خطيب الأنبياء شعيب عليه السلام “جزء 3”

الدكرورى يكتب عن خطيب الأنبياء شعيب عليه السلام “جزء 3”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

خطيب الأنبياء شعيب عليه السلام “جزء 3”

ونكمل الجزء الثالث مع خطيب الأنبياء شعيب عليه السلام، وبعد انقضاء هذه المدة أصابت قوم مدين الصحية فأصبحوا في ديارهم جاثمين، وقيل هو شعيب بن ميكيل بن يشجر بن مدين من ذرية إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، وقيل هو ابن بنت نبي الله لوط، وقيل غير ذلك، وإن أمه بنت لوط، وهو من الأنبياء الأربعة العرب لقوله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر عند ذكر الأنبياء والرسل “أربعة من العرب، هود وصالح وشعيب ونبيك يا أبا ذر” رواه ابن حبان، ونبى الله شعيب عليه السلام أراد أن يحذر قومه قال يا قوم لا يحملنكم ما تفعلونه في وشقاقكم لي أن ينزل عليكم عذاب من الله عز وجل ألا تذكرون قوم نوح والطوفان ألم تسمعوا بما فعل الله عز وجل بقوم هود أو قوم صالح وليست قرى لوط عنكم ببعيدة لا زمانا ولا مكانا، فيقول تعالي.

“ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد” أنظروا إلي خوفه على قومه فيقول يا قوم تذكروا قوم نوح كيف أهلكهم الطوفان، وتذكروا قوم هود كيف أهلكهم الريح، وتذكروا قوم صالح كيف دمرتهم الصاعقة، وتذكروا قوم لوط التي أغرقها الله عز وجل وجعل عاليها سافلها ليست بعيدة عنكم إحذروا عنادكم للانبياء أن يصيبكم مثل ما أصابهم فردوا على شعيب ذلك الخطيب المفوه ذلك اللسان المبين أنظروا ماذا قالوا له إستهزاء “قالوا يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول” كلامك لا نفهمه إنه الاستهزاء إنه العناد إنه الكبر من لا يفهم كلام ذلك الرجل الفصيح البليغ شعيب عليه الصلاة والسلام إلا قوم معاندون مكابرون يفهمون لكن كانوا يعاندون ثم قالوا له يا شعيب إنا لا نراك فينا ضعيفا أنت رجل ضعيف.

وما كان من نبى الله شعيب عليه السلام إلا أن يثبت على الحق، ويدافع عن نفسه وعن المؤمنين معه، فاتجه شعيب إلى الله تعالى بالدعاء لله تعالى أن يفصل بينه وبين القوم الظالمين، فاستجاب الله عز وجل دعاءه، فآزره بالنصر وابتلى الكافرين بالحر الشديد، ولم يكن يروي ظمأهم لا ظلال ولا ماء، ففروا من قدر الله إلى قدر الله، هاربين من ديارهم، وكان نبي الله شعيب عليه الصلاة والسلام رجلا ضعيف البنية ضعيف الجسد ضعيف النظر وليس من قوم أقوياء وليس من قوم يملكون القوة والمنعة لهذا قالوا له “قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك” نعم عندك قوم ولولا معزة قومك علينا لرجمناك يا شعيب لم يكونوا بتلك القوة ولكن معزة قومه على باقي الناس جعلتهم يقفون عن تعذيبهم له.

قالوا لولا قومك يا شعيب لحفرنا حفرة ووضعناك فيها ولضربناك فيها بالحجارة، فأنت لست بغالي علينا ولست بعزيز علينا ولست قويا فينا أنت رجل ضعيف لكن من أجل قومك وقبيلتك ذلك أن الله بعد لوط عليه السلام لأنه لم يكن من قومه ما أرسلنا نبيا وبعثنا نبيا إلا وجعله في منعة من قومه مثل شعيب عليه السلام ، وقالوا “ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز” فرد عليهم شعيب عليهم السلام قال “يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله” بمعني أرهطي وقبيلتي وجماعتي وأهلي أعز عليكم من رب العالمين، فقال الله تعالي ” قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربي بما تعملون محيط” فرد بكل عزة وثقة قال يا قوم أقول لكم رب العالمين تقولون رهطي أقول لكم الله تقول قبيلتي وقومي.

“أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربي بما تعملون محيط ” لكنه العناد ولكنه الكبر من قوم شعيب فانظر إلي هذا العناد والكبر كيف أوصلهم وكيف أعمى قوم شعيب عن الحقيقة التي جاء بها نبي الله شعيب عليه السلام، وإشتد البلاء على نبي الله شعيب عليه السلام واستكبر قومه وأرادوا إخراجه هو والذين آمنوا معه من قريته أو لتعودن في ملتنا، كما قالوا فرد عليهم شعيب عليه السلام قال أو لو كنا كارهين لما إزداد البلاء رفع شعيب يديه إلى السماء وقال على الله توكلنا ثم دعا الله عز وجل وقال “ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين” وجاء اليوم الذي سينزل الله عز وجل عليه العذاب على قوم شعيب لقد إستكبروا لقد تجبروا لقد عاندوا لقد جاحدوا أمر الله عز وجل لقد كذبوا نبيهم الان جاء يومهم “ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا”