عندما كنت وزير
بقلم : المستشار أشرف عمر
عندما كنت وزير
تربيت منذ نعومة اظافري في العمل القانوني والاداري علي يد قياديين ووزراء كبار لمدة تجاوزت الثلاثون عاما
وتعلمت منهم الكثير من اهمها كيف تنظم طريقة التفكير ووقت الطرح والرد وطريق امتصاص غضب من هو امامك وطريقة استيعابة واحترام الناس ودراسة اي امر مطروح بموضوعية
مما اعطاني خبرة مبكرة في الاداء والتعامل القيادي
والحقيقة ان العمل مع الادارات العليا ينظر اليه الناس علي انه ميزة ولكني اري انه عمل مرهق ويمر فيه الشخص بضغوط نفسية وعصبية كثيرة ويومية بسبب ان الجميع مطلوب التعامل معة ومع احتياجاته وتوجهاته وهذا الامر خطير لان الجميع يريد النتيجة التي ترضية حتي لوكان ذلك علي حساب المصلحة العامة
علاوة علي حالة الترصد ممن يريدون راس المسؤول وإفشاله وهذا يجعلني ان اقول ان الادارات العليا تكون دائما في حالة ضغط كبير في ادائها لاعمالها
ولكن المزعج حقا هو التعامل مع الادارة الوسطي والادارة الدنيا داخل الوزارة او الجهه. التي تجد انها تتعامل بطريقة لاتتناسب مع توجيهات الادارة العليا وسرعة ادائها و بلا مبالاه في طريقة تادية اعمالهاومهما مارست عليهم من ضغوط او ترغيب لن تستطيع السيطرة علي مشاكلهم اليومية ربما بسبب محدودية الاداء والتفكير لذلك لن تجد الجميع يعمل او يؤدي عمله او يطور نفسة لعدة اسباب نفسية لدي الموظف
كما ستجد من هؤلاء الموظفين الكثير في حالة ضعف عام وتم فرضة علي العمل أو في حالة عدم رضا بسبب اعتقادة انه يستحق اكثر مما يتقاضاه من حقوق او ان المنصب الذي يتواجد فيه لايناسب مستواة في الاداء كما ان اليه الثواب والعقاب في الدولاب الوظيفي مازالت معقدة وتحتاج الي اجراءات طويلة علاوة التدخلات والضغوط الخارجية
وكذلك مما يثبر الانتباه ان الموظف الصغير ورجل الشارع يستطيع تقييم اداء المستويات القيادية والوزراء وطريقة ادائهم في العمل ومهاجتهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة وكذلك اعضاء المجالس النيابية ممن يستخدمون عصا الاستجواب لتحقيق مصالحهم الذاتية الذاتية
للاسف النتيجة التي خرجت بها من عملي ان مناخ العمل الاداري معقد جدا وتحوطةً مشاكل كثيرة ويعتقد الكثير من المتابعين انه يستطيع القضاء عليها بسهولة بالرغم من ان طبيعة الموظف في العالم العربي قليلة الانتاجية وضعيفة ومحدودة الطموح وتحتاج الي مجهود ضخم حتي تستطيع احداث ثورة ادارية طموحة يرتقي بها العمل الاداري
اليابان من البلدان المعقدة جدا في اجراءاتها الادارية ولكن يظل العامل فيها منتج ويعمل من اجل الوظيفة وليس لرضا احد
لذلك فان العمل والمناخ الاداري في مصر صعب جدا ويحتاج الي هيكلة شاملة ابتداء من الموظف وحتي تقنين الاجراءات التي تزداد تعقيدا واصبح الموظف الصغير يستخدمها في تعطيل المصلحة العامة ومصالح العبآد بما يجعل المسؤولين في الادارة الوسطي يرضخ لهؤلاء من اجل تسيير اعمالة اليومية باي شكل من الاشكال
الوزارء والمسؤولين الكبار لاينامًنون كما يعتقد البعض وهم في حالة ضغط رهيب خوفا من عدم تحقيق النتائج المطلوبة منهم من القيادات الاعلي وكذلك ضغوط العمل اليومي ومتابعة اداء العمل اليومي داخل الدولاب الوظيفي والعمل علي منع اي مشاكل تحدث ومحاولة سد اي فجوات قد تؤدي الي كوارث
وهذا الامر يتناقض تماما مع مسؤولية الوزراء السياسية والقيادية لان الوزير والقيادي مهمتة رسم السياسات واتخاذ القرارات المصيرية وليس متابعة العمل اليومي داخل الوزارة