الخليفة يزيد الثاني بن عبد الملك “جزء 3”

الدكرورى يكتب عن الخليفة يزيد الثاني بن عبد الملك “جزء 3”

بقلم / محمــــد الدكـــــرورى

الخليفة يزيد الثاني بن عبد الملك “جزء 3”

ونكمل الجزء الثالث مع الخليفة يزيد الثاني بن عبد الملك، فلما ولي الخلافة سألته زوجته هل بقي له شيء في العالم يرغب فيه؟ فأجابها نعم حبابة فبعثت زوجته الوفية من فورها إلى حبيبة، وأهدتها إليه، وانزوت هي في مجاهل الحريم ويروى أنه بينما هو يلهو مع حبيبة في يوم من الأيام إذ ألقى أثناء لهوه ببذرة عنب في فمها، فاختنقت وماتت بين ذراعيه، وحزن عليها يزيد حزنا مات من أثره بعد أسبوع من وفاتها، وقد خطب يوما الخليفه يزيد بن عبد الملك بالناس قائلا ايها الناس انه لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق انما الطاعة لله فمن اطاع الله اطيعوه ما اطاع فأذا عصى أو دعي إلى معصية فهذا أهل ان يعصى ولايطاع أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وقد ارسل في نفس هذه السنة إلى من كان تحت إمرته في العراق وهو يوسف بن عمر، وأحضره إلى دمشق.

 

 

 

وعندما وقف أمامه وبين يديه وكان ذو لحية طويلة فأخذ بلحيته ووبخه وانبه وعزله من منصبة بسبب عدم عدله وبسبب حنقه على اليمانية وهم قوم خالد بن عبد الله القسري، وهو يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي، وكان أمير العراق وخراسان لهشام بن عبد الملك، ثم أقره الوليد بن يزيد على العراق، وكان شهما سائسا مهيبا جبار عسوف جواد معطاء، وقد كان ولي اليمن قبل العراق، ويوسف بن عمر هو بن عم الحجاج بن يوسف الثقفي، وقد قال ابن عساكر عنه أنه لما هلك الحجاج بن يوسف الثقفي، وتولى بعد يزيد بن المهلب العراق، لسليمان بن عبد الملك، وقد أخذ يوسف بن عمر مع آل الحجاج ليعذب وكان يزيد بن المهلب يبغض الحجاج وأقاربة، فقال يوسف أخرجوني أسأل، فدفع إلى الحارث الجهضمي وكان مغفلا، فأتى دارا لها بابان، فقال دعني أدخل إلى عمتي أسألها فدخل وهرب من الباب الآخر.

 

 

 

 

وكان يوسف من ولاة العهد الأموي، وكانت منازل أهله في البلقاء بشرقي الأردن، وقد تولي اليمن لهشام بن عبد الملك سنة مائه وسته من الهجره، وكانت قبضته شديدة فيها، فبعد ولايته بسنة واحدة خرج عليه في اليمن عباد الرعيني الذي ادعى أنه حميري آخر الزمان، وكان له من الأتباع ثلاثمئة رجل، فتمكن يوسف من القضاء على ثورته وقتله مع أصحابه، ومما زاد في مكانته عند الخليفة فما زال على اليمن حتى جاءه التقليد بولاية العراق، فاستخلف ابنه الصلت على اليمن وسار هو للعراق، ونعود الى الخليفه يزيد حيث كان هذا التصرف وهذه الخطبة ليزيد بن عبد الملك دلالة على عدالته في الحكم، ونزاهته وبعده عن الشبهات، وفي ربيع الأول عام مائه وأربعه من الهجره، قد عزل يزيد بن عبد الملك، عن إمرة الحرمين عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس، وكان سببه أنه خطب فاطمة بنت الحسين، فامتنعت من قبول ذلك.

 

 

 

 

فألح عليها وتوعدها، فأرسلت إلى يزيد تشكوه إليه، فبعث إلى عبد الواحد بن عبد الله النضري نائب الطائف فولاه المدينة، وأن يضرب عبد الرحمن بن الضحاك حتى يسمع صوته أمير المؤمنين وهو متكئ على فراشه بدمشق، وأن يأخذ منه أربعين ألف دينار فلما بلغ ذلك عبد الرحمن ركب إلى دمشق، واستجار بمسلمة بن عبد الملك، فدخل على أخيه فقال إن لي حاجة، فقال كل حاجة تقولها فهي لك إلا أن تكون ابن الضحاك، فقال هو والله حاجتي، فقال والله لا أقبلها ولا أعفو عنه، فرده إلى المدينة، فتسلمه عبد الواحد فضربه وأخذ ماله حتى تركه في جبة صوف، فسأل الناس بالمدينة وكان قد باشر ولاية المدينة ثلاث سنين وأشهرا، وكان الزهري قد أشار على الضحاك برأي سديد، وهو أن يسأل العلماء إذا أشكل عليه أمر، فلم يقبل ولم يفعل، فأبغضه الناس، وقد ذمه الشعراء، ثم كان هذا آخر أمره، وكان عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري.

 

 

 

 

استعمله يزيد بن عبد الملك على المدينة من عام مائه وواحد حتى مائه وأربعه من الهجره، وكان السيده فاطمه بن الحسن، وهى حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاطمة بنت الحسن بن على بن ابى طالب، وقد ترملت ومات زوجها وترك لها عيال فتقدم لخطبتها ابن الضحاك، الا انها رفضتها ومع الإلحاح اخذ ابن الضحاك يتعرض لها بل واخبرها ان لم توافق على زوجها به ليجلدن أكبر أبنائها بتهمة شرب الخمر فأوصت ابن هرمز عامل بيت مال الخلافة والذي ينقل اخبار الولاة واموال بيت المال إلى بيت المال بدمشق بأن يوصل حالها وشكواها وافعال ابن الضحاك بها وباهل المدنية إلى أمير المؤمنين، الخلفية يزيد بن عبد الملك، والذي قام بعزل ابن الضحاك وولى عبد الواحد النضرى والذي كان على الطائف، فقام عبد الواحد بتغريم ابن الضحاك أربعين الف وبتعذيبه، وقد تولى يزيد بن عبد الملك أمر المسلمين بعد الخليفة عمر بن عبد العزيز.