الدكرورى يكتب عن نبي الله داود عليه السلام ” جزء 24″
بقلم / محمـــد الدكـــــرورى
نبي الله داود عليه السلام ” جزء 24″
ونكمل الجزء الرابع والعشرون مع نبي الله داود عليه السلام، وراعوث قد حبلت من زوجها بوعز، في حين هنأت النساء في بيت لحم نعمي، لأن كنتك قد أحبتك، وهي غير لك من سبعة بنين، والولد الذي أنجبته راعوث هو عوبيد والد يسى والد الملك داود، ويؤمن المسيحيون أن راعوث هي رمز إلى كنيسة الأمم وخلاص غير اليهود في حين أن بوعز رمز ليسوع الذي هو المسيح، وفى القرآن الكريم قال الله تعالى في كتابه الكريم ” يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله، ونبي الله داود عليه السلام احد كبار انبياء بني اسرائيل، وقد كان حاكما لدولة كبيره.
وقد ورد ذكر مقامه العالي في عدة آيات من القرآن الكريم، ونبى الله داود عليه السلام الذي منحه الله قدرة واسعة، حتى ان الجبال والطيور كانت مسخرة له، ويسبحن معه حيث يقول تعالى “انا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق، والطير محشورة كل له اواب ” وإن من نعم الله عزوجل على نبيه داود عليه السلام ان سخر له بكل مجاميع الطيور كي تسبح الله معه ، وكذلك الجبال مسخرة لداود ومطيعة لاوامره وتسبح معه البارئ عزوجل، وتعود اليه “كل له اواب” اي كلها تعود الى داود بعدما ترتحل من اماكنها، وقد اراد الله عزوجل ان يواسي النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عندما آذاه المشركون وعبدة الاصنام في مكة والمدينه.
فضرب له الامثال وقال عزوجل ” اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داوود ذا الايد انه اواب ” فداود مع هذه القدرة العظيمة التي منحها اياه رب العالمين، لم يسلم من تجريح الآخرين، وفي هذا الكلام مواساة لخواطر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ان هذه المسالة لم تنحصر بك يا رسول الله فقط، وانما شاركك فيها كبار الانبياء عليهم السلام ايضا، وروي انه لما مات النبي طالوت، وكان اسمه شاول، ايضا، ملك داود على بني يهوذا، وكان لداود نسوة قد ولدن منه اولادا، واجتمعت بنو اسرائيل من الاسباط على تمليك داود فملكوه بعد سبع سنين ملكها على بني يهوذا خاصة، وهي بيت المقدس، وبنى بها منزلا، وتزوج النساء، فولد له بعد ان ملك اولاد كثيرين، وعز ملكه.
واعظمته بنو اسرائيل، وكان سليمان افضل ولده، واصبح نبيا بعد ابيه، وكان داود عليه السلام شجاعا وقاتل في معارك كثيرة وحروب قوية منها قتاله مع الحنفاء فهزمهم، وقاتل اهل مؤاب وهزمهم، وقاتل اد دازار ملك سوبا فهزمه، واخذ له الف مركب وسبعة آلاف من الخيل، وعندما اجتمع اهل الشام ودمشق ليقتلوا داود، فقتل منهم اثنين وعشرين الفا، واستحوذ على الارض، فكان اهل الشام جميعا عبيدا له، اما من حيث قدرته السياسية، فقد كانت حكومته قوية، ومستعدة دائما لمواجهة الاعداء بكل قوة واقتدار، حتى قيل ان الآلاف من جنده كانت تقف على اهبة الاستعداد من المساء حتى الصباح في اطراف محراب عبادته.