وجعٌ لا يُقال
بقلم صفاء الليثي
وجعٌ لا يُقال
رحماكَ ربّي، إنّي تعبتُ من التجمُّلِ في الوجعْ،
أُخفي انكساري كي لا يَشمتَ فيّ من سمعْ.
أضحكُ والريحُ تمزّقُ صدري من الداخل،
وأُقيمُ على رمادِ صبري موطناً من الشمعْ.
يا ربّ، كلُّ المواجعِ ضيفتِي،
تسكنُني كأنّي وطنُها الأبديّ.
كم قلتُ إنّي بخير، وأنا أنزفُ بلا صوتٍ،
وأرسمُ على وجهي سكينةَ الأنبياءِ كي لا يُفضحَ البكاءْ.
يا ربّ، لو تعلمُ الأرواحُ كم تتعبُ وهي صامتة،
لرحمتَ هذا القلبَ الذي لم يطلب إلّا الهُدُوء.
أنا لا أريدُ سوى أن أضعَ رأسي على ركنٍ من رحمتِكَ،
وأنامَ قليلاً… بلا فكرٍ، بلا خوفٍ، بلا أحدْ.
كم من ضياءٍ مرَّ بي… ولم أمدّ له يدي،
كأنِّي خفتُ أن يعرفَ النورُ مَن أنا.
صرتُ أُجيدُ الصمتَ أكثر من الكلام،
وأتقنُ الرضا وإن لم أذق طعمَ السلامْ.
يا ربّ، ما عادَ في القلبِ متّسعٌ لشيءٍ جديد،
كلُّ الجهاتِ بي تاهت، وكلُّ الحكاياتِ انتهتْ قبل أن تُروى.
فخذني إليكَ برفقٍ، كما تُؤخذُ الوردةُ من عاصفتها،
واجعل من كسرتي بابًا إلى نورٍ لا يُرى.
رحماكَ، إنّي ما عدتُ أحتملُ هذا النورَ المُتعبْ،
ولا هذا الحنينَ الذي يُشبهُ الموتَ حينَ يُحبّ.
فامنحْني سكينةَ الذين صدّقوا وعدكَ،
وأيقظْ فيّ نورَ الطمأنينة بعد العتمة.
واجعلْ وجعي طريقًا إليك،
لا عثرةً في دربِ الرجاء.