الدكرورى يكتب عن سبل الحفاظ علي الأسرة ” جزء 10″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
سبل الحفاظ علي الأسرة ” جزء 10″
ونكمل الجزء العاشر مع سبل الحفاظ علي الأسرة،وكذلك الغفلة عما يشاهده الأبناء في التلفاز وقنواته الفضائية على اختلافها أو الانترنت وما تحويه من مواقع أو ما يقرؤوه أو يسمعوه من الوسائل الإعلامية المختلفة، وكذلك من الأسباب أيضا هو العهد للخادمات والمربيات بتربية الأبناء وهذا أمر خطير خاصة إذا كانت المربية كافرة فذلك مدعاة لانحراف الأبناء وفساد عقائدهم وأخلاقهم، وأيضا احتقار الأبناء وقلة تشجيعهم ولذلك مظاهر عدة منها إسكاتهم إذا تحدثوا، والسخرية بهم وبحديثهم مما يجعل الابن عديم الثقة بنفسه، قليل الجرأة في الكلام والتعبير عن رأيه، والتشنيع بهم إذا أخطئوا أو لمزهم إذا أخفقوا في موقف أو تعثروا في مناسبة مما يولد لديهم الخجل والهزيمة، وازدرائهم إذا استقاموا فتجد من الوالدين من يحتقر أبنائهم إذا رأوا منهم تقى أو صلاحا.
واستقامة أو اتهام الأبناء بالتزمت والتشدد فى الدين والوسوسة مما يجعلهم يضلون وعلى أعقابهم ينكصون فيصبحون بعد ذلك عالة على والديهم، وأيضا تربيتهم على عدم تحمل المسؤولية، إما لإراحتهم أو لعدم الثقة بهم أو لعدم إدراك أهمية هذا الأمر، وكذلك قلة الاهتمام بتعليم أبنائهم سواء ما يتعلق بالتعاون مع مدارسهم ومتابعة مستوى أبنائهم التعليمي ومدى التزامهم، أو ما يتعلق باختيار مدارسهم، وبعد ذكر بعض الأمثلة لواقع الأبناء وواقع الوالدين ربما يتساءل الواحد منا وما الحل أو المخرج من هذا المأزق ؟ وهو أن من السبل المعينة على حسن تربية الأبناء هو صلاح الأبوين ومن ذلك العناية باختيار الزوجة الصالحة، و سؤال الله الذرية الصالحة فهو دأب الأنبياء والمرسلين والصالحين، والإخلاص والاجتهاد في تربية الأبناء والاستعانة بالله عز وجل فى ذلك.
وهو منهج الخليل إبراهيم عليه السلام وامرأة عمران، وإعانة الأولاد على البر وحسن الخلق، والدعاء للأبناء وتجنب الدعاء عليهم فإن كانوا صالحين دعا لهم بالثبات والمزيد، وإن كانوا طالحين دعا لهم بالهداية والتسديد، وأيضا غرس الإيمان والعقيدة الصحيحة والقيم الحميدة والأخلاق الكريمة في نفوس الأبناء وخير مصدر لذلك هو القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وسيرة السلف الصالح، وتجنيبهم الأخلاق الرذيلة وتقبيحها في نفوسهم، فيكره الوالدان لأبنائهم الكذب والخيانة والحسد والحقد والغيبة والنميمة وعقوق الوالدين وقطيعة الأرحام والأثرة ولكسل والتخاذل وغيرها من سفاسف الأخلاق والأفعال حتى ينشأوا مبغضين لها نافرين منها، تعليمهم الأمور المستحسنة وتدريبهم عليها مثل تشميت العاطس، وكتمان التثاؤب والأكل باليمين.
وآداب قضاء الحاجة وآداب السلام ورده وآداب استقبال الضيوف والتعاون والبحث عن المعرفة، فإذا تدرب الأبناء على هذه الآداب والأخلاق والأمور المستحسنة منذ الصغر، ألفوها وأصبحت سجية لهم في سني عمرهم القادمة، وأيضا الحرص على تحفيظهم كتاب الله، وتحصينهم بالأذكار الشرعية وتعليمهم إياها واصطحابهم إلى مجالس الذكر والمحاضرات الدينية التي تقام في المسجد وغيرها وربطهم في ذلك بالسلف الصالح حتى يقتدوا بهم ويسيروا على خطاهم، والحرص على تعليمهم بالقدوة فلا يسلك الوالدان أو أحدهما مسلكا يناقض ما يعلمهم ويحثهم عليه لأن ذلك يجعل جهودهم لا تحقق ثمارها ويفقد نصائحهم أثرها، وأيضا تنمية الجرأة الأدبية وزرع الثقة في نفوس الأبناء وتعويدهم على التعبير عن آرائهم حتى يعيش كل منهم كريما شجاعا في حدود الأدب واللياقة.
فيا أيها الأب إن أولادك من ذكور وإناث بأمس الحاجة إلى دعوات منك إلى الله أن يهديهم صراطه المستقيم، فالجأ إلى فاطر الأرض والسموات، وادعه آناء الليل وأطراف النهار أن يصلح لك عقبك، وأن يعيذهم من مكائد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظهم بالإسلام، ويرزقهم الثبات والاستقامة عليه، فتلك قرة أعين المؤمنين، فالآباء يوم القيامة قد تعلو منزلتهم وإن ضعفت بأعمالهم، إكراما من الله للأبناء الصالحين، وقد يرفع الله منزلة الأبناء إكراما للآباء الصالحين إذا كان الإيمان جامعا للجميع، فأولادك بأمس الحاجة إلى دعائك، وبأمس الحاجة إلى رعايتك، لتربهم تربية صالحة، يسعدون بها فى حياتهم وآخرتهم، وتسعد أنت أيضا بذلك، ومع دعاء الله، ومع الالتجاء إلى الله، ومع التضرع بين يدي الله، فاعلم أيها الأب الكريم، واعلمي أيتها الأم الطيبة، أن تربيةَ الأولاد وصلاحهم واستقامتهم، بعد إرادة الله، متوقف على حركات وسكنات الأبوين، على أقوالهم وأفعالهم.