#أديس_أبابا تحت الماء: العاصمة الإثيوبية تواجه كارثة #الفيضانات.. فيديو

#أديس_أبابا تحت الماء: العاصمة الإثيوبية تواجه كارثة #الفيضانات.. فيديو

تجد العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، نفسها غارقة تحت وطأة سيول وفيضانات عارمة اجتاحت المدينة خلال الأيام الماضية، مخلفة وراءها دمارًا واسعًا ومعاناة إنسانية كبيرة. تحولت الشوارع التي كانت تعج بالحياة إلى أنهار موحلة، وغمرت المياه المنازل والمحلات التجارية، مما أدى إلى تشريد الآلاف وتوقف شبه كامل للحياة في أجزاء واسعة من المدينة.

جاءت هذه الفيضانات نتيجة لأمطار موسمية غزيرة فاقت قدرة البنية التحتية للمدينة على استيعابها. فمع التوسع العمراني السريع الذي تشهده أديس أبابا، لم تواكب شبكات الصرف الصحي والمجاري هذا النمو، وبقيت العديد من المناطق عرضة لتراكم المياه عند هطول الأمطار. يضاف إلى ذلك، سوء التخطيط العمراني في بعض المناطق، والبناء العشوائي الذي يعيق تدفق المياه الطبيعي، مما يزيد من تفاقم الوضع.

المشاهد في أديس أبابا مفجعة. غمرت المياه المنازل حتى سقوفها في بعض المناطق المنخفضة، وأجبر السكان على الفرار بحثًا عن أماكن أكثر أمانًا، تاركين وراءهم كل ممتلكاتهم. تعطلت حركة المرور بشكل كامل في العديد من الشوارع الرئيسية، وانقطعت الكهرباء عن مناطق واسعة، مما زاد من صعوبة عمليات الإغاثة والإنقاذ. وتواجه المستشفيات ضغطًا كبيرًا مع تزايد أعداد المصابين والمنكوبين.

لا تقتصر آثار الفيضانات على الخسائر المادية فحسب، بل تمتد لتشمل الجوانب الصحية والاقتصادية والاجتماعية. فمع ركود المياه، يزداد خطر انتشار الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والتيفوئيد. كما أن تضرر المحاصيل الزراعية والبنية التحتية سيؤثر سلبًا على الاقتصاد المحلي، ويضاعف من معاناة الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.

تتضافر الجهود الحكومية والمنظمات الإغاثية لتقديم المساعدة للمتضررين، حيث يتم إجلاء العالقين وتوفير المأوى المؤقت والطعام والمياه الصالحة للشرب. ومع ذلك، فإن حجم الكارثة يتطلب استجابة أكبر وأكثر شمولاً.

تعد هذه الفيضانات جرس إنذار لأديس أبابا وإثيوبيا بشكل عام. إنها تسلط الضوء على الحاجة الملحة لإعادة تقييم شاملة للبنية التحتية للمدينة، وتطوير خطط عمرانية مستدامة تأخذ في الاعتبار مخاطر التغيرات المناخية والأمطار الغزيرة. يجب أن يشمل ذلك تحديث شبكات الصرف الصحي، وتطوير أنظمة لتصريف مياه الأمطار، وتنظيم البناء لضمان عدم إعاقة المسارات الطبيعية للمياه.

إن أديس أبابا، المدينة التي تعد مركزًا سياسيًا واقتصاديًا هامًا في القارة الأفريقية، تستحق بنية تحتية قادرة على حمايتها وحماية سكانها من الكوارث الطبيعية. وما حدث يجب أن يكون دافعًا لاتخاذ إجراءات عاجلة وطويلة الأمد لضمان عدم تكرار مثل هذه المأساة في المستقبل.