عاجل: الأورومتوسطي “إسرائيل” تصعد إبادتها في غزة بهجمات هي “الأكثر فتكا”
أكد المرصد “الأورومتوسطي” لحقوق الإنسان، إن “إسرائيل” تصعد إبادتها الجماعية في قطاع غزة بهجوم هو “الأوسع والأكثر فتكا” منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/ شرين الأول 2023.
وأضاف المرصد (مقره جنيف)، في بيان أمس الجمعة: “إسرائيل تصعّد إبادتها الجماعية في غزة عبر واحدة من أوسع الهجمات وأكثرها فتكًا منذ بدء العدوان، من خلال ارتكاب المجازر واعتماد سياسة الأرض المحروقة والتدمير الشامل لما تبقّى من الأحياء والبنية التحتية”.
وأوضح أن “تصعيد الإبادة يأتي ضمن نهج إسرائيلي مستمر منذ أكثر من 19 شهرا يتسم بالقتل الجماعي، والتجويع، والتدمير المنهجي لمقومات الحياة، والاستهداف المتعمّد للمدنيين الفلسطينيين في منازلهم ومراكز الإيواء والمرافق الحيوية”.
وذكر المرصد، أن تلك السياسة تهدف إلى “إفناء المجتمع الفلسطيني في غزة ومحو أي إمكانية لعودته أو إعادة بنائه ومنع استمرار وجود السكان”.
وبيّن أن “إسرائيل” تمهد من خلال تلك الجرائم لفرض واقع استعماري بالقوة يقوم على محو السكان الأصليين، وتهيئة الأرض لضمها الفعلي إلى إسرائيل، في خرق خطير لأحكام القانون الدولي، بما في ذلك حظر ضم الأراضي بالقوة.
ووثق المرصد، وفق البيان، مقتل أكثر من 115 فلسطينيا في محافظة شمال غزة وحدها خلال أقل من 12 ساعة منذ فجر الجمعة إثر تدمير ما لا يقل عن 10 منازل في تل الزعتر بجباليا وحي السلاطين في بيت لاهيا (شمال قطاع غزة)، فوق رؤوس قاطنيها.
وأكد أن “أكثر من نصف الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض، بسبب عجز فرق الإنقاذ والدفاع المدني عن الوصول إليهم في ظل انعدام الإمكانيات”.
ولفت المرصد، إلى أن آليات الجيش استهدفت مدنيين أثناء محاولتهم الفرار بعد موجات القصف المتتالية، ما أسفر عن مقتل “10 أشخاص في منطقة الدوار الغربي في بيت لاهيا، و8 آخرين في عزبة عبد ربه بجباليا”.
ودعا المرصد المجتمع الدولي، إلى “التحرّك العاجل لوقف الإبادة الجماعية المستمرة، وفتح تحقيقات جديّة في الجرائم المرتكبة، والمباشرة بإجراءات فعالة والعمل على ضمان حماية المدنيين، وفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على إسرائيل بسبب انتهاكها المنهجي والخطير للقانون الدولي”.
وطالب “بإنشاء آلية دولية مستقلة لحفظ الأدلة المتعلقة بجريمة الإبادة في غزة، تتولى توثيق الأدلة الرقمية، وصور الأقمار الصناعية، وشهادات الضحايا والناجين، وحفظها لاستخدامها أمام الهيئات القضائية الدولية”.
وكثّفت “إسرائيل” خلال الأيام الأربعة الماضية وتيرة الإبادة الجماعية في قطاع غزة وارتكبت عشرات المجازر المروعة، وذلك بالتزامن مع جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة والتي وعد خلالها فلسطينيي غزة بـ”مستقبل أفضل وإنهاء الجوع”.
وجاء هذا التصعيد الدموي عقب تصديق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية “الكابينت” على توسيع عمليات الإبادة في القطاع، وتفعيل خطة عسكرية جديدة تحت اسم “عربات جدعون”، تتضمن حشد مزيد من قوات الاحتياط.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.
وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 173 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.