وسائل إعلام: النظام السوري أعدم القيادي في “كتائب القسام” مأمون الجالودي عام 2016
لقد أفادت مصادر مقرّبة من أسرة القيادي في “كتائب القسام” في سوريا، مأمون بشر الجالودي (أبو جودت)، أن مصدراً مطّلعاً في الأجهزة الأمنية السورية، التابعة للنظام الحاكم الجديد، أكّد لأسرة الجالودي أن ابنهم تم إعدامه خلال عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وأفادت تلك المصادر لـ “قدس برس” أن عملية الإعدام نُفذت يوم السبت 14 أيار/مايو 2016، بعد أقل من عام على اعتقاله، إذ كان قد وقع في كمين نصبه عميل للمخابرات السورية، تولّى مهمة استدراجه مع اثنين من العاملين معه، يوم الخميس 25 حزيران/يونيو 2015، عند حاجز “بيت سحم – يلدا”.
وتتجه نية أسرة الجالودي، المقيمة في العاصمة الأردنية عمّان، إلى الإعلان عن استشهاد ابنها وتقبّل العزاء به. ويُذكر أن الجالودي، أردني من أصل فلسطيني، وكان يبلغ من العمر (46) عاماً عند تنفيذ حكم الإعدام.
ويُشار إلى أنه بعد اندلاع الثورة الشعبية السورية ضد نظام الأسد في دمشق عام 2011، توترت العلاقات بشكل كبير بين النظام السوري آنذاك وحركة “حماس”، ما دفع الأخيرة إلى الخروج من سوريا وإخلاء مقراتها، كما غادر العشرات من كوادرها إلى لبنان وتركيا ودول أخرى. ومع ذلك، تمكن النظام السوري من اعتقال عشرات الناشطين التابعين للحركة.
وبلغت العلاقة بين “حماس” والنظام السوري أسوأ مراحلها حينما رفع خالد مشعل، الذي كان يرأس الحركة آنذاك، علم الثورة السورية خلال احتفال “حماس” بذكرى انطلاقتها الـ 25 في غزة (9 كانون أول/ديسمبر 2012)، والتي كان يزورها مشعل، بينما كانت مصر تحت رئاسة الرئيس المنتخب محمد مرسي.
وقد استطاعت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” توثيق أكثر من 60 اسماً من الناشطين المعتقلين التابعين لحركة “حماس”، دون الإعلان عن تحرير أيٍّ منهم. ووفقاً لمصدر مقرّب من الحركة تحدّث لـ “قدس برس”، فإن (94) كادراً من كوادر “حماس” الذين كانوا في سوريا، تم إعدامهم داخل السجون السورية دون عرض أيٍّ منهم على المحاكمة.
وكانت حركة “حماس” قد سلّمت قائمة بالأسماء إلى الأمين العام السابق لـ “حزب الله”، حسن نصر الله، وذلك بعد استئنافها العلاقة مع نظام بشار الأسد في أيلول/سبتمبر 2022، بناءً على اقتراح من نصر الله، الذي وعد بمتابعة الملف مع أعلى المستويات في النظام. ووفقاً للمصادر، لم يزوّد نصر الله الحركة بأي معلومات لاحقة، ويُرجّح أنه اكتشف أن جميع الأسماء الواردة في القائمة قد تمّت تصفيتها، فامتنع عن تزويد “حماس” بالمستجدات خشية التأثير على مسار المصالحة بين الطرفين.
كما كشفت وثائق استخبارية صادرة عن شعبة مخابرات النظام المخلوع – الفرع 294 – وموجّهة إلى أحد الأفرع الأمنية، عن صدور قرار بمصادرة ممتلكات حركة “حماس”، وذلك عقب مغادرتها دمشق نصرةً للثورة السورية.