عاجل “حزب الله” يحذّر من التصعيد: قرار نزع السلاح لا نعترف به
لقد شدّد رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش على أنّ “القرار الخطيئة الذي اتّخذته الحكومة بنزع سلاح المقاومة لا يفتقد فقط إلى النصاب الميثاقي، وإنّما أيضاً إلى النصاب الوطني وإلى أدنى مستوى من العقلانية”.
وسأل، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة زينب في حارة حريك: “كيف يمكن لبلد يحتل العدو جزءاً من أرضه ويُعتدى عليه في كل يوم، ويُمنع قسم من أهله من العودة إلى قراهم وبيوتهم، ويُحتجز عدد من أبنائه أسرى لدى العدو، أن تتخذ حكومته قراراً بتجريده من أحد أهم عناصر قوته وهو المقاومة؟ كيف يمكن لحكومة لا تستطيع حماية شعبها من عدوّ متفلت كالعدو الإسرائيلي أن تجرّد مقاومة من سلاحها وهي في وسط المعركة؟ أليس في هذا ابتعاداً عن المنطق والعقلانية والمصالح الوطنية؟”، مؤكّداً أنّ “المنطق والعقلانية والمصالح الوطنية تقول: إذا كانت للدولة عناصر قوة فإن أول واجباتها أن تحافظ عليها للاستفادة منها لتصفيتها”.
عناصر في
وتابع: “نحن أمام سلطة تنفّذ مصالح الخارج وإدارته وإملاءاته وليس أمام سلطة تضع مصالح شعبها ومجتمعها في مقدمة أولوياتها. قرار الحكومة خطير ولا نعرف تداعياته، وقد يضع البلد على حافة الانفجار، وعلى الحكومة أن تتراجع عنه”، معتبراً أنّ “الحكومة حولت بقرارها المشكلة مع العدو الإسرائيلي إلى مشكلة داخلية بين اللبنانيين، وفتحت بذلك الطريق لمسار داخلي محفوف بالمخاطر والتعقيدات والمشكلات، فصحيح أن اللبنانيين منقسمون سياسياً بشأن الكثير من الملفات، ولكن قرار الحكومة عمّق هذا الانقسام ووضع اللبنانيين وجهاً لوجه، بينما مسؤولية الحكومة أن توحّد اللبنانيين لا أن تُعمّق الانقسامات بينهم”.
وأضاف: “اليوم، المقاومة تمثّل هويّة وطنية واجتماعية، ورمزية جهادية صنعتها دماء وتضحيات وشهداء، ولا يمكن لأحد شطبها أو نزع سلاحها بقرار وإجراءاتٍ وكأنها مجرّد مسألةٍ تقنية أو فنية. المقاومة هوية وثقافة وانتماء وفعل إيمان واعتقاد، وتعني مكوّناً وطنياً كاملاً، ولها وظيفة وطنية، وسلاحها ليس سلاحاً ميلشيوياً استخدم في حرب أهلية أو من نوع السلاح المتفلّت حتى تصدر الأحكام بحقه وكأنه سلاح ضد الوطن وليس لخدمة الوطن”.
وأردف: “السلاح الذي يتحدّثون عنه هو الذي حرّر جزءاً كبيراً وعزيزاً من أرضنا، وهو الذي واجه العدوان على امتداد العقود الأربعة الماضية وحمى لبنان وألحق الهزيمة بالعدو ومنعه من احتلال لبنان”.
وتابع: “السلاح الذي عجزت كل حروب إسرائيل عن نزعه والقضاء عليه لن تستطيع حفنة من الأدوات الصغيرة نزعه. هذا السلاح باقٍ طالما هناك احتلال وعدوان، فلا يراهنن أحد على ضعفه، ومن يراهن على ضعفه بسبب متغيّرات إقليمية ودولية فهو مخطئ وواهم”.
وقال: “لن ندخل بأي نقاش يتعلّق بتنفيذ قرار الحكومة لأننا لا نعترف به ولا يعنينا، ولا حوار حول السلاح قبل أن تنسحب إسرائيل وتوقف عدوانها على لبنان، ويجب أن يعرف الجميع أن المقاومة لا تسقط شرعيتها لا بقرار حكومي ولا بورقة أميركية، المقاومة تستمد شرعيتها ومشروعيتها من إرادة شعبها والمصالح الحقيقية لبلدها ومجتمعها، فالمقاومة لا زالت بحسب استطلاعات الرأي خيار عدد كبير من اللبنانيين بالرغم من كل حملات التحريض والتشكيك والتشويه الإعلامي والسياسي”.
ولفت إلى “أنّنا نحن حتى الآن تصرّفنا بهدوء ولم نلجأ إلى خطوات احتجاجية كبيرة، لكن هذا النهج قد لا يستمر طويلًا. لم نلجأ إلى التصعيد حرصاً على الاستقرار ولإعطاء الحكومة فرصة لتصحيح قرارها، لكننا قد نفعل ذلك إن أصرت على تمرير قرارها”.
وختم: “الموقف اليوم كربلائي وحسيني، ونقول لكل اليزيديين الذي يضعوننا بين خيارين، بين خيار الاستسلام أو الحرب، نقول لهم ما قاله الإمام الحسين (ع) في اليوم العاشر: “ألا وإن الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين، بين السلّة والذلة وهيهات منا الذلة”.