نبي الله لوط عليه السلام ” جزء 7″

الدكرورى يكتب عن نبي الله لوط عليه السلام ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبي الله لوط عليه السلام ” جزء 7″

ونكمل الجزء السابع مع نبي الله لوط عليه السلام، وفي ذلك آية على قدرة الله تعالى وعظمته، وعزته وانتقامه، ممن خالف أمره، وكذب رسله، واتبع هواه، وإن ديار قوم لوط عليه السلام ليست ببعيدة وستبقى بحيرة قوم لوط عليه السلام عبرة للظالمين، أينما وجدوا، وحيثما كانوا، وإن من أبشع أنواع الحماقة أن يغفل الناس عن قدرة الله عز وجل، وشدة بطشه، ويركنوا إلى حولهم وقوتهم، وعلينا أن نتذكر أن الله جلت قدرته الذي أهلك قوم لوط عليه السلام بثوان معدودات، قادر سبحانه على إهلاك وتمزيق كل مجتمع، لا يهتدي بهديه مهما قويت شوكتهم، وكثر عددهم، وتزايد بطشهم، وهكذا فإن في قصة لوط عليه السلام، فيها استهجان واضح لجريمة اللواط، ووعيد من الله بالعذاب الشديد لمرتكبها في الدنيا والآخرة، وإن اللواط من أقبح وأشنع الفواحش.

فهو يدل على فساد ومرض في المزاج الإنساني، خطره جسيم على المجتمع الذي ينتشر فيه، إنه انحدار بالإنسان إلى ما دون الحيوانية البهيمية، وقد ذم الله عز وجل هذه الفعلة، بعدة صفات ذميمة في كتابه، وصف صاحبها بالعدوان أي متعدون على حدود الشريعة الإلهية، ووصفهم كذلك بالجهل، ووصفهم كذلك بالإسراف أي مسرفون في الشهوات، ومتجاوزون الحدود التي رسمها الله لعباده، وإننا عندما نجد استنكار القرآن الكريم لهذه الفاحشة، بهذه الصورة، ثم نسمع ونرى أن الإنسان المتمدن في الثلث الأخير من القرن العشرين، بدأ يزاول هذه الفاحشة علنا، في معظم الدول الأوربية، معللا ذلك بالتقدم والتحضر، وبالحرية الشخصية، فلا ندري ماذا نقول عن هذا التحضر والتقدم؟ وإنه من العجيب أنك ترى كثيرا من المسلمين من يُعجب ويقتدي بحياة الغرب.

وتخدعه وتبهره ما يشاهده من ظاهر واقعهم لأنه لا يعلم أنها مناظر جذابة، مغلف بمعتقد وتصور فاسد، وإن بوادر هذه الظاهرة بل الظاهرة نفسها، قد تسربت إلى بلادنا، وأخذ اللواط ينتشر بين أبناء المسلمين بشكل يهدد المجتمع، فالله الله في أولادكم، تفقدوهم، وراقبوهم، ولا بد أن تعلم أيها الأب مع من يسير ولدك؟ ومن يصاحب؟ وعسى أن يسلم بعد كل هذا، من آثار هذه الفاحشة، لأن عاقبتها وخيمة، إنها الخزي والعار في الدنيا والآخرة، وليس بيننا وبين الله نسب ولا قرابة، وإن لم نتدارك أنفسنا ونمنع الفاحشة من مجتمعنا، سيحل بنا ما حل بقوم لوط من الدمار والهلاك، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أذن لأمته أن تحدث عن بني إسرائيل، ونهاهم عن تصديقهم وتكذيبهم، خوف أن يصدقوا بباطل، أو يكذبوا بحق.

ومن المعلوم أن ما يروى عن بني إسرائيل من الأخبار المعروفة بالإسرائيليات له ثلاث حالات في واحدة منها يجب تصديقه، وهي ما إذا دل الكتاب أو السنة الثابتة على صدقه، وفي واحدة يجب تكذيبه، وهي ما إذا دل القرآن أو السنة أيضا على كذبه، وفي الثالثة، لا يجوز التكذيب ولا التصديق، كما في الحديث وهو ما إذا لم يثبت في كتاب ولا سنة صدقه ولا كذبه، وقيل أن لوط اسم غير عربى، وقومه كذلك غير عرب، مثل نوح وإبراهيم عليهما السلام، وكلها أسماء أعجمية رغم ورودها في القرآن الكريم ولا تتعارض عربية لغة القرآن مع وجود أسماء أعلام أعجمية فيه مترجمة إلى العربية، ومكتوبة بحروفها وأنه مصروف وإن كان أعجميا لكونه اسما ثلاثيا ساكن الوسط مثل إسم نوح، واشتق الناس من لفظ اسمه فعلا من فعل، فِعل الفاحشة.

أي فاحشة قوم لوط، ولكنه اشتق من لفظ لوط الناهي عن ذلك لا من لفظ المتعاطي له، وأما عن الرأي الثاني يتفق مع الرأي الأول، وهو أن لوط اسم أعجمي، ولكن لفظة اللواط ليست مشتقة من الاسم الأعجمي لوط، بل، هي كلمة عربية مشتقة لها صور متعددة، فهي من لاط الشيء وكذلك فإن تلك اللفظة اللواط تأتي بمعنى التصق أيضا فنقول لطت الحوض لوطا، وإن أمددته بالطين، أي طيَّنته بالطين، وعلى النقيض، يعتقد البعض أن اسم لوط بذاته هو اسم عربي وأنه سمي لوطا لأن حبه لاط بقلب إبراهيم، أي تعلق به ولصق، ويري البعض أن الرأي الأخير واضح ضعفه ولبسه، فالظن بكون اللفظة لواط مشتقة من الاسم لوط والربط بينهما لكون الفاحشة ظهرت في قوم لوط هو ربط غير سليم، فالكلمتين ليستا من أصل واحد لأن لوط اسم علم أجنبي غير عربي أصلا.