تعرف على من هو حكمت الهجري.. زعيم وسياسي في قلب أزمة #السويداء
لقد تصدر اسم الشيخ حكمت الهجري، شيخ العقل لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا، التريند ومواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا، وذلك بسبب مواقفه وتصريحاته التي تدعو إلى الوحدة الوطنية، الاعتدال، وحل النزاعات بالحوار، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا والمنطقة.
ويبحث الجمهور عن معلومات عن الشيخ حكمت الهاجري (الهجري)، وتستعرض شبكة رؤية الإخبارية كل التفاصيل عن حكمت سلمان الهجري وهو شخصية دينية وسياسية بارزة في محافظة السويداء جنوبي سوريا، حيث يتولى منصب الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز منذ عام 2012، خلال العقد الأخير، تحول دوره من مرجعية دينية تقليدية إلى قيادة سياسية مؤثرة، خاصة مع تصاعد الأحداث السياسية والعسكرية في سوريا بعد سقوط النظام السوري السابق.
من هو حكمت الهجري؟ وُلد حكمت سلمان الهجري في 9 يونيو 1965 في فنزويلا، حيث كان والده، الشيخ سلمان أحمد الهجري، يعمل في التجارة، عاد مع عائلته إلى سوريا في سن مبكرة، فأكمل تعليمه الأساسي والثانوي في محافظة السويداء. في عام 1985، التحق بكلية الحقوق في جامعة دمشق، وتخرج منها عام 1990.
بعد تخرجه، عاد إلى فنزويلا لفترة للعمل، قبل أن يستقر نهائيًا في بلدة قنوات بريف السويداء عام 1998، حيث يقع مقر الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية.
تلقى الشيخ حكمت الهجري تعليمه الديني منذ صغره، ودرس أصول العقيدة التوحيدية ومبادئ الشريعة، وتعمق في العلوم الدينية والفقهية الخاصة بطائفة الموحدين الدروز. اشتهر منذ شبابه بورعه وتقواه وحكمته، ما أهّله ليتبوأ مكانة مرموقة بين رجال الدين.
قصة تولي حكمت الهجري الرئاسة الروحية في مارس 2012، تولى حكمت الهجري منصب شيخ العقل الأول للطائفة الدرزية، خلفاً لشقيقه الشيخ أحمد الهجري، الذي توفي في حادث سير وصفه البعض بـ الغامض ، وسط اتهامات غير مؤكدة لنظام الأسد بالضلوع فيه. هذا المنصب، الذي تتوارثه عائلة الهجري منذ القرن التاسع عشر، يمنح حاملَه نفوذًا دينيًا واجتماعيًا كبيرًا في السويداء، خاصة في الريف الشمالي والشمالي الشرقي والغربي.
توليه المنصب تزامن مع انقسام في الهيئة الروحية للطائفة، حيث ظهرت هيئة موازية بقيادة الشيخين حمود الحناوي ويوسف جربوع في منطقة عين الزمان، مما عكس تعدد المرجعيات داخل الطائفة وأضاف تعقيداً للدور القيادي للهجري.
ماذا فعل حكمت الهجري بعد سقوط الأسد؟ بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، برز حكمت الهجري كشخصية مركزية في السويداء، ليس فقط كزعيم ديني، بل كقائد سياسي يمثل تطلعات الطائفة الدرزية في مرحلة انتقالية حساسة.
في البداية، أبدى انفتاحاً تجاه الحكومة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني سابقاً)، واصفاً لقاء وفد درزي مع الشرع في ديسمبر 2024 بـ الإيجابي ، ومؤكداً التزامه بوحدة سوريا ودعم تشكيل دستور مدني يضمن التشاركية.
لكن سرعان ما تصاعدت مواقفه المعارضة للحكومة الجديدة. في يناير 2025، رفض الهجري الحديث عن تسليم السلاح من قبل الفصائل المسلحة في السويداء، معتبراً أن ذلك سابق لأوانه حتى تتشكل دولة مدنية تضمن حقوق الجميع. كما وصف مشروع الدستور السوري الجديد بـ غير المنطقي ، داعياً إلى إعادة صياغته ليعكس التشاركية الحقيقية.
في مارس 2025، أثار الهجري جدلاً واسعاً بتصريح لصحيفة واشنطن بوست ، قال فيه إن إسرائيل ليست العدو ، طالباً تدخلاً دولياً لحماية الدروز في السويداء من حرب إبادة شاملة ، متهماً القوات الحكومية بالقصف العشوائي. هذا التصريح، الذي ناقض الرواية التقليدية للحكومات السورية المتعاقبة، أثار انتقادات حادة، حيث اتهمه البعض، مثل الباحث عمر أبو ليلى، بالسعي لفرض معادلة مشابهة لنفوذ قسد في شمال شرق سوريا، وبـ الاستقواء بإسرائيل
تفاصيل أزمة السويداء 2025 في يوليو 2025، تصاعدت الأزمة في السويداء إثر اشتباكات دامية بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية، أسفرت عن حوالي 100 قتيل، رفض الهجري بيان تهدئة أصدرته رئاسة الدروز، معتبراً أنه فُرض من دمشق وبضغوط خارجية، واتهم الحكومة بـ نكث العهد ومواصلة القصف العشوائي. كما دعا الميليشيات الموالية له لمواصلة القتال ضد القوات الحكومية، مما عزز صورته كمعارض متشدد للسلطة الجديدة.
هذه المواقف أثارت انقسامات داخل الطائفة الدرزية، حيث رحب شيوخ آخرون، مثل يوسف جربوع، بدخول القوات الحكومية للسويداء لفرض الأمن، كما واجه الهجري انتقادات حادة عبر منصة X، حيث وصفه البعض بـ خطر على وحدة سوريا ، واتهموه بالتحريض على الفتنة والسعي لمصالح شخصية.
يُعرف الشيخ حكمت الهجري بمواقفه الحكيمة والمعتدلة، ويسعى دائمًا إلى تعزيز الوحدة والتآخي بين أبناء الوطن. وقد برز دوره بشكل خاص خلال الأزمات التي مرت بها سوريا، حيث كان يدعو إلى تغليب لغة الحوار والعقل ونبذ العصبية والتطرف، والحفاظ على نسيج المجتمع السوري المتنوع.