نبي الله داود عليه السلام ” جزء 23″

الدكرورى يكتب عن نبي الله داود عليه السلام ” جزء 23″

بقلم / محمـــد الدكـــــرورى

نبي الله داود عليه السلام ” جزء 23″

ونكمل الجزء الثالث والعشرون مع نبي الله داود عليه السلام، وأما عن ” راعوث ” فهي أحد شخصيات الكتاب المقدس وهي الشخصية الرئيسية في سفر راعوث، وهو أول سفر مسمى باسم إمراة نظرا للرتبة الفائقة التي وصلت إليها راعوث، وهى تذكر في إنجيل متى كأحد أسلاف يسوع وهي امرأة موآبية وهي أيضا زوجة بوعز جد أب الملك داوود، وهذه الأحداث قد وقعت خلال حكم القضاة، إن أليمالك مع زوجته نعمي وإبنيه محلون وكيلون وهم يهود من سبط يهوذا يقطنون في بيت لحم، قد هاجروا بنتيجة القحط ضرب بني إسرائيل إلى أرض موآب التي تقع إلى الجنوب في البحر الميت ويبدو أن مكوثهم قد طال بحيث توفي أليمالك وتزوج ابنهما محلون وكليون من نساء موآبيات.

هما عرفة وراعوث وقد استمر زواجهما عشر سنوات، ثم مات محلون وكليون فقررت نعمي العودة إلى بيت لحم لأنها سمعت أن القحط والمجاعة قد زالا من أرض يهوذا، فرافقتها كنتاها وخلال الطريق قالت نعمي لكنتيها اذهبا وإرجعا كل واحدة إلى بيت أمها وليصنع لكما الرب معكما إحسانا كما صنعتما بالموتى وبي، وليعطيكما الرب أن تجدا الراحة كل واحدة في بيت رجلها، لكن راعوث ونعمة رفضتا ذلك في البداية فأصرت نعمي، أرجعا يا بنتيّ، لماذا تذهبان معي؟ هل في أحشائي بنون ليكون لكما رجالا؟ عندها عادت عرفة ولكن راعوث رفضت وأصرت على البقاء مع حماتها، وقالت لها لا تلحي عليّ أن أتركك وأرجع عنك، لأنه حيثما ذهبتي أذهب، وحيثما بتي أبيت.

شعبك شعبي وإلهك إلهي، فوافقت نعمي على اصطحاب راعوث معها، وعندما دخلت إلى بيت لحم تحركت واستغربت المدينة كلها بسبب عودتها لأن الكل توقع أن تدخل نعمى بأولادها وزوجها وأحفادها ومعها خيرات كثيرة ولكنها رجعت فارغة تماما فهي توفي لها أبنائها وزوجها فأخذت نعمي تندب حظها، قالت لهم لا تدعوني نعمي، بل أدعوني مرة لأن القدير قد أمرني جدا، إني ذهبت ممتلئة وأرجعني الرب فارغة لماذا تدعونني نعمي والرب قد أذلني والقدير قد كسرني، وأما عن ” بوعز ” فكان على إثر استقرارها في بيت لحم طلبت راعوث من حماتها أن تذهب للعمل في حصاد الشعير، فاهتدت إلى حقل خاص لأحد أقارب حماتها نعمي اسمه بوعز.

وعندما عرف بوعز من هي طلب منها البقاء في الحقل والعمل دائما لديه، ثم أوصى سائر العمال والمشرفين عليهم بالاهتمام الخاص بها، إثر ذلك سقطت راعوث على وجهها وسجدت إلى الأرض، وقالت له كيف وجدت نعمة في عينيك حتى تنظر إليّ وأنا غريبة، فأجاب بوعز وقال لها إنني قد أخبرت بكل ما فعلت بحماتك بعد موت رجلك، حتى تركت أباك وأمك وأرض مولدك وسرت إلى شعب لم تعرفيه من قبل، وعندما عادت في المساء إلى حماتها وأخبرتها، تهللت نعمي للمرة الأولى وأخبرت راعوث أن بوعز هو الوليّ الثاني لهما، وعند نهاية موسم الحصاد، طلبت نعمي من راعوث أن تغتسل وتضع طيوبا على جسدها ثم تذهب إلى منزل بوعز وتضطجع عند قدميه.

ففعلت راعوث ما طلبت نعمي منها، وعندما سألها بوعز من أنت؟ كشفت له عن نفسها وطلبت منه الزواج بها، وفق الشريعة اليهودية، فامتدحها بوعز، ثم سأل وليها الأول الذي لا عنه شيءا أن يشتري حصة نعمي من الحقل وأخبره أن عليه الزواج من راعوث مع شراءه الحقل، وذلك وفق أحكام الشريعة اليهودية، التي تنص على زواج الأرملة من أقرب أقرباء زوجها الذكور ليستمر اسمه في الأرض، فرفض الولي ذلك وإذ ذاك انتقل الأمر إلى بوعز الذي تزوج راعوث واشترى الحقل، وعندما أخبر بوعز الشعب بذلك فرحوا فليجعل الرب المرأة الداخلة إلى بيتك كراحيل وليئة اللتين بنتا بيت إسرائيل، وراعوث قد حبلت من زوجها بوعز.