الدكرورى يكتب عن أم حكيم بنت الحارث المخزومية “جزء1”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
أم حكيم بنت الحارث المخزومية “جزء1”
السيدة أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومية بنت أخي أبي جهل عمرو بن هشام المعادي للإسلام، وأبو جهل عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي الكناني، كان سيدا من سادات بني قريش من قبيلة كنانة وكان من أشد المعادين للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت كنيته أبو الحكم، ولكن أبو جهل كناه بها النبى صلى الله عليه وسلم، بعد أن كان يُكنى بأبي الحكم، وذلك لقتله امرأة عجوزا طعنا بالحرباء من قُبلها حتى الموت، بسبب جهرها بالإسلام، وهي سمية بنت خياط، وكان أبوه هو هشام بن المغيرة سيد بني مخزوم من كنانة في حرب الفجار ضد قبائل قيس عيلان.
وأم حكيم كانت أمها هى فاطمة بنت الوليد أخت سيف الله المسلول خالد بن الوليد، وهو خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي وهو صحابي وقائد عسكري مسلم، لقبه الرسول بسيف الله المسلول، واشتهر بحسن تخطيطه العسكري وبراعته في قيادة جيوش المسلمين في حروب الردة وفتح العراق والشام، في عهد خليفتي الرسول أبي بكر وعمر في غضون عدة سنوات، ويعد أحد قادة الجيوش القلائل في التاريخ الذين لم يهزموا في معركة طوال حياتهم، فهو لم يهزم في أكثر من مائة معركة أمام قوات متفوقة عدديا من الإمبراطورية الرومية البيزنطية والإمبراطورية الساسانية الفارسية وحلفائهم.
بالإضافة إلى العديد من القبائل العربية الأخرى، وقد اشتهر خالد بانتصاراته الحاسمة في معارك اليمامة وأليس والفراض، وتكتيكاته التي استخدمها في معركتي الولجة واليرموك، وقد لعب خالد بن الوليد دورا حيويا في انتصار قريش على قوات المسلمين في غزوة أحد قبل إسلامه، كما شارك ضمن صفوف الأحزاب في غزوة الخندق، ومع ذلك، اعتنق خالد الدين الإسلامي بعد صلح الحديبية، وشارك في حملات مختلفة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، أهمها غزوة مؤتة وفتح مكة، وهو في أوج انتصاراته العسكرية، عزله الخليفة عمر بن الخطاب من قيادة الجيوش لأنه خاف أن يفتتن الناس به.
فصار خالد بن الوليد في جيش الصحابي أبو عبيدة عامر بن الجراح وأحد مقدميه، ثم انتقل إلى حمص حيث عاش لأقل من أربع سنوات حتى وفاته ودفنه بها، وأخوتها مالك بن الحارث، وهو شهاب المخزومي هو مالك بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة المخزومي القرشي، وهو أخو أم حكيم، وعبد الرحمن ابنا الحارث بن هشام وابن عمهم هو الصحابي عكرمة بن أبي جهل بن هشام وهو زوج أم حكيم، وقد خرج مع أبيه لفتح الشام في عهد أبي بكر الصديق، وقتل أبوه في فتح دمشق، فأقامه عمر بن الخطاب في حوران واستوطن في قرية شهبا.
وصد الغسانيين النصارى عن حوارن، واستمر حتى وفاته، ودامت ولايته ثلاثون سنة، وهو جد الأمراء الشهابيين في لبنان، وكانت أم حكيم زوجة لرجل هو من أشد الرجال كرها وبُغضا لدين الله عز وجل، ومن أكثرهم حقدا وحنقا على النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت زوجة عكرمة بن أبي جهل، ذلك الشاب الذي طالما خاض المسيراتِ الكبيرة ضد المسلمين، وشارك بخيله ورجله في معارك كان الهدف منها استئصال شأفة الموحدين، ودفع أموالا هائلة، وأنفق نفقات طائلة في سبيل كسر وإضعاف شوكة المؤمنين.
وكانت أم حكيم عمة التابعي أبو بكر بن عبد الرحمن، وكانت أم حكيم تتمتع بعقل ثاقب وحكمة نادرة زوجها أبوها الحارث في الجاهلية من ابن عمها عكرمة بن أبي جهل وهو من النفر الذين اعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن اهدار دمهم فلما انتصر المسلمون وتم فتح مكة هرب عكرمه إلى اليمن وهو يعلم ماتوعده من رسول الله، ودخل الناس في دين الله أفواجا واسلم الحارث بن هشام وأسلمت ابنته أم حكيم فحسن إسلامها وكانت من اللاتي بايعن النبي صلى الله عليه وسلم وشعرت أم حكيم بحلاوة الإيمان تملأ كيانها فتمنت أن يذوق حلاوة الإيمان ولذتها احب الناس إليها، واقربهم إلى نفسها زوجها عكرمة بن أبي جهل، وقادتها حكمتها وعقلها إلى الذهاب إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم تطلب الامان لزوجها إذا عاد مسلما.