الدكرورى يكتب عن أمك ثم أمك ثم أمك ” جزء 7″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
أمك ثم أمك ثم أمك ” جزء 7″
ونكمل الجزء السابع مع أمك ثم أمك ثم أمك، وفي صحيح الترمذي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” رضا الرب من رضا الوالد، وسخطه الرب من سخط الوالد” وقال ابن عباس رضي الله عنهما ” ما من مسلم له والدان مسلمان يصبح إليهما محتسبا إلا فتح الله بابين يعني من الجنة وإن كان واحدا فواحد، وإن أغضب أحدهما لم يرضى الله عنه حتى يرضى عنه، قيل وإن ظلما؟ قال “وإن ظلما” وأما عن الموقف الشرعي من عيد الأم فإن الإسلام غني عما ابتدعه الآخرون سواء عيد الأم أو غيره، وفي تشريعاته من البر بالأمهات ما يغنى عن عيد الأم المبتدع، فقد قال العلماء أن العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد إما بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع، أو نحو ذلك فالعيد يجمع أمورا منها يوم عائد.
كيوم عيد الفطر ويوم الجمعة، ومنها الاجتماع في ذلك اليوم ومنها الأعمال التي يقام بها في ذلك اليوم من عبادات وعادات، وأن ما كان من ذلك مقصودا به التنسك والتقرب أو التعظيم كسبا للأجر، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو بدعة محدثة ممنوعة داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم ” من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ” رواه البخاري ومسلم، مثال ذلك الاحتفال بعيد مولد النبى وعيد الأم لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله، وكما في ذلك التشبه بالمشركين ونحوهم من الكفرة، ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار، وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال مثلا لمصلحة الأمة وضبط أمورها فهو من البدع العادية التى لا يشملها قوله صلى الله عليه وسلم ” من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ”
فلا حرج فيه بل يكون مشروعا، وقد قالوا أيضا أنه لا يجوز الاحتفال بما يسمى عيد الأم ولا نحوه من الأعياد المبتدعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ” وليس الاحتفال بعيد الأم من عمله صلى الله عليه وسلم ولا من عمل أصحابه رضى الله عنهم ولا من عمل سلف الأمة، وإنما هو بدعة وتشبه بالكفار، وقال الشيخ عبد العزيز بن باز، اطلعت على ما نشرته صحيفة الندوة تحت عنوان تكريم الأم وتكريم الأسرة، فألفيت الكاتب قد حبذ من بعض الوجوه ما ابتدعه الغرب من تخصيص يوم في السنة يحتفل فيه بالأم وأَورد عليه شيئا غفل عنه المفكرون في إحداث هذا اليوم، وهي ما ينال الأطفال الذين ابتلوا بفقد الأم من الكآبة والحزن حينما يرون زملائهم يحتفلون بتكريم أمهاتهم واقترح أن يكون الاحتفال للأسرة كلها.
واعتذر عن عدم مجيء الإسلام بهذا العيد، لأن الشريعة الإسلامية قد أوجبت تكريم الأم، ولقد أحسن الكاتب فيما اعتذر به عن الإسلام وفيما أورده من سيئة هذا العيد التي قد غفل عنها من أحدثه ولكنه لم يشر إلى ما في البدع من مخالفة صريح النصوص الواردة عن النبي صلي الله عليه وسلم ولا إلى ما في ذلك من الأضرار ومشابهة المشركين والكفار فأردت بهذه الكلمة الوجيزة أن أنبه الكاتب وغيره على ما في هذه البدعة وغيرها مما أحدثه أعداء الإسلام والجاهلون به من البدع في الدين حتى شوهوا سمعته ونفروا الناس منه وحصل بسبب ذلك من اللبس والفرقة ما لا يعلم مدى ضرره وفساده إلا الله سبحانه، وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التحذير من المحدثات في الدين وعن مشابهة أعداء الله من اليهود.
والنصارى وغيرهم من المشركين مثل قوله صلى الله عليه وسلم ” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ” رواه البخارى ومسلم، وفي لفظ لمسلم” من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ” والمعنى فهو مردود على ما أحدثه وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة ” أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة “رواه مسلم، ولا ريب أن تخصيص يوم من السنة للاحتفال بتكريم الأم أو الأسرة من محدثات الأمور، التي لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته المرضيون، فوجب تركه وتحذير الناس منه، والاكتفاء بما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد سبق أن الكاتب أشار إلى أن الشريعة الإسلامية قد جاءت بتكريم الأم والتحريض على برها كل وقت.