وسائل إعلام..تكشف تفاصيل جديدة عن الضمانات الأمريكية لأوكرانيا
اعلنت صحيفة فاينانشال تايمز، الثلاثاء 26 أغسطس 2025، أن الولايات المتحدة أبدت استعدادها لتوفير أصول استخباراتية وإشراف ميداني على أي خطة أمنية غربية خاصة بأوكرانيا بعد الحرب، إضافة إلى المشاركة في درع جوي دفاعي تقوده أوروبا لحماية البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ قادة أوروبيين الأسبوع الماضي بأن واشنطن ستكون جزءاً من عملية تنسيق الضمانات الأمنية لأوكرانيا ما بعد الحرب، وهو مطلب لطالما دافعت عنه كييف بهدف ردع أي هجوم روسي محتمل عقب التوصل إلى اتفاق سلام.
ضمان حماية أوكرانيا
نقلت الصحيفة البريطانية عن أربعة مسؤولين مطلعين أن مسؤولين أمريكيين كبار أكدوا لنظرائهم الأوروبيين، خلال مناقشات متعددة، استعداد واشنطن لتقديم ما وصف بـ الممكنات الإستراتيجية ، بما يشمل: الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، والقيادة والسيطرة، فضلاً عن أنظمة الدفاع الجوي، وذلك لدعم أي انتشار ميداني تقوده أوروبا.
ويأتي ذلك في وقت تعهد فيه تحالف الراغبين بقيادة بريطانيا وفرنسا بضمان حماية أوكرانيا من أي اعتداء روسي مستقبلي، فيما أقرّ مسؤولون أوروبيون بأن نشر أي قوات على الأرض لن يكون ممكناً من دون دعم أمريكي يوفّر الإشراف والحماية للقوات الأوروبية.
أنظمة دفاعية لكييف
المسؤولون أشاروا إلى أن واشنطن تقدم بالفعل لأنظمة دفاعية لكييف، مثل صواريخ باتريوت ، غير أن الدعم المستقبلي بعد الحرب قد يشمل طائرات أمريكية وخدمات لوجستية ورادارات أرضية تسهم في فرض درع جوي ومنطقة حظر طيران بقيادة أوروبية.
وبحسب التقرير، فإن أي اتفاق سلام سيتيح لواشنطن استخدام قدراتها المتقدمة في مجالات الاستخبارات والمراقبة والقيادة والسيطرة لمتابعة تنفيذ وقف إطلاق النار عبر الأقمار الصناعية وضمان تنسيق فعّال للقوات الغربية المنتشرة.
تغيير في موقف إدارة ترامب من أوكرانيا
لكن العرض الأمريكي، الذي طُرح خلال اجتماعات مكثفة بين مسؤولين أمريكيين ونظرائهم في كبرى الدول الأوروبية خلال الأيام الأخيرة، يظل مشروطاً بالتزامات أوروبية تقضي بنشر عشرات الآلاف من الجنود داخل أوكرانيا، مع احتمال سحب هذا العرض في حال تعثرت تلك الالتزامات. ويُعد هذا التحول مؤشراً على تغيير في موقف إدارة ترامب، التي كانت قد استبعدت في وقت سابق من العام أي مشاركة أمريكية في حماية أوكرانيا بعد انتهاء القتال.
ورغم ذلك، شدد المسؤولون على أن واشنطن لا تزال ترفض نشر قوات أمريكية بشكل مباشر في أوكرانيا، بينما يبدي بعض مسؤولي إدارة ترامب، بينهم وزير الدفاع بيت هيجسيث، تحفظات بشأن أي التزام أمني طويل الأمد خشية تورط البلاد في صراع لاحق.
إنشاء منطقة منزوعة السلاح
في موازاة ذلك، أعدّت عواصم غربية خطة أولية تتضمن إنشاء منطقة منزوعة السلاح تتولاها قوات حفظ سلام من دولة ثالثة يتم التوافق عليها بين كييف وموسكو، على أن تُعزز الحدود بقوات أوكرانية مدربة ومسلحة من جيوش الناتو ، فيما يُشكّل انتشار قوة ردع بقيادة أوروبية في عمق الأراضي الأوكرانية خط الدفاع الثالث، بدعم من القدرات الأمريكية.
مع ذلك، لا يزال القلق يخيّم على الرأي العام وصناع القرار في عدد من الدول الأوروبية إزاء أي خطوة لنشر قوات داخل أوكرانيا.
وفي وقت لاحق، أكد أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، صحة ما ورد في تقرير فاينانشال تايمز ، موضحاً أن كل دولة في التحالف ستسهم بشكل مختلف، لتشكل في النهاية مزيجاً من الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي. وأشار إلى أن المناقشات تدور حول إمكانية نشر ما بين أربعة إلى خمسة ألوية أوروبية، بدعم من الممكنات الإستراتيجية التي ستوفرها الولايات المتحدة.