نبي الله لوط عليه السلام ” جزء 10″

الدكرورى يكتب عن نبي الله لوط عليه السلام ” جزء 10″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

نبي الله لوط عليه السلام ” جزء 10″

ونكمل الجزء العاشر مع نبي الله لوط عليه السلام، ويُقال بأن البحر الميت حدث من الزلزال الذي جعل عاليها سافلها، وصارت أخفض من سطح البحر بنحو أربعمائة متر، وأنه تم اكتشاف آثار مدن قوم لوط على حافة البحر الميت، وكما يُعتقد أن بأن المكان الذي عاش فيه قوم لوط عليه السلام ما زال موجودا، وهو عبارة عما يحيط بـبحيرة مغلقة تقع على الحدود بين المملكة الأردنية الهاشمية شرقا، وفلسطين غربا، وقد عُرف عبر التاريخ بأسماء مختلفة، فعند اليهود عرف بإسم بحر الملح، وعند الرومان قد عرف بإسم بحر الأسفلت، وعند الإغريق عرف بإسم البحر الميت، أما عند العرب، فهو بحيرة لوط عليه السلام، وقد ورد ذكر لوط في القرآن الكريم سبعه وعشرين مرة وفي مواضع متفرقة من القرآن الكريم.

وقد ورد معظمها في الأغلب في سياق سلسلة الأنبياء المتعاقبين وهم نوح، هود، صالح، وشعيب عليهم جميعا الصلاة والسلام، وقد ذكر العلماء أن هؤلاء الأنبياء يمثلون الدورة المبكرة للنبوة كما هو موجود في القرآن الكريم، وتتبع هذه الروايات عادة أنماطا متشابهةً حيث يتم إرسال نبي إلى مجتمع، لا يهتم المجتمع لتحذيراته بل يهدده بالعقاب، فيطلب الله تعالى من النبي أن يترك المجتمع ويدمر أهله فيما بعد، وملامح القصة تختلف من سورة لسورة، لكنها كلها تقريبا تشمل نفس المواضيع العامة، وهي بيان انحراف قومه وشذوذهم، وكذلك دعوته إياهم للطهارة والعفة من تلك الأفعال القبيحة المنكرة، وأخيرا بيان رفضهم لتلك الدعوة وإنزال العذاب بهم، وتتكرر هذه الحالة في ثماني مرات، ففي سورة الأعراف تحدثت فيها الآيات.

عن إنكار لوط على قومه إتيانهم الذكران من دون النساء، وقد أتبع ذلك ردهم عليه بالمطالبة بإخراجه فقط لأنهم يتطهرون، وقد حكت بعد ذلك الآيات تدمير القوم المسرفين وإنجاء الله لنبيه لوط عليه السلام وأهله والمؤمنين الذين معه، وفي سورة هود قد تذكر الآيات بعضا من ملامح أخرى من قصة لوط متقاطعة مع قصة نبى الله إبراهيم عليه السلام، وتوضح الآيات أيضا حلول الملائكة ضيوفا على إبراهيم وهو لا يعرفهم، وإخبارهم له أنهم ذاهبون للتدمير النهائي لقرية أهل لوط، وحينها، جادل نبى الله إبراهيم عليه السلام معهم لتأخير التدمير لعل قوم لوط يؤمنوا، وامتدح الله تعالى خليله إبراهيم ونعته بالحلم والأوه والإنابة، ثم عاتبه بشكل لطيف مخبرا إياه أن الأمر قد آن أوانه وأنه لا يرد عنهم العذاب ثم أخبرت الآيات عن مجيء الملائكة.

إلى لوط في صورة رجال حسان، وأنه ضاق بهم لما يعلمه من شذوذ قومه وظنه أنه سيأتون ليأخذوا ضيوفه ثم واجههم لوط عليه السلام ودافع عن ضيوفه وقد أعلمته الملائكة بعد ذلك أنهم ملائكة من عند الله تعالى وأنه يجب أن يسري بأهله المؤمنين ليلا لأنه على وقت الفجر، سينزل عليهم العذاب وسيتم تدميرهم بقلب قراهم ورميهم بحجارة من سجيل، وفي سورة الحجر كذلك، اتصلت قصة نبى الله لوط عليه السلام مع قصة نبى الله إبراهيم عليه السلام وذلك في سياق ذي آيات أقصر، ومرة أخرى، تحاور الملائكة إبراهيم عليه السلام، حيث استنكرهم إبراهيم عليه السلام بادئ الأمر ثم لما علم شأنهم، سألهم عن مهمتهم، فأخبروه أن الله تعالى أرسلهم لتدمير المجرمين وهم قوم لوط عليه السلام وذكرت الآيات بعد ذلك وصول الملائكة.

إلى لوط عليه السلام، وكذلك طلبهم أن يسري بأهله ليلا لأن الدمار واقع بقومه عند الصبح، وأيضا هجوم قومه يريدون اللواط مع ضيوفه، ودفاع لوط عنهم ثم أخيرا، وتشنيع لهم ثم الصيحة بهم وقت الشروق وتدميرهم بيوتهم وترك مواقعهم وآثارهم لمن طلب علامات أو عبر، وفي سورة الشعراء، تحدثت السورة بشكل متسارع عن دعوة لوط عليه السلام قومه للتقوى وترك إتيان الذكران وتوبيخهم على ترك ما خلق الله من الأزواج، مقررا ومنكرا عدوانهم وطغيانهم، فهدده قومه بعد ذلك بإخراجه، فأنذرهم وتبرأ من عملهم، ثم أتى تدمير القرية بمطر السوء مع الإشارة بوضوح إلى ترك الآية والعبرة للاتعاظ لمن بعدهم، وفي سورة النمل، وبشكل موجز تمثَل في خمس آيات وقد ذكرت تلك الآيات إنكار لوط على قومه الشذوذ معرضا بشكل صريح بعدم إعمال عقولهم وبجهلهم.