الدكرورى يكتب عن نبي الله لوط عليه السلام ” جزء 11″
بقلم / محمـــد الدكـــروري
نبي الله لوط عليه السلام ” جزء 11″
ونكمل الجزء الحادي عشر مع نبي الله لوط عليه السلام، وقد ذكرت تلك الآيات إنكار لوط على قومه الشذوذ معرضا بشكل صريح بعدم إعمال عقولهم وبجهلهم، ومرة أخرى، يهددون بإخراجه هو وأهله من القرية فقط لأنهم يحبون التطهر، ثم حكت الآيتان التاليتين إنجاءه هو وأهله إلا امرأته العجوز، فقد أهلكت مع من أهلك بالمطر المهلك، وفي سورة العنكبوت، قد تداخلت قصة لوط عليه السلام مجددا مع قصة إبراهيم عليه السلام، ويقرر لوط عليه السلام في السورة كما في الأعراف أن تلك العادة القبيحة المستنكرة وهو إتيان الذكران لم يسبقهم لها أحد من قبل، وينهاهم فيها عنها وكذلك ينكر عليهم بعض جرائمهم الأخرى، ومنها قطع الطريق وإتيان المنكرات في أنديتهم ثم ذكرت القصة أنهم كذبوه وطلبوا العذاب واستعجلوه في استهزاء واستخفاف.
وهنا يدعوا لوط عليه السلام ربه بالنجاة من هؤلاء الفسدة، في حين كانت الملائكة تحدث إبراهيم عليه السلام في تدمير قوم لوط وهنا أبدى إبراهيم عليه السلام قلقه على لوط عليه السلام لكن الملائكة طمأنته بإخباه بإنجاء لوط عليه السلام وأهله مع المؤمنين، وأخبرت الآيات التي تلي ذلك عن ضيق لوط الشديد لما أتته الملائكة وأعلمته بإهلاكهم بسبب فسقهم وفجورهم، ومرة أخرى تنبه الآية الأخيرة على ترك آية لمن يُعمل عقل ومن يتعظ بعدهم، كما تقَرَّر في السورة أيضا وقبل أي شيء إيمان لوط بإبراهيم وهجرته معه، وفي سورة الصافات تتحدث الآيات عن إنجاء الله للوط وأهله المؤمنين وتدمير قومه الكافرين، في إجلاء للصورة التباينية كذلك، فقد لفتت نظر العرب الذين بمرون على ديارهم أثناء سفرهم للتجارة، ودعوتهم للاعتبار.
وفي سورة القمر وردت الآيات متحدثةً عن تكذيب قوم لوط عليه السلام، وتعذيب الله لهم، وكذلك إنجائه لوطا وأتباعه، وأيضا، تذكر مراودة قومه له عن ضيوفه، مع وجود عذاب وقتي حل بهم، وهو طمس الأعين، في سورة التوبة إشارة ضمنية في إحدى الآيات إلى تدمير قرى قوم لوط، وجاءت بلفظ المؤتفكات، وفي سورة الفرقان قد لُمِّح إلى قريتهم التي أمطرت مطر السوء، مع لوم واضح لمشركي مكة العرب الذين لم يتعظوا أو يأخذوا عبرا من ذلك مع مرورهم على مساكنهم، وفي سورة الأنبياء قد أشير إلى لوط، وكذلك إلى نجاته من التي كانت تعمل الخبائث، وفي سورة الذاريات قد أشارت الآيات إلى لوط وإلى قومه دون أن تسميهم ألبتة، ولكن يُفهم من سؤال إبراهيم عليه السلام عن مهمة الملائكة وإبلاغهم له أنهم سيدمرون قرية مسرفة.
ليس فيها إلا بيت واحد من المسلمين المؤمنين، يُفهم أنهم متوجهون إلى قرية لوط لإهلاك قومه وإنجاء لوط وأهله وفي سورة النجم، إشارة أخرى إلى المؤتفكة التي أهوى به الله وغشَّاها من العذاب نصيبها التي تستحق، وأخيرا، فقد ذكر اسم لوط عليه السلام في سورة التحريم، ولكن ليس بشخصه، إنما ذكرت امرأة لوط مع امراة نوح كمثل للمرأة الكافرة، ومشيرة إلى أن الفاسد فاسد، وأن هلاكه حتمي، ولا ينفعه في ذلك الزواج أو الاقتران عموما أو القرابة بشخص صالح، ويقول المولى عز وجل فى كتابه العزيز فى سورة يوسف “نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين” ومن يتدبر آيات القرآن الكريم يرى أنها اشتملت على قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، مثل قصة آدم ونوح وصالح وإبراهيم عليهم السلام وغيرهم الكثير.