذا فيه ملاك الأمر والقيام بمحور الإصلاح واجتناب المفسدين وسبيلهم، وهكذا ينبغي أن تكون النصيحة العظيمة والتذكير بالمهام قبل الانصراف.

ولما غاب موسى عن قومه وذهب لمناجاة ربه زين لهم السامري عبادة العجل فأطاعته الأغلبية، ولقد عاش بنو إسرائيل مع الكفرة الفراعنة وتطبعوا بطباع منهم، وتأثروا بصفات لهم، وكانوا أذلاء خانعين تحت قهرهم، وكانت النفوس الأبية تقودهم بين موسى وهارون وهما يتنقلان بين بيوت بني إسرائيل يصبّران القوم، كما أوصى الله تعالى موسى وهارون أن يتخذا ويتبوءا لقومهما من مصر بيوتا، وأن يجعلا البيوت قبلة لإقامة الصلاة، فلم يكن هنالك مساجد يسمح بإنشائها من قبل أولئك الفراعنة، فكان موسى وهارون يدوران بين بيوت بني إسرائيل، وما آمن لموسى إلا ذرية من قومه من ذوي الأسنان الحديثة على خوف إذ لم يكن الإيمان هنالك إيمانا آمنا، وإنما كان كما قال الله تبارك وتعالى كما جاء فى سورة يونس ” على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم”