عاجل:مستثمرون أجانب يقتنصون شركات بريطانية رخيصة بصفقات قياسية
لقد شهدت الشركات البريطانية موجة اهتمام قوية من مشترين أجانب ساعين للاستفادة من انخفاض التقييمات، ما دفع نشاط الاندماجات والاستحواذات في المملكة المتحدة خلال 2025 إلى أعلى مستوى له منذ جائحة كورونا، وفق بيانات حديثة.
وأظهرت بيانات مجموعة بورصة لندن أن مستثمرين من خارج بريطانيا أبرموا صفقات استحواذ على شركات بريطانية بقيمة 142 مليار دولار خلال العام الماضي، بزيادة 74% مقارنة بعام 2024، في إشارة واضحة إلى تسارع وتيرة الصفقات العابرة للحدود، وفقًا لصحيفة فايننشال تايمز، الأحد 21 ديسمبر 2025.
قفزة في الصفقات الكبرى
تفوقت الزيادة الحادة في استحواذات الأجانب على النمو العام لسوق الاندماجات والاستحواذات في بريطانيا، الذي ارتفعت قيمته الإجمالية 20% ليصل إلى 367 مليار دولار، مسجلًا أعلى مستوياته منذ طفرة ما بعد الجائحة.
ورغم هذا الارتفاع في القيمة، انخفض عدد الصفقات المعلنة خلال العام الماضي بنسبة 16%، ما يعكس أن النمو كان مدفوعًا أساسًا بالصفقات الكبيرة، من بينها اندماج شركة أنجلو أمريكان بقيمة 50 مليار دولار مع منافستها الكندية تيك ريسورسيز بعد صدها محاولات استحواذ متكررة من بي إتش بي الأسترالية.
السوق البريطانية أقل من قيمتها
قال فيليب نوبلت، رئيس الخدمات المصرفية الاستثمارية في المملكة المتحدة وأيرلندا لدى جيفريز، إن سوق الأسهم البريطانية لا تزال مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية مقارنة بالولايات المتحدة وأوروبا، وهو ما يفسر استمرار تدفق الاهتمام الأجنبي.
وأضاف أن ضعف التقييمات النسبي سيقود إلى مزيد من الاهتمام الاستراتيجي الخارجي خلال 2026، مع توقعات باستهداف شركات أكبر حجمًا خلال الفترة المقبلة.
هيمنة أمريكية واستثمارات خاصة
أكثر من نصف عمليات الاستحواذ الأجنبية على شركات بريطانية جاءت من مشترين أمريكيين، بفارق كبير عن باقي الدول، ومن أبرز الأمثلة صفقة دور داش للاستحواذ على ديليفرو مقابل 2.9 مليار جنيه إسترليني.
كما أبدى مستثمرو رأس المال الخاص نشاطًا لافتًا، مع صفقات بارزة مثل استحواذ شركة أثورا المدعومة من أبولو على مؤسسة تأمين المعاشات مقابل 5.7 مليار جنيه إسترليني، وصفقة أدفنت البالغة 4.8 مليار دولار للاستحواذ على حصة أغلبية في محفظة من منتجات تنظيف ريكيت.
استحواذات على شركات مدرجة
برز اتجاه واضح نحو استحواذ شركات الملكية الخاصة على شركات مدرجة في بورصة لندن، وهو ما ساهم في تراجع عدد المكونات الأساسية للأسواق العامة البريطانية.
ومن بين الصفقات اللافتة استحواذ كيه كيه آر على مجموعة سبكتريس الصناعية بقيمة 4.8 مليار جنيه إسترليني، واستحواذ بيرميرا على شركة جيه تي سي لإدارة الصناديق مقابل 2.7 مليار جنيه إسترليني، بعد منافسات سعرية حادة.
مجالس إدارات تطالب بعلاوات أعلى
أظهرت الصفقات الأخيرة تمسك مجالس إدارات الشركات البريطانية بعلاوات سعرية أعلى لتعويض انخفاض التقييمات، إذ مثّل العرض النهائي لشركة كيه كيه آر لشراء سبكتريس علاوة قاربت 100% مقارنة بسعر السهم قبل بدء المنافسة.
وقال موراي كوكس، الشريك في مكتب وايل غوتشال آند مانغيس، إن مجالس الإدارات أصبحت أكثر ثقة وتميل للمطالبة بعلاوات استحواذ أعلى من المتوسطات التاريخية.
تفاوت بين الصفقات الأجنبية والمحلية
في المقابل، تراجع نشاط الصفقات المحلية داخل بريطانيا بنسبة 54% ليصل إلى نحو 44 مليار دولار، وهو أدنى مستوى منذ 2016، في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي داخليًا وخارجيًا.
وتأثر المستثمرون المحليون بمخاوف الرسوم الجمركية التي يلوح بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إضافة إلى الترقب الطويل لموازنة بريطانيا الجديدة التي قُدمت في أواخر نوفمبر، ورفعت الضرائب إلى مستويات قياسية.
صفقات قيد الإعداد
رغم التباطؤ المحلي، لا تزال هناك صفقات كبرى قيد التفاوض، من بينها محادثات بي بي لبيع نشاط زيوت التشحيم إلى شركة ستون بيك، ومفاوضات سكاي المملوكة لـكومكاست للاستحواذ على نشاط التلفزيون في آي تي في .
كما يدرس مالكو رأس المال الخاص لشركة إيفلين بارتنرز لإدارة الثروات، وشركتي المساعدة على الطرق إيه إيه وآر إيه سي، خيارات التخارج، ما يشير إلى استمرار الزخم في سوق الصفقات البريطانية خلال الفترة المقبلة.